حقـّقوا يا أهل الإسلام عوامل النـّصر فبإذنه تعالى ينصركم الله جلّ في علاه

[الوليد الجزائري]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، ثمّ أمـّا بعد

إخواني الأحبـّة إنّ ما يحدث من محن وبلايا للمسلمين هنا وهناك

(( بل لعلـّنا لا نجد بقعة من بقاع الأرض إلاّ وتنتهك فيها حرمات المسلمين ، فغزّة تإنّ وتستصرخ من مكر وجرم وحقد اليهود ومن لف لفـّهم ، والعراق تعاون الصليب مع الرافضي مع المنافق على أبناء جلدتنا ،
وأرض الله الطاهرة يحكمها حكـّام باعوا أنفسهم للصليب وقادته .
وفي بلاد الشام تسلـّط النـّصيريّون ، وفي الأردن ابن الانكليز يحكمه (( أي يحكم الأردن))
والمغرب والصومال وأفغانستان والشيشان وووو

وفي كلّ مكان قتل ودمار وتآمر على الإسلام وأهله ، حتـّى أصبح للأسف الشـّديد دم المسلم أرخص عند العالم بأسره (( إلاّ النـذّر اليسير )) من دماء الحيوانات (( أكرر للأسف الشديد))
حتـّى أنّ البيت الأسود يفتح عزاء لموت قطـّة ابنة الرئيس .))

أقول كلّ ما يحدث للمسلمين في بقاع الأرض يبكي القلوب الحيـّة التـّقيـّة النـّقيـّة .

ولكن رغم هذه الجراح والبلايا والمصائب والدّماء يجب على أولي النـّهى من علماء المسلمين وطلاّب العلم ، بل وعوام المسلمين أن يفقهوا جميعا عوامل النـّصر الذي به ينصر الله تعالى عباده ، وسأحاول جاهدا وبعجالة أن أختصر قدر المستطاع حتـّى لا أطيل عليكم وتشعروا بالملل واللبيب من الإشارة يفهم فأقول بعض النـّقاط مع التـّعليق البسيط عليها ،

يجب على المسلمين أن :

1: ينصروا الله تعالى ودينه وشرعه وسنـّة نبيّه حتـّى ينصرهم الله تعالى ، قال عزّ من قائل :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)

فنصر الله تعالى لعباده يكون بعد أن ننصر نحن معشر المؤمنين دين الله تعالى ونتمسـّك بهدي حبيبه صلـّى الله عليه وسلـّم ،

فهذا الشـّرط مهمّ جدا جدا وللأسف الشديد غفل عنه كثير من المسلمين

2: يعودوا عودا حميدا إلى الإسلام الحقّ الذي نوالي به ونعادي لأجله فمن والى لله تعالى وعادى فيه فبإذن الله تعالى ينصره الله تعالى .

3: أن نثق جميعا بالله تعالى وأنّ النـّصر منه جلّ في علاه وليس من فلان وفلان ومن حكومات كافرة فاجرة تعادي المؤمنين وتطعن بدين ربّ العالمين .

4: أن نقرأ السـّيرة والتـّاريخ وما مرّ به المسلمون من محن وشدائد وقتل وتشريد وما نصرهم الله تعالى إلاّ بعد عودتهم إلى كتاب ربّهم جلّ في علاه وسنـّة نبيّهم صلـّى الله عليه وسلـّم ، وإلى الجهاد الذي ندفع به كيد ومكر الأعداء ،

ويا ليتنا نتدبـّر جيّدا قول الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم:

إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لاينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم .(( السلسلة الصحيحة))

نعم تركت الأمـّة (( إلاّ المخلصين من أبنائها)) الجهاد

وانتشرت الفاحشة والرّبا والفجور والخلاعة وووو
ثمّ يسأل المسلمون ربـّهم جلّ في علاه لماذا لا تنصرنا ؟؟!!

5: نسي كثير من المسلمين قوله تعالى

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55)

فقوله تعالى يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً

يحتاج منـا إلى وقفات ووقفات ، فهل حقـّقنا العبودية لله تعالى ،

هل كفرنا بما عداه جلّ في علاه ،

هل حقـّقنا في أرض الواقع قوله أيضا جلّ في علاه :

(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256)

هل والينا الله تعالى ورسوله صلـّى الله عليه وسلـّم والمؤمنين ، أم جعلنا ولاءنا للكافرين وأذنابهم ؟؟!!
هل تعاملاتنا مع بعضنا توحي بأنـّنا من أهل هذا الحديث:

مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ] . ( صحيح ) وأخرجه البخاري بلفظ : ترى المؤمنين ... ؛ وله طريق ثالث بلفظ : المسلمون كرجل واحد .

6:لا نستبطئ النـّصر ونسعى جاهدين إلى تحقيق عوامله( النـّصر )) ثمّ نتوكـّل على الله تعالى ، ولنجعل نصب اعيننا قوله صلـّى الله عليه وسلـّم:

عن خباب بن الأرت قال : شكونا إلى النـّبي صلـّى الله عليه وسلـّم وهو متوسّد بردة في ظلّ الكعبة وقد لقينا من المشركين شدّة فقلنا : ألا تدعو الله فقعد وهو محمرّ وجهه وقال : " كان الرّجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بمنشار فيوضع فوق رأسه فيشق باثنين فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمنّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنـّكم تستعجلون " . رواه البخاري رحمه الله تعالى.

فلا تستعجلوا عباد الله تعالى نصر اله تعالى ولسنا خيرا من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ، فاصْبِرُوا عباد الله تعالى وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .

7: كم وكم وكم غفلنا عن قوله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (46) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (الأنفال:47)

فهذه الآيات لو فقهها المسلمون وعملوا بمقتضاها لفازوا وأفلحوا ونجحوا في الدنيا والآخرة بإذنه تعالى ولهزموا أعداءهم أجمعين ،

ولكن للأسف الشديد نسيها كثير كثير كثير من المسلمين .

وألخـّص النـّقاط التي يجب علينا أن نفقهها من هذه الآيات حتـّى لا أطيل عليكم وأيضا أقول إنّ اللبيب من الإشارة يفهم :

1: الثبات بوجه الأعداء.

2:ذكر الله تعالى والتـّوكـّل عليه ودعاءه ورجاءه وحده لا شريك له.

3: طاعة الله تعالى ورسوله صلـّى الله عليه وسلـّم .

4: آه ثمّ آه من هذه النـّقطة المهمـّة: عدم التـّنازع بين المسلمين فالـّتنازع عاملا أساسيـّا في الهزيمة عياذا بالله تعالى.

5: الصبر على مقتضيات الدين والجهاد والتـّوكـّل واليقين ووووو

إلى آخر ما يقتضيه الصبر وينفعنا في دنيانا وآخرتنا .

6: عدم الجهاد رياء أو نفاقا أو سمعة أو حميّة أو وطنية ويكفينا قوله صلـّى الله عليه وسلـّم :

عن أبي موسى قال : جاء رجل إلى النـّبي صلـّى الله عليه وسلـّم فقال : الرّجل يقاتل للمغنم والرّجل يقاتل للذكر والرّجل يقاتل ليـُرى مكانه فمن في سبيل الله ؟ قال : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " ( متفق عليه )
فغايتنا من الجهاد يجب أن تكون هي لإعلاء كلمة الله تعالى فقط فقط فقط فقط ومن جاهد لغير ذلك فجهاده باطل ومردود عليه بل لعلـّه عياذا بالله تعالى يـُقذف في النـّار لأنـّه لم يرد بجهاده وجه الله تعالى عملا بقوله صلـّى الله عليه وسلـّم :
أول الناس يقضى لهم يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء فقد قيل ثمّ أمر به فسُحب على وجهه حتـّى ألقي في النار(( جزء من حديث طويل صحـّحه الألباني رحمه الله تعالى))

فيا مسلمون يا مؤمنون يا موحـّدون عودوا جميعا إلى النـّبع الصافي وانهلوا منه تفلحوا بإذنه تعالى في الدنيا والآخرة .
اللهمّ هل بلـّغتُ اللهمّ فاشهد

اللهمّ ردنا إلى دينك ردّا جميلا
اللهمّ أهـّلنا لأن نكون أهلا لنصرك يا أرحم الراحمين
اللهمّ ألحقنا بإخواننا المجاهدين الأبرار الأطهار عاجلا غير آجل .
اللهمّ أقم بنا دولة الإسلام وأحينا تحت ظلـّها سعداء أو أمتنا دونها شهداء .
اللهمّ انتقم لإخواننا الشهداء الأطهار في غزّة
اللهمّ انتقم لدماء المسلمين في كلّ مكان
اللهمّ أرنا في كلّ منافق وعميل وكافر وظالم يوما أسودا كيوم عاد وثمود .

اللهمّ ارحم شهداء الإسلام أينما كانوا وتقبـّلهم عندك في الفردوس الأعلى واحشرنا معهم ومع حبيبك صلـّى الله عليه وسلـّم برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهمّ أعزّ الإسلام والمسلمين
وأذلّ الشرك والمشركين
وأعلّ بفضلك راية الإسلام والسنـّة واجعلنا من أهل الجهاد والشّهادة برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهمّ انصر جندك الأطهار في كلّ مكان
اللهمّ أقم بنا دولة الإسلام والقرآن وأحينا تحت ظلـّها سعداء أو أمتنا دونها شهداء برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهمّ وفـّقنا للقول السديد والعمل الرشيد واصرف عنـّا شرّ الشـّيطان المريد يا أكرم الأكرمين
اللهمّ طهـّر قلوبنا من النـّفاق والرّياء .
اللهمّ اجعلنا هداة مهتدين غير ضالـّين لا مضلـّين
اللهمّ اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى .
اللهمّ ألـّف بين قلوبنا .
اللهمّ انزع الحقد والضـّغينة من أفئدتنا وعقولنا .
اللهمّ هذا الجهد ، وهذا العمل ومنك يا أرحم الراحمين نرجو القبول .

اللهمّ تقبـّل شهداءنا في غزّة وفي كلّ مكان .

اللهمّ اشف جرحانا ومرضانا ,

اللهمّ كن لعبادك المستضعفين في غزّة وفي كلّ مكان .

اللهم أرنا في اليهود والأمريكان والصليبيـّين والمنافقين والرّوافض يوما أسودا كيوم عاد وثمود .

اللهمّ اقتلهم بددا وأحصهم عددا ولا تغادر يا مولانا منهم أحدا.

وصلّ اللهمّ وسلـّم وبارك على إمام المجاهدين سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول للفائدة