|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() يهدف الإسلام إلى تحري الصدق والدقة في التثبيت من الخبر وأخذه من مصدره، وهذا يجعلنا نثق في التلقي دون تحريف أو تشويه، كما يهدف إلى تكوين العقلية المتأنية المتثبتة, القادرة على تقييد الخبر ومعرفة صدقه من كذبه, والحق من الباطل, والوقوف على الحقيقة والمعلومة الصحيحة، كما يهدف إلى حماية المجتمع من الأخبار الكاذبة والغزو الفكري. والحقيقة أساس الخبر، والخبر الصادق تطمئن إليه النفس ويقبله العقل ويستريح له الضمير، وفي الحديث عن الحسن بن علي قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة" (رواه الترمذي: 2518 حسن صحيح وأحمد: 1 / 200: 1723 صحيح). والخبر الصادق هو الذي ينفع الناس ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْض﴾ (الرعد: من الآية 17)، والمؤمن صادق ثقة، لأنه يخشى الله تعالى، أما الفاسق فهو مظنة الكذب: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ (الحجرات: من الآية 6)، والفاسق كاذب يتحرى الكذب وكلامه دجل في دجل. وفي الحديث الصحيح: "سيكون في أمتي دجالون كذابون يحدثونكم ببدع" من الحديث، وفي رواية "يأتونكم من الأحاديث ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم" (مسلم في المقدمة ص 12 وأحمد 2/ 321: 8250 صحيح، 2/ 349: 8580 صحيح)، والفاسق غير مقبول عن أهل العلم وشهادته مردودة. والمؤمنون الصادقون، والفاسقون الدجالون, موجودون منذ فجر التاريخ، وتشويه الأنبياء وتكذيبهم ومحاربتهم موجودة على مر الزمان. تلقي الخبر من مصدره: والإسلام يحث على تلقي الخبر من مصدره؛ لأن الإعلام قد ينقل خبرًا كاذبًا أو مشوهًا وقد يتهم فلانًا والناس تصدق ولا تتحرى الصدق ولا تتأكد من مصدر الخبر، وقد يكون فلان هذا مجهولاً أو في غيابات السجن لا يستطيع أن يدافع عن نفسه.. والدليل على أخذ الخبر من مصدره ما يلي: 1- جاء في الصحيح أن عمر بن الخطاب دخل المسجد فوجد الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، فاستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أطلَّقت نساءك، قال: "لا"، قال: أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن؟ قال: "نعم إن شئت" (مسلم في الطلاق: 1479) وفي هذا نزلت الآية ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83)﴾ (النساء). 2- كان المشركون في مكة يتآمرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته، يخافون انتشارها وظهور الحق على باطلهم، فاخترعوا أساليب لتشويه الدعوة والصد عنها وعن معرفة الحق فيها، وفي شأنهم نزلت الآيات تكشف أساليبهم وكذبهم وتبين أن طريق الحكمة هو التثبيت والسماع من مصدر الخبر. روى ابن أبي حاتم عن السدي قال: اجتمعت قريش فقالوا: إن محمدًا رجل حلو اللسان إذا كلمه الرجل ذهب بعقله، فانظروا ناسًا من أشرافكم المعدودين المعروفة أنسابهم، فابعثوهم في كل طريق من طرق مكة على رأس ليلة أو ليلتين، فمن جاءه يريده فردوه عنه، فخرج ناس في كل طريق، فكان إذا أقبل الرجل وافدًا لقومه ينظر ما يقول محمد، ووصل إليهم، قال أحدهم: أنا فلان بن فلان، فيعرفه نسبه، ويقول له: أنا أخبرك عن محمد، إنه رجل كذاب لم يتبعه على أمره إلا السفهاء والعبيد ومن لا خير فيهم، وأما شيوخ قومه وخيارهم فمفارقون له، فيرجع الوافد دون ثبت أو معرفة، فذلك قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (24)﴾ (النحل). فإن كان الوافد ممن عزم الله له الرشاد، فقالوا له مثل ذلك, قال: بئس الوافد لقومي إن كنت جئت, حتى إذا بلغت مسيرة يوم, رجعت قبل أن ألقى هذا الرجل وأنظر ما يقول وآتي قومي ببيان أمره، فيدخل مكة فيلقى المؤمنين فيسألهم ماذا يقول محمد؟ فيقولون خيرًا.. ومن هذا نرى أن قريشًا أقامت حربًا دعائية منظمة على الدعوة, كما يحدث في كل زمان ومكان.. ونرى أن المتثبت لا يسمع الخبر من غير مصدره، ولا يكون رأيًّا من غير نظر وتأمل, وأنه حينما تأكد من الخبر بسؤال المؤمنين وجده خيرًا, وذلك قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا﴾ (النحل: من الآية 30). فهنا نجد أن الرجل المتثبت لا يسمع الخبر إلا من مصدره: النبي صلى الله عليه وسلم، أو المؤمنين الذين يمثلونه, المحبين له غير الكاهرين أو المحاربين له؟. وهكذا لا بد أن يكون خلق المسلم الذي تربى في مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتثبت من الخبر- أي خبر- من مصدره حتى يطمئن قلبه ويزول الشك في نفسه، ولا يحدث بلبلة داخل الأمة بشائعة لا أصل لها. -------- |
#2
|
||||
|
||||
![]() أحسنت أخي موضوع هام وجاد جعله الله نفعا لكل من قرأه وجزاك ربي به خيرا
__________________
اللهم ثبت قلبي على دينك
|
#3
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الهام
و جعله الله في ميزان حسناتك .
__________________
لقدس الأبية منصورة بعون الله منصورة كــــــــــــــــــلــــــــــــــــــنا لفلــــــــــسطين ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() ياريت نتبع هذا الكلام ونتحرى صدق اي خبر ينقل إلينا قبل الحكم فيه بارك الله فيكم
__________________
|
#5
|
|||
|
|||
![]() بورك مروركم جميعا
ونسال الله الفهم الصادق والعمل الصالح والاتباع النافع |
#6
|
||||
|
||||
![]() نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الورع والتقى ؛ إنه وليّ ذلك والقادر عليه . بارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |