|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() أول طريق الانتكاس الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، فإن من أخطر الأمراض القلبية التي يُصاب بها العبدُ أن يرضى عن نفسه، ويرى كمالات نفسه، ويغفل عن عيوبه، مع أنه لا يخلو إنسان من نقص وعيب وذنب وخطيئة (خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ)(الأنبياء:37)، (إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلا الْمُصَلِّينَ)(المعارج:19-22)، (وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا)(الأحزاب:72). فإذا أراد الله بعبده خيراً صرفه إلى الاعتناء بعيوب نفسه، والإزراء عليها، ومحاولة إصلاحها، فتجده دائماً منشغلاً بنفسه، حريصاً على تزكيتها، وقد نوه بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه) رواه ابن حبان، وصححه الألباني. فالإنسان -لنقصه وحب نفسه- يتوفر على تدقيق النظر في عيب أخيه، فيدركه مع خفائه، فيعمى به عن عيبٍ في نفسه ظاهر، ولو أنه اشتغل بعيب نفسه عن التفرغ لتتبع عيوب الناس، لكف عن أعراض الناس وسد الباب إلى الغيبة. عجبت لمن يبكي على مــــــوت غيره دمـــوعاً ولا يبكي على موته دما وأعجب من ذا أن يرى عــــــيب غيره عظيماً وفي عينيه عن عيبه عمى قال الإمام أبو حاتم بن حبان -رحمه الله-: "الواجبُ على العاقل لزومُ السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، ومع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره، أراح بدنه ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه. وإن اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه، وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجز منه من عابهم بما فيه، ومن عاب الناس عابوه". المرء إن كان عاقلاً ورعا أشغله عن عيوب غيره ورعه كما العليل السقيم أشغــله عن وجـع الناس كـلـهم وجعه عن مجاهد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "ذكروا رجلاً، فقال: إذا أردتَ أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك". قيل للربيع بن خثيم -رحمه الله-: ما نراك تغتاب أحداً، فقال: لستُ عن حالي راضياً حتى أتفرغ لذم الناس، ثم أنشد: لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها لنفسي من نفسي عن الناس شاغلُ وقال الشاعر: قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه ويذكرَ عيبا في أخيه قد اختفى ولو كـان ذا عقـل لما عـاب غـيرَه وفيه عيوب لو رآهـا قد اكتفى وعن عون بن عبد الله قال: "لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه". وعن ابن سيرين قال: "كنا نحدَّث أن أكثرَ الناس خطايا أفرغُهم لذكر خطايا الناس". وقال الفضيل: "ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغى، وتتبع عيوب الناس، وكره أن يُذكَر أحدٌ بخير". وقال مالك بن دينار: "كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة، وكفى المرء شراً ألا يكونَ صالحا ويقعَ في الصالحين". وقال أبو عاصم النبيل: "لا يذكر الناسَ بما يكرهون إلا سفلةٌ لا دينَ لهم". لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا فيهتك الله سترا عن مساويكا واذكر مـحـاسـن ما فـيهم إذا ذُكِروا ولا تَعِـبْ أحـدا منهم بما فيكا قال بكر بن عبد الله: "إذا رأيتم الرجل مولعا بعيوب الناس، ناسيا لعيبه فاعلموا أنه قد مُكِرَ به". قال ابن السماك: إنه ينبغي لك أن يدلك على ترك القول في أخيك ثلاثُ خلال، أما واحدة: فلعلك أن تذكره بأمر هو فيك فما ظنك بربك إذا ذكرت أخاك بأمر هو فيك، ولعلك تذكره بأمر فيك أعظم منه فذلك أشد استحكاماً لمقته إياك، ولعلك تذكره بأمر قد عافاك الله منه، فهذا جزاؤه إذ عافاك؟! أما سمعت: ارحم أخاك، واحمد الذي عافاك. إن شئت أن تحيا ودينك سالمٌ وحـظـك مـوفـور وعرضك صَيِّنُ لسانـك لا تذكر به عورة امرئ فـكُـلُّـك عــورات وللـنـاس ألسـنُ وعـيـنك إن أبدت إليـك مـساوئا فدعها وقل يا عينُ للناس أعـينُ وعن إبراهيم قال: "إني لأرى الشيء مما يعاب، ما يمنعني من عيبه إلا مخافة أن أبتلى به". وعن شريك قال: "سألت إبراهيم بن أدهم عما كان بين علي ومعاوية فبكى، فندمت على سؤالي إياه، فرفع رأسه فقال: إن من عرف نفسه اشتغل بنفسه ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره". سمع ابن سيرين رجلاً يسبُّ الحَجَّاج فقال: "مه أيها الرجل، إنك لو وافيت الآخرة كان أصغر ذنب عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحَجاج، واعلم أن الله -عز وجل- حكم عدل، إن أخذ من الحجاج لمن ظلمه شيئاً فسيأخذ للحَجاج ممن ظلمه، فلا تشغلن نفسك بسب أحد". فهذه الآثار فيها عبرة وعظة، فعلى العبد أن ينشغل بنفسه، ولا ينشغل بالآخرين خاصة طلبة العلم والملتزمين الذين تؤمل فيهم الأمة أن يكونوا سبب عزها ونصرتها. ولابد أن يعلم أن الانشغال بعيوب الآخرين والغفلة عن عيوب النفس سبب للانتكاس والارتكاس؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أَهلكـُهُمْ) رواه مسلم. وعيب الآخرين كثيراً ما يكون نابعاً عن الرضى عن النفس والإعجاب بها، بل والكبر والعياذ بالله، فإن الكبر (بطر الحق وغمط الناس) رواه مسلم، و(بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) رواه مسلم. ويشتد الأمر خطورة إذا كانت الوقيعة والعيب في العلماء والدعاة والصالحين، قال ابن المبارك: "من استخف بالعلماء ذهبت آخرتُه، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته". وقال أبو سنان الأسدي: "إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس متى يفلح"؟! وقال الإمام أحمد بن الأذرعي: "الوقيعة في أهل العلم ولاسيما أكابرهم من كبائر الذنوب". وهم عرضة لحرب الله -تعالى- كما في الحديث القدسي: (مَنْ عَادَى لي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ) رواه البخاري، ويتعرضون لاستجابة دعوة العالم المظلوم عليهم، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، كما أن هذا من البغي؛ والبغي تعجل عقوبته في الدنيا قبل الآخرة، فعن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم) رواه الترمذي، وصححه الألباني . وبما أن الجزاء من جنس العمل فليبشر الطاعن في العلماء المستهزئ بهم بعاقبة من جنس فعله. وقد حُكي أن رجلا كان يجرِّئُ تلامذته على الطعن في العلماء وإهانتهم، وذات يوم تكلم بكلام لم يرق أحد تلامذته فقام إليه فصفعه على رؤوس الأشهاد (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ)(آل عمران:182). ثم الخائض في أعراض العلماء والصالحين ظلما وعدوانا إن حـُمِل عنه ذلك واقتدي به فقد سَنَّ سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، والدال على الشر كفاعله. وينبغي الحذر من إلباس الباطل ثوبَ الحق بزعم النصيحة للمسلمين، والتحذير من المبتدع، وغير ذلك من المسوغات للعيب والقدح في الآخرين، فإن لكل ذلك ضوابط لابد أن تراعى، فإن لم تتيقن فالسلامة لا يعدلها شيء، (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) متفق عليه. يا لسان قل خيرا تغنم أو اسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم. نسأل الله أن يلهمنا الرشد، وأن يقينا شر أنفسنا وألسنتنا. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. |
#2
|
||||
|
||||
![]() إنتبه....حتى لا تنتكس إنَّ الحمد لله نحمده تعالى، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله. اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . ـ أما بعد ـ آيها العبد المسلم آيتها الآمة المسلمة يا من ظننت وأعتقدت أنك حُرمت فى هذه الدنيا وقدّر لك ربُ العِباد بلاءاً معيناً إليك فلست بمحرومٍ من نعمة وإنما بلاءاً يُرفع بهِ الدرجات ويُحط بهِ خطايا فذلك خير. وحرمان النعمة فى غفلة القلب عن شكر المُنعم سبحانه وتعالى فأنتبه حتى لا تنتكس. ذكر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم أن المصائب والكربات التي تصيبالمؤمنين من عباده هي من عند أنفسهم سواء كانت هذه المصائب فردية أو جماعية. قال - عز وجل -: {ومَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُوعَن كَثِيرٍ}... [الشورى: 30] ومن رحمته - سبحانه - أنه جعل هذه الكربات أو البلاياالتي يصيب بها عباده المؤمنين بمثابة الدواء المر الذي يتجرعه المريض ليشفي منمرضه، وهذا المرض هو الذنوب التي تتراكم في صحائف أعمال العباد فتأتي هذه المصائب لتكفر الذنوب، ولتنبه ذوي القلوب الحية إلى العودة إلى الله التوبة إن أراد الله بها خيراً {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 155] {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران : 142] {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام : 165] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ » . وما يصيب المسلم في هذه الدنيا من أحزان فإنه يكون سببا في تكفير سيئاته وخطاياه كما ورد في الحديث: " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه". ( البخاري ومسلم). • قال ابن القيّم - رحمه الله-: " أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم وأن من رافق الراحة فارق الراحة وحصل على المشقة وقت الراحة في دار الراحة فبقدر التعب تكون الراحة ". مدارج السالكين - (2 /166) • قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- "قاعدة مفيدة في هذا الباب، وهي: "إن كل من اعتقد في شيء أنه سبب ولم يثبت أنه سبب لا كوناً ولا شرعاً، فشركه شرك أصغر؛ لأنه ليس لنا أن نثبت أن هذا سبب إلا إذا كان الله قد جعله سبباً كونياً أو شرعياً، فالشرعي: كالقراءة والدعاء، والكوني: كالأدوية التي جرب نفعها".القول المفيد على كتاب التوحيد - (1 /431). اذأ إنتبه أُخيّا عند البلاء والمصيبة أن تعترض أو تشكتى لغير الله وتتعلق بالأسباب وتغفل عن رب الأسباب وتقول الكذا والكذا ما فيه يُغضب الله عز وجل وأسأل الله الرضا والصبر على ما أصابك ان ذلك من عزم الأمور. *يا من حُرمت الصحة وأبتلاك الرحمن تعالى بمرضٍ لستَ بمحروم فغيرك أمهله الله وصح بدنه وهمّ بالصد عن سبيل الله وكان عليه ما عليه من سخط الله تعالى {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك : 2] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكاً شَدِيداً فَمَسِسْتُهُ بِيَدِى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكاً شَدِيداً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلْ إِنِّى أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ فَقُلْتُ ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا. *يا من حُرمت نعمة البصر ولو بضعفاٍ فيه لست بمحروم فغيرك رزقه الله نعمة البصر ونظر به الى ما حرّم الله من المعاصى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء : 36] وانظر القول الجميل للرسول الخليل عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِى اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ قَالَ إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِى بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ ..يُرِيدُ عَيْنَيْهِ . *يا من حُرمت الولد والإنجاب لست بمحروم فغيرك رزقه الله الولد وكان مصدر عناء وشقاء وعقوق لوالديه فليسوادائمًانعمة {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال : 28] {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الممتحنة : 3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِى اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ *يا من فقدت أبنك أو أبنَتك لست بمحروم فغيرك تمنى الموت لولده من شدة مرضه وإعاقته عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِى . فَيَقُولُونَ نَعَمْ . فَيَقُولُ قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ . فَيَقُولُونَ نَعَمْ . فَيَقُولُ مَاذَا قَالَ عَبْدِى فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ . فَيَقُولُ اللَّهُ ابْنُوا لِعَبْدِى بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ » . عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : مَا لِعَبْدِى الْمُؤْمِنِ عِنْدِى جَزَاءٌ ، إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلاَّ الْجَنَّةُ » *يا من حُرمت الزوج فلست بمحروم ولستِ بمحرومة فغيرك رزقه الله الزوج العاصى والظالم والجاحد وكان هماً وحزناً فى الليل والنهار {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التغابن : 14] *يا من حُرمت المال فلست بمحروم ولستِ بمحرومة فغيرك رزقه الله المال وأكنز المال ولم يأخذ إلا أكفانه وكان عليه حُجة يوم القيامة ونقمة وهلاك {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفجر : 20] {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف : 46] عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِى بَرْزَةَ الأَسْلَمِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ » حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. *يا من وقع عليك ظلم وقهر ممن حولك لست بمحروم فأنت مستجاب الدعوة {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد : 31] وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِى اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ وانظر لغيرك طغى فى الارض ظلماً وفساداً وحُشر مع الظالمين (فرعون وهامان وأُبى بن خلف) {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [المائدة : 29] {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام : 129] *يا من حُرمت علوم الدنيا وشهادتها ومناصبها لست بمحروم وإنما العلمُ بطاعةِ الله {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [الإسراء : 21] {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 132] وغيرك رزقهُ الله الشهادات ودرجات المناصب والسلطان وقلبه قلب مجرم عاصى لله سلّمنا الله وعافنا ومن هذا أسألك ونفسى أخى الحبيب أين شُكر النعمّة ؟ ونُشير اليه فى المقال القادم بمشيئة الله تعالى |
#3
|
||||
|
||||
![]() أين شكر النعمة ؟ إنَّ الحمد لله نحمده تعالى، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله. اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . ـ أما بعد ـ آيها العبد المسلم آيتها الآمة المسلمة أحبتى فى الله طرحنا سطوراً سابقاً عن أمور فى حياة الكثير منّا , قد تؤدى الى انتكاس من حال طعم الإيمان والالتزام بطاعة على الله وأوامره إلى حال الهم والحزن. وحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم يقول: (من جعل الهموم هماً واحداً هم آخرتهُ ، كفاه الله همّ الدنيا ومن تشعّبت بهِ الهموم في أحوال الدنيا لم يبالِ الله في أي أوديتِها هلك) ويترتب ايضاً عن تلك الهموم فتور القلب وغفلته ثم كسل الجوارح , اذاً حرمان النعمة فى غفلة القلب عن شكر المُنعم سبحانه وتعالى فأنتبه حتى لا تنتكس ومن هنا سؤال لكل قلب سليم أين شكر النعمة الى المُنعم سبحانه وتعالى ؟ فلابد من أن تشعر بنعم الله عليك أولاً التى كثيراً ما يغفل المرأ عنها {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }النحل -18 * (عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خصلتان من كانتا فيه كتبه اللّه شاكرا صابرا، ومن لم تكن فيه لم يكتبه اللّه شاكرا ولا صابرا، من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه، فحمد اللّه على ما فضّله به عليه كتبه اللّه شاكرا صابرا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه اللّه شاكرا ولا صابرا»)* «الترمذي (2512)». * (قال يونس بن عبيد- رحمه اللّه تعالى- لرجل يشكو ضيق حاله: «أيسرّك ببصرك هذا مائة ألف درهم؟ قال الرّجل: لا. قال: فبيديك مائة ألف؟ قال: لا. قال: فبرجليك مائة ألف؟ قال: لا. فذكّره نعم اللّه عليه. فقال يونس: أرى عندك مئين الألوف وأنت تشكو الحاجة»)*عدة لصابرين (132). ما هو الشكر (عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: يا عيسى إنّي باعث من بعدك أمّة إن أصابهم ما يحبّون حمدوا اللّه وشكروه، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، ولا حلم ولا علم. قال: يا ربّ كيف هذا لهم ولا حلم ولا علم. قال: أعطيهم من حلمي وعلمي»)* « أحمد (6/ 450)». قال ابن القيّم: الشّكر ظهور أثر نعمة اللّه على لسان عبده: ثناء واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبّة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة مدارج السالكين (2/ 244) لابن القيم. وقال المناويّ: الشّكر: شكران: الأوّل شكر باللّسان وهو الثّناء على المنعم، والآخر: شكر بجميع الجوارح، وهو مكافأة النّعمة بقدر الاستحقاق، والشّكور الباذل وسعه في أداء الشّكر بقلبه ولسانه وجوارحه اعتقادا واعترافا « التوقيف على مهمات التعاريف (206- 207).». الشكر لله زينة العبادة ان لكل شىءٍ زينة وجمال كذلك العبادة جمالها وزينتها فى شكر المعبود جلّ وعلا ,وأوصينا صلى الله عليه وسلم بالشكر والحمد والثناء فى بدأ الدعاء والصلاة وختامهما وفى كل بادئة وانتهاء . فشكر النعمة يقظة للقلب , ذُلاً لله تعالى , عزة ورضا فى الدنيا. * (قال الفضيل بن عياض- رحمه اللّه تعالى-: «عليكم بملازمة الشّكر على النّعم، فقلّ نعمة زالت عن قوم فعادت إليهم»)*. * (وقال- رحمه اللّه تعالى-: «من عرف نعمة اللّه بقلبه، وحمده بلسانه، لم يستتمّ ذلك حتّى يرى الزّيادة لقول اللّه تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (إبراهيم/ 7)، وإنّ من شكر النّعمة أن يحدّث بها»)* بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ «الزمَر-66» يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(البقرة-172) * (عن معاذ بن جبل- رضي اللّه عنه-: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخذ بيده، وقال: «يا معاذ، واللّه إنّي لأحبّك واللّه إنّي لأحبّك، فقال: أوصيك يا معاذ! لا تدعنّ في دبر كلّ صلاة تقول: اللّهمّ أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»)* « أبو داود (1522)». * (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ للطّاعم الشّاكر من الأجر مثل ما للصّائم الصّابر»)*.الترمذي (2486) * (قال عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه-: «إنّ النّعمة موصولة بالشّكر، والشّكر يتعلّق بالمزيد، وهما مقرونان في قرن، فلن ينقطع المزيد من اللّه حتّى ينقطع الشّكر من العبد»)*«عدة الصابرين (123).». قال ابن القيّم- رحمه اللّه تعالى-: قرن اللّه سبحانه الشّكر بالإيمان، وأخبر أنّه لا غرض له في عذاب خلقه إن شكروا وآمنوا به فقال: ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ(النساء/ 147) أي إن وفّيتم ما خلقكم له، وهو الشّكر والإيمان فما أصنع بعذابكم؟. وأخبر سبحانه أنّ أهل الشّكر هم المخصوصون بمنّته عليهم من بين عباده. فقال وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ(الأنعام/ 53). وقسّم اللّه سبحانه وتعالى النّاس إلى شكور وكفور، فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله، وأحبّ الأشياء إليه الشّكر وأهله. قال تعالى: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (الإنسان/ 3) وهذا كثير في القرآن. يقابل سبحانه بين الشّكر والكفر فهو ضدّه. وعلّق اللّه سبحانه المزيد بالشّكر والمزيد منه لا نهاية له كما لا نهاية لشكره. قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ (إبراهيم/ 7). وأوقف سبحانه الجزاء على المشيئة كثيرا وأطلق ذلك في الشّكر. فقال سبحانه وتعالى: وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ(آل عمران/ 144) بل قد جعل الشّكر هو الغاية من خلقه وأمره، فقال تعالى وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(النحل/ 78). وأخبر سبحانه أنّه إنّما يعبده من شكره، ومن لم يشكره لم يكن من أهل عبادته فقال: وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(البقرة/ 172) وقد أثنى اللّه سبحانه على أوّل رسول بعثه إلى أهل الأرض بالشّكر. فقال: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ(النحل/ 120- 121) فأخبر عنه سبحانه بصفات ثمّ ختمها بأنّه شاكر لأنعمه، فجعل الشّكر غاية خليله. وأمر اللّه- عزّ وجلّ- عبده موسى أن يتلقّى ما آتاه من النّبوّة والرّسالة وتكليمه إيّاه بالشّكر. فقال تعالى: يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ(الأعراف/ 144). بل جعل اللّه- عزّ وجلّ- أوّل وصيّة وصّى بها الإنسان بعد ما عقل عنه بالشّكر له وللوالدين. فقال: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (لقمان/ 14). كما أخبر سبحانه أنّ رضاه في شكره فقال: وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ (الزمر/ 7)... «عدة الصابرين». ****** * (قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه تعالى-: «الخير الّذي لا شرّ فيه: العافية مع الشّكر، فكم من منعم عليه غير شاكر»)* * (وقال أيضا: «إنّ اللّه ليمتّع بالنّعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا، ولهذا كانوا يسمّون الشّكر: الحافظ، لأنّه يحفظ النّعم الموجودة:والجالب، لأنّه يجلب النّعم المفقودة»)* * (قال أبو حاتم بن حبّان البستيّ رحمه اللّه تعالى-: «الواجب على العاقل أن يشكر النّعمة، ويحمد المعروف على حسب وسعه وطاقته إن قدر بالضّعف وإلّا فبالمثل، وإلّا فبالمعرفة بوقوع النّعمة عنده، مع بذل الجزاء له بالشّكر»)* « روضة العقلاء (353). من فوائد (الشكر) (1) من كمال الإيمان وحسن الإسلام إذ إنّه نصف والنّصف الآخر الصبر. (2) اعتراف بالمنعم والنعمة. (3) سبب من أسباب حفظ النعمة بل المزيد. (4) لا يكون باللّسان فقط بل اللّسان يعبّر عمّا في الجنان وكذلك يكون بعمل الجوارح والأركان. (5) كثرة النّعم من المنعم لا يمكن أن يؤدّي الإنسان حقّها إلّا بالشّكر عليها. (6) يكسب رضا الرّبّ ومحبّته. (7) الإنسان الشّكور قريب من النّاس حبيب إليهم. (8) فيه دليل على سموّ النّفس ووفور العقل. (9) الشّكور قرير العين، يحبّ الخير للآخرين ولا يحسد من كان في نعمة. و أوصيك ونفسى أخى وأختى آخراً بتقوى الله والعمل بما يحبه ويرضى ، وأنتبه... لنعم الله عليك أن هداك الى الحق وأنتبه... لنعم الله عليك أن هداك الى الالتزام بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وشكر نعمة الله عليك.. خاصة... نعمة أنعمها الله تعالى على قلبك ولسانك أنتبه...حتى لاتنتكس وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : " ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس " رواه أحمد. اللهم اجعلنا ممن كانت الآخرة همه ...ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ..ولا مبلغ علمنا __________________ لا تعوى الذِئاب إلاّ فى شدة الخطرِ.........والنارُ لا تخف إلا فى شدة المطرِ وطرق الحديد زيادةًًً فى صلابتهِ .........ولابد للموجِ تلاشِياً من قوة الصخرِ إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فأدعوا لي |
#4
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك أختي الغالية من أروع ما قرأت ، وقد كنت بحاجة لكلماتك الجميلة كتب الله أجرك ، ورفع قدرك في أمان الله
__________________
![]() يا أقصى والله لن تهون
|
#5
|
||||
|
||||
![]() [quote=بشرى فلسطين;819354]
وبارك فيك غاليتي جزاكِ الله كل خير ونفع بكِ ربنا يرزقنا واياك الثبات إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |