تلخيص الباب الخامس الباطنية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119234 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024259 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301509 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40250 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367118 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-11-2009, 07:50 PM
عبد الله 333 عبد الله 333 غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
مكان الإقامة: Kuwait
الجنس :
المشاركات: 143
افتراضي تلخيص الباب الخامس الباطنية

الباب الخامس
الباطنية
الفصل الأول
تمهيد في بيان خطر هذه الطائفة
مذهب الباطنية من أخبث وأردأ المذاهب، وأهله من عتاة الشر وأفسد المخلوقات ، وهم أعدى أعداء المسلمين قديما وحديثا، وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله إلى بعض قائدهم نحو المسلمين ، فذكر أن لهم في معاداة الإسلام وأهله وقائع مشهورة.
وأعظم أعيادهم هو اليوم الذي يصيب المسلمين فيه بلاء وكرب، كيوم استيلاء الصليبيين على سواحل الشام، وكيوم استيلاء التتار على بغداد. وقد أوجز البغدادي عداوة الفرق الباطنية للإسلام والمسلمين في كلامه الآتي فقال:
"اعلموا أسعدكم الله أن ضرر الباطنية على فرق المسلمين أعظم من ضرر اليهود والنصارى والمجوس عليهم، بل وأعظم من الدهرية وسائر أصناف الكفرة عليهم، بل أعظم من ضرر الدجال الذي يظهر آخر الزمان ؛ لأن الذين ضلوا عن الدين بدعوة الباطنية من وقت ظهور دعوتهم إلى يومنا أكثر من الذين يضلون بالدجال من وقت ظهوره، لأن فتنة الدجال لا تزيد مدتها عن أربعين يوما وفضائح الباطنية أكثر من عدد الرمل والقطر.
الفصل الثاني
متى ظهر مذهب الباطنية
اختلف كلمة العلماء حول تحديد ظهور هذا المبدأ الهدام- على نحو ما – وقد ذهب بعض العلماء إلى التحديد بالزمن، فذكر أن الباطنية ظهر مذهبهم في سنة 205هـ، وقال آخرون: في سنة 250هـ، وبعض العلماء يقول: مائتين وكسر.
* يقول الديلمي في بيانه لنشأتهم:-
" اعلم أن ابتداء وضع مذهب الباطنية- سلط الله عليهم طوفان نوح، وريح عاد وحجارة لوط، وصاعقة ثمود- كان في سنة خمسين ومائتين من الهجرة"
* والذي يظهر لي سبب اختلاف العلماء في تحديد نشأة الباطنية يعود إلىعوامل عدة أهمها:-
1- غموض أمر الباطنية في أدوار كثيرة مر بها تاريخهم.
2- أن مذهب الباطنية نفسه يقبل تلك الاختلافات.
ولكن بدأ التخطيط لإقامة هذا المذهب في الإسلام كما يترجح من أقوال العلماء ما بين سنة 200و300هـ أي بعد انتشار الإسلام وعز أهله به ، وانطفاء نار المحبوسة ، كسر صليب النصارى ، وكسر طاغوت الوثنية، ودحر اليهودية ، وضرب الذلة والمسكنة عليهم.
الفصل الثالث
الغرض من إقامة هذا المذهب وكيف تأسس
قام هذا المذهب الهدام من أول الأمر على النيل من الإسلام وأهله ، أما بإخراج المسلم عن دينه بالكلية، أو بإدخال الشكوك في قلبه.
ولقد استفاض العلماء في بيان ذلك كله، واتضح أن قيام هذا المذهب كان لأسباب كثيرة ومقاصد خبيثة من أهمها:
1- إبطال الإسلام والقضاء عليه وعلى أهله.
2- أو زعزعته من نفوس المسلمين أو تشكيكهم فيه.
3- وإحلال المجوسية والإلحاد محله.
* وأتخذ أهلة عدة أقنعة تستروا بها لتحقيق ما يهدفون إليه، منها:-
1-اعتمادهم على تأويل النصوص تأويلات تنافي ما يقرره الإسلام ويأمر به.
2- إظهار التشيع لعلمهم بأن مذهب التشيع يحتمل كلامهم.
* وقد تم تأسيس هذا المذهب- فيما يذكر الغزالي- كما يلي:-
"تم في اجتماع لقوم من أولاد الجوس والمزدكية وشرذمة من الثنوية الملحدين وطائفة كبيرة من ملحدة الفلاسفة المتقدمين، زاد الديملي: وبقايا الخرمية واليهود- جمعهم ناد واشتوروا في حيلة يدفعون بها السلام.
* ثم اتفقوا على وضع حيل وخطط مدروسة يسيرون عليها لتحقيق أهدافهم من خلال الأمور التالية:-
1- التظاهر بالإسلام وحب آل البيت والانتصاف لهم.
2- دعوى أن النصوص لها ظاهر وباطن والظاهر قشور والباطن لب، والعاقل يأخذ اللب ويترك القشور.
3- اختاروا أن يدخلوا على المسلمين عن طريق التشيع.
4- اتفقوا أن يبثوا دعاتهم وأن يلزموهم بخطة ماكرة.
الفصل الرابع
أسماء الباطنية وسبب تسميتهم بتلك الأسماء
1- الباطنية:-
وقد أطلق عليهم هذا الاسم لزعيمهم أن النصوص من الكتاب والسنة لها ظاهر وباطن، وأن الظاهر بمنزلة القشور والباطن بمنزلة اللب.
2- الإسماعيلية:-
نسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق لزعمهم الانتساب إليه لأن والده جعفر الصادق نص إلى إمامته من بعده
* وقد تفرقت الإسماعيلية إلى ثلاث فرق معاصرة هي:-
أ- الدروز. ب- الإسماعيلية النزارية- البهرة.
ج- الإسماعيلية الأغاخانية.
3- السبعية:
قيل في سبب إطلاق هذه التسمية عليهم ما يلي:-
أ- لدعواهم أن أدوار الإمامة سبعة سبعة، كلما انتهى حكم سبعة من الأئمة قامت القيامة وابتدأ الدور من جديد إلى ما لا نهاية.
ب- وقيل: إنه أطلق عليهم بسبب اعتقادهم أن العالم السفلي تديره الكواكب السبعة وهي: زحل، المشتري، عطارد، المريخ، الزهرة، الشمس، القمر.
4- التعليمية:
وقد أطلق عليهم بسبب أن مذهبهم قائم على الحجر على العقل، وإبطال النظر والاستدلال، والدعوة إلى الإمام المعصوم المستور، وأن العلم لا يجوز أخذه إلا منه.
5- الإباحية:
وهذه التسمية التي أطلقت عليهم في الواقع مأخوذة من اعتقاداتهم، وأفعالهم ، وهم لذلك أهل إباحة لا يحرمون محرما ولا يلتزمون بشرع،
6- القرامطة:-
أما سبب تسميتهم بهذا الاسم فلانتسابهم إلى رجل يقال له حمدان قرمط ، وهو رجل من أهل الكوفة، وقد كان راعيا مائلا إلى الزهد والديانة.

3- البحرين:-
أول ما عرف شأن القرامطة في البحرين كان يد شخص نزل البحرين وأعطى نفسه اسم يحيى بن المهدي، وبعضهم يقول: الحسن بن بهرام الفارسي.
7- الملاحدة:-
لأنهم ينفون وجود الله عز وجل يقولون بتأثير الكواكب.
هكذا يذكر الديلمي، وهو الواقع، ولا يرد على هذا ما يوجد عندهم من ذكر الله تعالى وذكر صفاته عز وجل فقد وصفوا الله تعالى بصفات سلبية مؤداها إنكار وجوده تعالى.
8- المزدكية:-
نسبة إلى رجل يقال له مزدك، ثم أطلق على الباطنية لمشابهتهم مذهب مزدك.
9- البابكية:-

لانتسابهم إلى بابك الخرمي، خرج في أيام المعتصم بناحية أذربيجان، فجهز لهم الجيوش حتى قتلهم.
إضافة إلى أنهم يدعون نبوة رجل كان من ملوكهم قبل الإسلام يقال له "شروين"، يزعمون أنه أفضل من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن سائر الأنبياء.
10- الخرمية أو الخرمدينية:-
وكلمة "خرم" أعجمية ، ومعناها: الشيء المستلذ المستطاب الذي ترتاح له النفس، وهو من باب الدعاية لمذهبهم الذي هو رفع التكاليف وتسليط الناس على ارتكاب الشهوات.
11- المحمرة:
قيل: لأنهم صبغوا ثيابهم بالحمرة في أيام بابك، ولبسوها شعارا لهم.
وقيل: لأنهم يطلقون على مخالفهم اسم الحمير.
وقيل: لأن أخلاقهم وطبائعهم صارت شبيهة بطبائع الحمير.
ولا مانع أنت توجد هذه الأسباب كلها فيهم، وإن كان أكثر العلماء يرجح القول الأول.
الفصل الخامس
الطرق والحيل التي يستعملها الباطنيون لإغواء الناس
من المبادئ الأساسية عند الباطنية تقديس النفاق والكذب والخداع، ومن الناس الوصايا الهامة التي يجب أن يسير بموجها كل داعية باطني هي أن يجاري من يخاطبه، ويوافقه في مذهبة تماما، بل ويحسن الغلو فيه، ويريه أنه أحرص فإن على التزامه به.
* وسبب استتارهم وراء هذه الحيل الخوف من إظهار كفرهم بطريقة مكشوفة، وترتيب حيلهم هذه كما يلي:
الزرق والتفرس، ثم التأنيس، ثم التشكيك، ثم التعليق، ثم الربط، ثم التدليس، ثم التأسيس، ثم الخلع، ثم المسخ أ, السلخ.
* وفيما يلي تعريف موجز بهذه الحيل:-
- الحيلة الأولى:-
وهي حيلة الزرق والتفرس، ومعناها،: أن يكون الداعي ذكيا فطنا صاحب فراسة، يميز بين من يطمع في استدراجه لقبول دعوته.
- الحيلة الثانية:-
وهي التأنيس: والمراد بها الوصول إلى قلب المدعو واستمالته بلطف الحديث وذكر بعض الآيات والأحاديث والأشعار.
- الحيلة الثالثة
هي التشكيك: وهي أن يسأل الداعي المدعو عن مسائل أمور الدين.
- الحيلة الرابعة:-
وهي التعليق: فتتم بعد طرح تلك المسائل، فإذا طلب المدعو الاستفسار عنها، وتعلق قلبه بها وبمعرفتها قالوا له: إننا لا نخبرك بشيء حتى تعطينا العهد والميثاق.
- الحيلة الخامسة:-
وهي الرابط: وهي إحكام قبضتهم عليه بما يؤخذ عليه من العهود والمواثيق الغليظة في عدم إفشائه سرا من أسرارهم.

- الحيلة السادسة:-
وهي التدليس: وهي تعظيم الشرع والرغبة في طلب العلم والمحافظة على أوامر الدين.
- الحيلة السابعة:-
التأسيس: وهي أنهم يضعون مقدمة لا تنكر في الظاهر، ولا تبطل الباطن.
- الحيلة الثامنة:-
وهي الخلع من الدين: فهي أن يقول الداعي للمدعو: إن فائدة الظاهر أن يفهم ما أودع فيه من علم الباطن لا العمل به.
- الحيلة التاسعة:
الانسلاخ من الدين أو حيلة السلخ: فهي أنهم إذا أنسوا من المدعو الإجابة وصار منهم، أعلموه أنه قد أطلق من وثاقة وحل له كل ما حرم على غيره من الناس.
الفصل السادس
عقائد الباطنية
يجد المتتبع لأخبار الباطنية ومذاهبهم تناقصهم ظاهرا، والسر في هذا التناقص يعود إلى أن أهل المذهب هم الذين أرادوا ذلك لكي تتضارب أخبارهم عند الناس.
* وكل عقائدهم ترجع إلى:-
1- إنكار وجود الله تعالى.
2- جحد أسمائه وصفاته.
3- تحريف شرائع النبيين والمرسلين.
* وفي كل ذلك يتسترون:
1- إما بالتشيع لآل البيت. 2- وإما بزعم التجديد والتقدم.
أولا: عقيدتهم في الألوهية:-
فقد اختلف مذاهبهم فيه على درجات من الكفر والإلحاد كما اتضح من خلاصة معتقداتهم.
فذهب قسم منهم إلى القول بوجود إلهين، لا أول لوجودهما من حيث الزمن، إلا أن أحدهما علة لوجود الثاني، واسم العلة السابق، واسم المعلول التالي، وأن السابق خلق العالم بواسطة التالي لا بنفسه، وقد يسمون الأول عقلا، والثاني نفسا تخرصا وكذبا.
* ثانيا: اعتقادهم في النبوات:-
يجحد الباطنيون النبوات، وينكرون المعجزات، ويزعمون أنها من قبيل السحر والطلاسم، ويفسرون النبوة بأنها عبارة عن شخص فاضت عليه من السابق بواسطة التالي قوة قدسيه صافية مهيأة لأن تنتقش عند الاتصال بالنفس الكلية بما فيها من الجزئيات، كما قد يتفق ذلك لبعض النفوس الزكية في المنام حين تشاهد في مجاري الأحوال في المستقبل إما صريحا بعينه أو مدرجا تحت مثال يناسبه مناسبة ما، فيفتقر فيه إلى التعبير، لأن النبي b هو المستعد لذلك في اليقظة.
* ثالثا: اعتقادهم في الآخرة:-
اتفق كلمة الباطنية على إنكار الآخرة التي جاء الإسلام بتفاصيل بيانها، وأولوا القيامة في القرآن والسنة، وقالوا بأنها رموز تشير إلى خروج الإمام، وقيام الزمان- إمام العصر- السابع الناسخ للشرع المغير للأمر كما يصفونه. وقالوا أيضا: إن معنى القيامة انقضاء الدور.
وأنكروا بعث الأجسام والجنة والنار، وقالوا: "إن معنى المعاد هو عود كل شيء إلى أصله، وأن الإنسان مركب من عالم روحاني وعالم جسماني، فالجسماني منه جسده وهو مركب من الأخلاط الأربعة وهي: الصفراء، والسوداء، والبلغم، والدم فيتحلل الجسد ويعود كل خلط إلى طبيعته.
* رابعا: اعتقادهم في التكاليف الشرعية:-
يتميز مذهب الباطنية بأنه من أشد المذاهب استحلالا للمحرمات، وأوغل في لإباحية البهيمية، وأكثر تلفتا عن القيام بالتكاليف الشرعية وتبرما منها، مع أنهم لا يتظاهرون أمام لزوم القيام بترك التكاليف إلا بينهم.
وأما ظاهر مذهبهم فهو لزوم القيام بالتكاليف، بل وأحيانا بعضهم يبالغ في إيجاب أشياء لم تجب ليظهروا بمظهر الزهاد والعباد، وليستفيدوا من جهة أخرى، إرهاق الناس بكثرة التكاليف لتضيق صدورهم بها.
وللطوسي في كتابه " الغيبة" مثل هذا التأسيس الباطني، بل وبالغ الطوسي وافترى- كما يبدو- على جعفر بن محمد أنه قال: " حقيق على الله أن يدخل الضلال الجنة، فقال زرارة: كيف ذلك جعلت فداك؟ قال: يموت الناطق، ولا ينطق الصامت، فيموت المرء بينهما فيدخله الله الجنة".
الباب السادس
النصيرية
الفصل الأول
تمهيد في بيان خطر النصيرية
النصيرية هي إحدى فرق الباطنية الغلاة، ظهرت في القرن الثالث للهجرة انشقت عن فرقة الإمامية الاثني عشرية.
والنصريون كغيرهم من أعداء العقيدة الإسلامية الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر، إذ لم تمر بهم فرصة دون يهتبلوها في إيقاع أكبر الأذى بالمسلمين والنصيريون حينما يوقعون الأذى بالمسلمين دون هوادة أو رحمة، يعتقدون في نفس الوقت أنهم يثابون على ذلك.
وأقرب مثال على النصيريين في العصر الحاضر ما يجري في أماكن المسلمين في سوريا ولبنان من تقتيلهم الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، ثم وقوفهم كذلك في صف المارونيين والخمينيين.
الفصل الثاني
(زعيمهم) وسبب انفصاله عن الشيعة وموقفهم منه
تنتسب هذه الطائفة إلى زعيمهم محمد بن نصير النميري، وكان من الشيعة الاثني عشرية وأصله من فارس ثم انفصل عنهم إثر نزاع بينه وبينهم على ثبوت صفة الباب له؛ حيث أدعى أنه الباب إلى المهدي المنتظر فلم تقر له الإمامية بذلك فانفصل عنهم وكون له طائفة وقد ظل زعيما لطائفته إلى أن هلك سنة 260هـ.
ومن الجدير بالذكر أن الاثني عشرية قد توجهت نحو جميع فرق الباطنية- النصيرية وغيرهم من سائر الغلاة- وجهة جديدة وهي احتواء جميع تلك الفرق وصهرها في بوتقة المذهب الاثني عشري.
الفصل الثالث
أسماء هذه الطائفة والسبب في إطلاقها عليهم
1- النصيرية:-
وهو الاسم الذي غلب على غيره من أسمائهم واشتهروا به، ومن أسباب كراهيتهم له حسب تعليلاتهم:-
1- أنه أطلق عليهم بسبب العصبية المذهبية.
2- زعموا أن الأتراك حينما كانوا مسيطرين على بلادهم أطلقوا عليهم اسم النصيرية نسبة إلى الجبال التي يسكنونها.
ويوجد تعليل آخر لسبب تسميتهم بالنصيريين: وهو لمستشرق يسمى- ريسو- فقد جعل تسميتهم النصيريين بهذا الاسم لوجود صلة بينه وبين تسمية نصارى أو نصرني.

2- ومن أسمائهم المحبوبة عندهم " العلويون":-
وهم يحبون هذا الاسم ويتمنون أن يطلقه الناس عليهم وينسوا ما عداه من أسمائهم، وقد ذكر بعض العلماء أن هذه التسمية أخذت من عبادة هؤلاء لعلي رضي الله عنه وتأليههم له.
3- وقد أطلق عليهم الأتراك اسم " سورة ك":
وبمرور الزمن صار الناس يلفظونها "سوراك" ، ومعناها عند الأتراك: المنفيون أو المساقون.وقد سألت كثيراً من الأتراك عن هذا المفهوم "لسوراك" فلم يعرفوه.
4- ويطلق عليهم اسم (النميرية):
نسبة إلى محمد بن نصير النميري. ولهم أسماء أخرى محلية مثل "التختجية" ، "الحطابون".
الفصل الرابع
نشأة النصيرية
تركت وفاة الحسن العسكري- دون عقب كما قدمنا أثرا ظاهرا وخلافا حادا بين الشيعة، فقد اختلفوا إلى 14 فرقة تقريبا بين مؤيد للقول بوجود ابن للحسن العسكري يسمى محمداً، وناف لوجوده أصلا.
ويستدلون على هذه البابية الخرافية بما يزعمون من روايات عن الرسول b : ((من طلب العلم فعليه بالباب)) (( أنا مدينة العلم وعلي بابها)).
الفصل الخامس
تكتم النصيرية على عقائدهم
يعتبر النصيريون ديانتهم ومذهبهم سرا من الأسرار العميقة التي لا يجوز إفشاؤها لسواهم، وقرروا أن الذي يفشي شيئا منها يكون جزاؤه القتل في أسوأ صورة له؛ لأنه أفشي سر العلي الأعلى.
وهكذا فإنهم يترصدون لكل من يذكر عنهم شيئا أو يشير إلى عقائدهم الخبيثة التي تنصح شركا ووثنية ولا يملكون من وسائل الدفاع والرد غير التصفية الجسدية.
وقد كتب محمد فريد وجدي خلاصة عن ما جاء في كتاب الباكورة السليمانية هي:-
1- أن النصيرية علويون يعتقدون بألوهية الإمام علي.
2- ويعتقدون بتناسخ الأرواح.
3- أن كلمة السر عندهم ثلاثة أحرف وهي: ع.م.س، أي على محمد، سلمان.
4- أن للنصيرية كتابا مقدسا يعتمدونه ويرجعون إليه وهو غير القرآن.
5- العقائد النصيرية غير متجانسة.
الفصل السادس
طريقتهم في تعليم مذهبهم
تعليم المرأة:
المرأة النصيرية – إلا من خرجت عن تعاليمهم- تعتبر من أجهل نساء العالم؛ إذ إن التعاليم النصيرية تقضي بعدم جواز اطلاع المرأة على أي سر من أسرار المذهب؛ لأنها في نظرهم ضعيفة العقل والإرادة، ولأنها أكثر شرا من الرجل وأكثر احتيالا ومكرا.
* تعليم الرجل سر الديانة:-
وبعد أن أوجزنا موقف النصيرية من تدين المرأة، نوجز فيما يلي كذلك موقفهم من تدين الرجل أو تعليمة للدين النصيري حين يظهرونه عليه بعد ذلك التكتم الشديد. ولما كانت العقيدة النصيرية من أردأ المذاهب وأشهدها توغلا في الباطل.
* أهم الشروط في تعليم المذهب النصيري:-
1- يشترطون في من يلقى إليه تعليم المذهب أن يجتاز سن التاسعة عشرة.
2- أن يمر بالمراحل الآتية على التدريج.
أ- المرحلة الأولى: وتسمى مرحلة الجهل. وفيها يهيئون من يقع عليه الاختيار من أبناء الطائفة لقبول وحمل أسرار المذهب.
ب- مرحلة التعليق: ووفي هذه المرحلة يلقنونه شيئا من تعاليم المذهب ويبقى مدة سنة إلى سنتين تحت إشراف شيخ من شيوخ الطائفة.
ج- مرحلة السماع: وهي الدرجة العليا، ويطلعونه فيها على أكثر أصول المذهب النصيري، ثم يعقد الرؤساء الروحيون للطائفة مجمعا خاصا لتلقينه بقية أسرار المذهب.
الفصل السابع
أهم عقائد النصيرية
1- تأليه على رضي الله عنه:
ولا تستبعد وقوع هذا فإن هؤلاء من أساسهم كانوا عباد أوثان وعباد بقر وفروج، وبعد أن دخلوا في الإسلام أو على الأصح تظاهروا به كان من أبرز عقائدهم.
وبحث اعتقادهم أن الله تجلى في علي فقد اتخذ علي محمداً وبالغوا في كفرهم فقالوا: إن علياً خلق محمداً، ومحمد خلق سلمان الفارسي، وسلمان خلق الأيتام الخمسة الذين بيدهم مقاليد السموات والأرض وهم:-
1- المقداد: رب الناس وخالقهم الموكل بالرعود والصواعق.
2- أبو الدر: ( أبو ذر الغفاري) الموكل بدوران الكواكب.
3- عبد الله بن رواحه الأنصاري: الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر.
4- عثمان بن مظعون: الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان.
5- قنبر بن كادان: الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام.
* فمنهم من يتجه إلى القمر في عبادته لاعتقاد أنه حل فيه، بل القمر نفسه هو علي، وهؤلاء يسمون الشمالية.
* ومنهم من يتحه إلى الشمس في عبادته لاعتقادهم أنه حل فيها، بل الشمس نفسها هي علي، وهؤلاء يسمون الكلازية.
2- القول بالتناسخ:-
هذه أهم قضية في عقائد النصيرية ويعود سبب تعلقهم بالتناسخ إلى أنهم لا يؤمنون بيوم القيامة ولا بالحساب والجزاء في الآخرة، وقد بين النوبختي فكرة التناسخ عند القائلين بها فقال: " هم أهل القول بالدور في هذه الدار وإبطال القيامة والبعث والحساب.
والتناسخ حسب معتقد النصيرية في أربع صور حسب قرب الشخص أو بعده عن الإيمان وطاعة الأئمة أو عصيانهم، وهي كما يلي: نسخ، مسخ، فسخ، رسخ.
1- أما النسخ: فهو انتقال الروح من جسم آدمي إلى جسم آدمي آخر.
2- وأما المسخ: فهو انتقال الروح من جسم آدمي إلى جسد حيوان.
3- وأما الفسخ: فهو خروج الروح من جسم آدمي إلى جسد حشره.
4- وأما الرسخ: فهو انتقال الروح من جسم آدمي إلى الشجر والنبات والجماد.
3- ومن أهم عقائدهم أيضا: تقديس الخمر؛ حيث زعموا أن الله تعالى يتجلى فيها وأنها تسمى عبد النور تشريفا لها.
الفصل الثامن
عبادات النصيرية
يختلف النصيريون عن المسلمين في العبادات؛ بل وفي كل شيء وهذا طبيعي؛ إذ إن تعاليم الإسلام لا يمكن أن تتفق مع التعاليم الوثنية مهما أظهروها بالمظهر الإسلامي، مثل استعمالهم الأسماء الإسلامية، كما قد يتسمون بالأسماء المسيحية أيضا؛ لكنهم لا يسمحون لأحد منهم أن يتسمى بأفضل أصحاب رسول الله b كأبي بكر وعمر.
نعم قد يكلف الشخص الداخل في المذهب بالقيام بالتكاليف لحثه على طلب العلم الذي يسقط عنه في النهاية جميع ما حظر على غيره ممن لم يصل إلى درجته على حد ما صرح به الهفت الشريف.
والصيام عند النصيرية ليس هو الأكل والشرب وجميع المفطرات في نهار رمضان؛ بل هو الامتناع عن معاشرة النساء طوال شهر رمضان.
الفصل التاسع
أعياد النصيرية
للنصيرية أعياد كثيرة في أوقات كثيرة مثل عيد الغدير، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد عاشوراء، وعيد الغدير الثاني يوم المباهلة، وعيد النوروز، وعيد المهرجان، وعيد الصليب، وعيد الغطاس، وعيد السعف، وعيد العنصرة، وعيد القديسة بربارة، وعيد الميلاد إلى آخر.
الفصل العاشر
موقف النصيرية من الصحابة
النصيرية شأنهم شأن غيرهم من الأعداء الإسلام في عدائهم للإسلام وزعمائه، فلقد بالغ هؤلاء في بغض الصحابة رضوان الله عليهم، بل واعتقدوا أن من الصحابة من لم يكن مؤمنا حقيقة، بل كان يتظاهر بالإسلام ويبطن النفاق خشية من سطوة علي.
وقد خصوا الصحابي الجليل وخليفة رسول b والذي يليه عمر الفاروق رضي الله عنهما بالبغض الشديد.
ومن هنا فهم يأخذون بغلا أو حمارا ليذيقوه سوء العذاب، لأنه تقمص روح أبي بكر أو عمر، كما أنهم يأخذون غنمة ويعذبونها كذلك تنكيلا بأم المؤمنين عائشة رضي الله نها.
والسبب في بغضهم هؤلاء الأخيار من الصحابة واضح، وهو أن هؤلاء هم الذين أطفئوا نار المجوسية ونشروا راية الإسلام خفاقة بين جحافل المجوسية والوثنية.
الفصل الحادي عشر
فرق النصيرية
1- الجرانة: نسبة إلى قريتهم جرانة، ثم سميت بعد ظهور محمد يونس كلازو من زعمائهم "الكلازية".
2- الغيبية: أي رضوا بما قدر لهم في الغيب فتركوا التوسل – أو هم الذين قالوا: إن الله تجلى في علي غاب عن البشر واختفى.
3- الماخوسية: نسبة إلى زعيمهم علي الماخوس المنشق عن الكلازية.
4- النياصفة: نسبة إلى زعيمهم ناصر الحاصوري من بلدة نيصاف بلبنان.
الفصل الثاني عشر
أماكن النصيرية
وأكثرهم يعيش اليوم في الجنوب الشمال من القطر العربي السوري، ولهم وجود في جنوب تركيا وأطراف لبنان الشمالي وفارس وتركستان الروسية وكردستان.
الفصل الثالث عشر
محاولات لم تثمر
حاول كثير من الزعماء المسلمين إرجاع النصيرية إلى الإسلام، وقاموا بمجهودات كثيرة بالترهيب تارة وبالترغيب تارات متوالية، وكما هو شأن هذه الطائفة إذا أحسوا بقوة تضغط عليهم وخافوا سطوتها أظهروا الموافقة والتمسك بشرائع الإسلام الظاهرة.
* ومن هؤلاء الزعماء الذين حاولوا إصلاح النصيرية:-
1- صلاح الدين الأيوبي فبعد دحره للصليبيين بني المساجد، وأمر جميع النصيريين بالصلاة فيها وبالصوم.
2- الظاهر بيبرس: بعد أن دحر التتار ألزمهم ببناء المساجد بقراهم وإقامة الصلاة فيها فبنوها بعيدة عن القرى وهجروها.
3- السلطان العثماني "سليم": بنى المساجد وقام بكثير من الإصلاحيات.
4- إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا وإلى مصر: كذلك قام بإصلاحات كثيرة من أجل تركهم عقائدهم الفاسدة إلا إنهم حينما أنسوا من أنفسهم قوة رجعوا عن ذلك كله.
5- السلطان العثماني عبد الحميد: كرر المحاولات بإرسال رجلا من خاصته اسمه ضياء باشا، وجعله متصرفا على لواء اللاذقية، فأنشأ لهم المساجد والمدارس.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 118.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 116.64 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (1.44%)]