علاقة الاسم بالشخص

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

قبل مدة سألتني إحدى الأخوات :

" هل تستطيع الحكم على الشخص من خلال اسمه ؟ "
فأجبتها , حينها , باختصار , ووعدتها بجواب مفصل وفيموضوع مستقل , فهذا جوابي ووفاءُ وعدي .

فأما الحكم الجازم فلا , ولكن في الأغلب الاسم يدل على الشخص أو على جانب من شخصيته على الأقل .
وقد قال ابن تيمية :
" لكل شخص من اسمه نصيب "
وعلماء النفس المعاصرون يؤيدون هذه النظرية , والواقع[1] أيضا يؤكدها ويدعمها .
فإذا كان الاسم الحقيقي وهو الذي لا يختاره الشخص لنفسه , وإنما يختاره له والديه يؤثرعليه وعلى سلوكه , فكيف بالاسم المستعار الذي يختاره الشخص لنفسه ويجعله عنوانا لشخصه ؟
نعم , يدل عليه كما يدل عنوان الكتاب على محتواه .
فاسم مثل : الراغبة في رضا الله أوعاشقة الجنة أو...
فهويدل بوضوح على تقوى وصلاح وتشوُّف إلى الآخرة وأمل في رضا الله.
وأما اسم مثل : أبي الشيماء , أومحب السلف أو ...
فهو يدل على توجه سُـني وأعجاب بالسلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.
وأما اسم مثل : "ورد جوري" أو "قطرات الندى" أو"وردة البيلسان" ....
فهويدل على تفاءل واستبشار ورضا بالحال وأمل بالمستقبل ...
وأما اسم مثل : "صديقة الدموع" أو"القلب الحزين" أو "الجرح المفتوح" أو"صمت الألم" .....
فهو يدل على مشاكل عاطفية أوتشاؤم أو يأس أو نظرة سلبية للحياة ؛ (هذا ظني , والله أعلم )
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير بعض الاسماء التي تدل على أمور سلبية إلى اسماء لها دلالة إيجابية , مثل :
المرأة التي كان اسمها"عاصية" فسماها النبي صلى الله عليه وسلم "جميلة" رواه مسلم رقم : 3987
والذي كان اسمه "حَـــزَن" اقترح عليه أن يكون اسمه "سـهل"
وغير ذلك كثير ...

ملاحظة : يمكن الحكم على الشخص بطريقة اسهل , من خلال ما يكتبه من مواضيع وما يجيب به من ردود .


[1]) قد أذكر في مناسبة قادمة بعض الوقائع والأمثلة, أما الآن فيضيق عنها الوقت .

[زارع المحبة]

هذا ما كنت أود قوله حين شرعت في الكتابة , لكن بدا لي الآن أن الإسم له دلالات أخرى كثيرة منها أنه :
ـ قد يدل على جنسية الشخص , فاسم مثل " خميّس " يدل على أن حامله تونسي , وأسم مثل " مُوح " أو " عبدقه " يوحي بأن حامله جزائري , واسم مثل "مرفت" أو" طلعت" يشير إلى أن حامله مصري ...واسم مثل " برنار" يفيد أن حامله فرنسي , الخ
وقد يدل على ديانة الشخص فاسم مثل " شالوم" يشير إلى أن الشخص (يهودي) و"كريستيان" يدل على أنه نصراني و" أبو الشيماء " يدل على أنه سُـني أوسلفي .
ـ وقد يدل على قومية الشخص فاسم مثل : سليم , محمد , البشير, قحطان .. يبين أن الشخص عربي , بينما " تشاو شاو تشي " يبين أنه صيني ! أما " نايت" , "إيدير" فيدل على أنه أمازيغي....
ـ كما يبين جنس الشخص , فاسم مثل : كريمة أو فاطمة , يدل على أن حاملته أنثى , بينما حسام أوصدام يدل على العكس .
وللاسم دلالات أخرى كثيرة نكتفي منها بما ذُكر , وصدق الشيخ ابن تيمية في قولته السابقة .

[زارع المحبة]

ثم سألتْـني : عن اسمي الحالي "زارع المحبة" لماذا اخترتـُـه ؟
أما اسمي الحقيقي فهوـ كما أعلنُ دائما ـ " اسماعيل "
ولكني اخترت "زارع المحبة" لأن الإخوة في بداية الأمر كانوا يتهمونني بأن نقدي حاد ولساني صارم وأسلوبي في الرد قاسٍِ ....
حتى أن بعضهم خاصمني , وبعضهم قاطعني , وبعض آخر حذف مواضيعي , فأردت أن أعلِـم إخوتي وأخواتي الكرام بأني زارع محبة ورحمة وسلام , ولست زارع خصومات وأحقاد وآلام .
وإني مؤمن بقول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال :

" بَشِّرُوا وَلا تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا" مسلم رقم : 3262

ملاحظة هامة حاولتُ في الأيام السابقة تغيير اسمي مرة ثانية إلى "ابن الصحراء" وأعلنتُ عن ذلك , ولكن الأخت الطيبة "ورد جوري" منعتني , ولن أجرؤ على مخالفتها .
لكن ينبغي أن تعرفوا : لماذا "ابن الصحراء" ؟
كثيرمن الإخوة في هذا الملتقى يلومونني على كثرة الغياب فأردت أن أذكِّرهم بصفة دائمة ومستمرة بأني ابن الصحراء.
فهل تعلمون شأن الصحراء؟
إذا وجدتَ فيها الماء لتشرب فأنت محظوظ .
أما الكهرباء والهاتف فلن تجدهما إلا بكرامة من الله أومعجزة خارقة .
وأما الاتصال بالانترنات فلا داعي لأن تفكر فيه مجرد تفكير .
فذنبي الوحيد في عدم التواجد الدائم في هذا الملتقى هوأني ابن الصحراء .
فهل ستغفرون لي هذا الذنب ؟ أم سأحاكم وأعاقب عليه ؟
هذا ما ستتكفل الأيام القادمة بكشفه وبيانه ؛ وإني لمن المنتظرين.

دمتم في رعاية الله وحفظه .

والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

[@أبو الوليد@]

أخي الحبيب زراع اختيارك موفق ومفيد.
اعتبر هذا العلم أبعد من حدود العلم
لأنه لكل اسم تأثير مباشر في الأمزجة والأخلاط ويؤثر تأثيراً كبيراً في صفات حامل الاسم ويرسم أهم المكونات في الشخصية العامة من أمزجة عديدة وطبائع وتركيبات.‏
ومن ناحيتي فغالبا الاسم ينعكس على حامله بمجمله وخصوصاً بأبعاده اللغوية والصفات الوضعية والمعنى في تفسيراته وهوحالة قدرية وليس هومشيئة ذاتية
وسبحان الله استحضرني قصة الغلام والاب التي حدثت في عهد عمر بن الخطاب .
( جاء رجل إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يشكو إليه عقوق ابنه ، فأحضر عمر الولد وابنه وأنّبه على عقوقه لأبيه ، ونسيانه لحقوقه ، فقال الولد : يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه ؟ قال : بلى ، قال : فما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر : أن ينتقي أمه ، ويحسن أسمه ، ويعلمه الكتاب ( أي القرآن ) ، قال الولد : يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك ، أما أمي فإنها ونجية كانت لمجوسي ، وقد سماني جُعلاً ( أي خنفساء ) ، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً 0
فالتفت عمر إلى الرجل وقال له : جئت إلي تشكو عقوق ابنك ، وقد عققته قبل أن يعقك ، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك ؟! )
وفي الختام جزاك الله خيرا وبارك فيك وحياك
سلمت يمناك ولا عدمناك وسلم لنا فيض قلمك

[شروق الاجزجي]

بارك الله فيكم يا زارع الخير ..
صدقت فلكل من اسمه نصيب ولذا فلنتخير الاسماء الصالحة الحسنة لاولادنا ان شاء الله
ان شاء الله يكن لك من اسمك نصيب فتحشر مع سيدنا اسماعيل وكفى بها منزلة مع النبيين
شكر الله لكم وجعلكم دوما زرّاعون للخير ..