|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خير الأنام و على آله وصحبه الكرام.
إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى الأنبياء وخير السنن سنة سيدنا محمد صلى الله عليه و آله وسلم. **** العقيدة هي موضوع القرآن الأكبر وهي قضية الحياة بالنسبة للإنسان,ونحن الذين نطلق على أنفسنا لقب مسلمين في هذا العصر..أحوج الناس إلى تدبر القرآن و مصاحبته في هذه القضية بالذات(العقيدة) بعد أن ضعف وعينا بها واستحالت كلمة تقال باللسان و القلب غافل عن مقتضياتها التي ينبغي أن يركز المسلم اهتمامه عليها ليستقيم له إسلامه بصفته فردا و بصفته بعد ذلك جماعة و أمة. لا غنى للمسلم إذا عن مصاحبة القرآن و تلاوته و تدبره حتى تستحيل التلاوة و التدبر إلى هدى و إلى سلوك ملتزم بما أنزل الله في كتابه.القرآن هو كتاب التربية و التوجيه لهذه الأمة,إنه هو الذي أنشأ -خير أمة أخرجت للناس-,هومنهج التربية الذي تربى عليه الرسول الكريم و ربى عليه أمته بعد لتكون أمة مسلمة بالفعل تمارس إسلامها في عالم الواقع. -ربّاهم أولا بالعقيدة التي لا تطفو من جديد لتناقش من خلال تعريفهم بربهم ليعرفوه-كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه فيعبدوه حق عبادته و يوقروه و يطيعوه و من خلال التوقير و التعظيم و من خلال العبادة و الطاعة تتربى نفوسهم على أخلاقيات الإسلام. *فحين عرّفهم أن الله سميع بصير وأنه-يعلم السر و أخفى-الآية. صارت في قلوبهم تلك الحساسية اتجاه رقابة الله لأعمالهم الطاهرة ومشاعرهم الباطنة, فصاروا يحرصون على نظافة الأعمال والمشاعر كأن الله يراهم. *حين عرّفهم أنه-له مقاليدالسماوات و الأرض-الآية.لم يعودوا يتطلعون لغيره أن يعينهم في شدة يواجهونها أووضع يتألمون منه,إنما يتطلعون إليه و حده في السراء و الضراء. *حين عرّفهم أنه -هو الرزاق ذو القوة المتين-(الذاريات)و أنه-يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر(الرعد).لم يعد القلق على الرزق يشغلهم لذلك لم تذل قلوبهم لبشر من البشر وتعلموا عمليا عزة الإسلام. *حين عرّفهم أن الله هو الذي يحيي و يميت و له الأمر في الدنيا و الآخرة تعلقت قلوبهم بالله وحده فاستقامت على أمره. -ثم ربّاهم على أن يتخلصوا من الشح و ينفقوا في سبيل الله و يتخلصون من الخوف في مواجهةالموت و الركون إلى الدنيا وحب الراحة ويجعلوا الله ورسوله و الجهاد في سبيل الله أحب إليهم وأسبق إلى مشاعرهم. *ربّاهم على التخلص من الشهوات و الظلم و الإستعلاء و التكبروحتى شهوة الحياة إن كانت تصدهم عن الجهاد في سبيل الله. *ربّاهم من خلال الأحداث و الوقائع,ربّاهم في سورة/آل عمران/ التي نزلت بشأن وقعة أحد ألا يهنوا ولا يحزنوا لأنهم الأعلون ما داموا مؤمنين. *ربّاهم على أن قدر الله هو الذي يقتل من كتب عليه القتل. *ربّاهم على الطاعة للقيادة و أنبهم بشدة على مخالفة الرسول صلى الله عليه و سلم. *ربّاهم على أن المشاعروالأفكار الإيمانية لابد أن تتحول إلى عمل في عالم الواقع لكي يستجيب الله لها و تثيب عليها. *ربّاهم في سورة النوربمناسبة حادث الإفك على أن لا يلوكوا الأعراض بغيربينة. *ربّاهم وربّاهم...حتى صاروا خير أمة أخرجت للناس. العقيدة هكذا في الإسلام و هكذا تربت في نفوس المسلمين الأوائل, إنها ليست فكرة و ليست وجدانا مستكينا في القلب والضمير ولكنها منهج حياة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان واقعية . *القرآن الذي ربى هذه الأمة هوذاته القرآن الذي نقرأه اليوم,لكن علينا أن نستقين أنه منهج التربية وأن نتربى على يديه سواء في دروس العقيدة أو قصص الأنبياء او التوجيهات الخلقية أو الإجتماعية أو القتالية أو التنظيمية. /إن هذا الموضوع ليس للإثارة الوجدانية المؤقتة التي تصحب عادة قراءة النصوص...كلا...إنه درس تربوي و العقيدة بصفة خاصة التي هي رأس الأمر كله. قال تعالى: *ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.*النساء-69- *إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا *الإنسان( 29 ). ***نفعني الله و إياكم بالقرآن الكريم وبحديث خير المرسلين. في حفظ الله. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |