ثمة أماكن لا تتسع للجرح . . - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 999 - عددالزوار : 122695 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77548 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48967 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61469 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42839 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-04-2009, 12:59 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي ثمة أماكن لا تتسع للجرح . .

ثمة أماكن لا تتسع للجرح . .
صالح الفوزان

كذب عليّ..فقلتُ: إنه صغير..
سرقني.. فقلتُ: إنه طفل..
لكن كيف أفسر الخيانة.. ؟!
لن أصمت كثيراً... لأن صمتي عندما يكون داخلي أشياء كثيرة لأقولها.. يكون الصمت مزعجاً..
صديقي.. دعني أنظّف بياض الصفحات، كما ينظّف محارب قديم سلاحه..
هل أخبروك أن لكل محارب والد حزين وصغير يصرخ..
الحديث معك تضيق به اللحظة.. وتشوّهه الكاميرا..
وهو معتق بنوارس البحر الراحلة..
لقد نصرتُ إبراهيم المعتقل في جوانتانامو مظلوماً، أما أنت فسأنصرك ظالماً..
لا تبحثْ عن رفاقك.. لا تبحثْ عن الورود.. ولاعن أناشيد الصباح.. فعصافير المكان غادرت.. حتى لا تتلطّخَ بدم الخيانة.. !!
أتسألني عن رفاقك.. وعطر الشهداء.. ؟! كلهم ماتوا عندما حطّموا البرواز وشوّهوا الصورة.. والمدية بمكانها.. تحت غطاء سلمى..
هل حدثوك أيها الحبيب.. عندما عقدوا آخر صفقة فوق جثة آخر شهيد.. ؟!
لاتحدثني عن ألم الرحيل.. وقسوة الطريد.. لأنك وحدك من أحكم سجنك.. وبنيت قصرك والديار..
ثمّة أفعالٌ ارتكبتها.. تجعل الحدادَ يليق بك رغم بقاء روحك..
يا صديقي.. في قلبي مقابر بعد رحيلك.. لكنها بلا أموات ولا أسوار.. سأبقيها مشرعة.. لعلك تعود يوماً وتدفن كلّ القبور.. !!
هل قالوا لك: إن أٌشد الأمكنة هي التي جمعت أجمل ذكرى وأقساها.. ؟!
إذاً لماذا الهروب... لماذا.. ؟!
لأنك صديقي، سأقول لك.. هامساً.. (هناك أشياء مذ ربحتها وأنا أشتري بها خساراتي)
.. أشتري بها سوادَ الصفحات.. وظهرَ الخيل الجامحة..
لسْتُ أبحثُ عمّن يروّضها أو من يبيّضها.. لكنها أمكنة الشقاء..
أسألك.. هل وحدك من يملك الحقيقة؛ لذا أنت هارب بها... ؟! هل وحدك.. من يستطيع أن يوقظ الأوطان.. وأن يرتّب حفلَ الشهداء... ؟! مرة أخرى الخيانةُ يفضحها المخلصون، والحقيقةُ لا يكتبها المتورّطون..
أعوام مرت وشبيهتُك تبحث عنك في كلّ الوجوه.. في كلّ الأمكنة.. في كلّ الأزقة.. حتى الأزمنة لم تتركْها.. لقد تركْتَها شاردةَ القلب موجوعةَ الفؤاد..
صديقي لو كُتب لك أن تعود للمدينة.. للقرية.. فلا تدخلْها وأنوارُها نائمة، بل ادخلْها صباحاً لترى دمَ الأبرياء... الذين نُحروا قربة وفاءٍ بيد رفاقك..
لقد كانت الشمسُ قبلكم أكثرَ دفئاً..
لم تعدْ العصافيرُ تنامُ بقريتنا.. لقد هاجرت للقاموس بحثاً عن أمان.. لعلها تجده و لو بين السطور..
لا أدري هل أعطيك أعوادَ الثقاب.. لتعبث بها حتى إذا احتجتها وجدتها حرائق بين يديك.. ؟!.. لقد عبثت بها وأحرقْت عششَ القلوب...
وماذا بعد ذاك... ؟! هل ستدومُ طريداً.. ؟! هل ستستنزفُ حروفي.. أيامي.. دموعي من أجلك.. ؟! يالكبريائك.. وغرورك.. وأنت تجوبُ المدنَ تحت الظلام.. !! يضيق بك الفضاء ويتسع لك الكهف... ؟!!
ألم يوقظْك حارسُ الشوارع؟!.. ألم ترَ صور الرقص.. ؟! ألم تسمع عزفي على البيانو؟!.. ألم نبنِ الكوخ سوياً؟!.. ألم تشاطرني كسرة الخبز؟!.. لماذا لم تعدْ ترقص الجازية.. ؟!
ولماذا كسر الزير سيفه وهدم بيته.. ؟! ألأنك طريدُ الحضارة.. والباحثُ عن الأسود في ذمم التاريخ.. ؟!
لم أعتقد يوما أن الجبل يحول الحمائم إلى كواسر... ولا الليل يحول الفراشات إلى خواطيف...
أين أنت.. ؟ وأنت ترتّل صبحك.. (رب اجعل هذا البلد آمنا.. ).. فحرست الأمن بعينيك وأشهرت دونه سلاحك حتى لا يوقظه الطفل والشيخ..
يالهف نفسي.. وهي تحتضن بقاياك.. دموعك... حتى جلال الوقار..
أترى أن الله اختار ثلة يحملون دينه ويبلغون رسالته.. كلهم ماتوا وبقيت وحدك منفيا لا تستطيع أن تجتمع مع ذاتك.. إنه سؤال العمر يا صديقي
آه... تهربُ يا حبيبي في الوقت الذي يحتضرُ فيه حبيبٌ آخر وأنا بينكما..
لا تنتظر الاحتفالَ والعرس، ثمة أعراسٌ ليس فيها رقصٌ ولا ورود.. فيها بياض الأكفان فقط.. هل سترقصُ في العزاء.. في المآتم.. فوق الجروح.. ؟! ويل قلبك.. إن كانت المدية بيدك.. هل سأكون ضحيتك القادمة.. ؟!
لن أدعوك لعرس الشهداء؛ لأنك لست منهم.. لن أهديك تربة الاحتفال.. لأنه ليس مكانك.. ولا تليق به.. حتى الحلوى سأعطي بقيتها للذئاب.. لأنها جائعة.. وحينما تقتل فهي أرحم منك..
ثمة قرابين ذبحت لتشوه حرم التاريخ والمكان..
فقط سأستدعيك حينما تدخلُ مدينة السلام..
بل دعني أستدعِ اسمَك في زفّة الشهداء، اسمَك فقط من أجل طفولة بريئة...
اسمَك فقط... (طالب المطلوب).. الوحيد ممن بقيتَ من قائمة الــ (26)
بعد رحيلك.. لا أدري هل هذه صورتك أم صورتي... !!
وكلانا خائف... !!


رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 98.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 96.36 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.75%)]