إلى المجاهدين الذائدين عن شرف الأمة، الذين قال فيهم الشيخ أنهم عبثيون

[بدر من المغرب]

صواريخ المقاومة عبثية
قالت :"مولانا شيخ الأزهر الدكتور طنطاوي وصف في لقائه بوزير الشئون الاجتماعية الفلسطيني محمود الهباش الصواريخ التي تطلقها حماس والمقاومة الفلسطينية عموما في غزة.. بأنها صواريخ "عبثية" واكتفى فضيلته بهذا الوصف..ولا ندري هل يقصد أنها عبثية من حيث الحرص والخوف على أرواح المدنيين الإسرائيليين، أم أنها لا تملك خطة واضحة لإصابة أهدافها جيدا..المهم أن مولاي أفتى في أمر عسكري وليس ديني..وهو دائما ما يقول عندما يسأل في السياسة إنها ليست مجال اختصاص..عموما مولانا ركز في لقائه بالوزير الفلسطيني على الصراع الداخلي بين الفلسطينيين... ولم نسمع عن خطة الأزهر في إمامة المسلمين للدعاء على الصهاينة بخراب الديار والعقول على ما يفعلوه في أهل غزة.!!!! أ. هـ:
إن الشيخ قال في شأن صواريخ المجاهدين الذين أطاعوا الله فيما كلفوا به والأمة ببذل الممكن في سبيل رد العدوان وصيانة الكرامة في قوله تعالى (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، في هذا الظرف الذي حوصر فيه هؤلاء المجاهدون يأتي الشيخ ببيانه ليضيف به حصارا على حصار وظلما على ظلم وظلام إلى ظلمات فيقول " إن صواريخ المقاومة عبثية " وفي هذا ما فيه من الإعراض عن أمر الله والتخذيل للمجاهدين الذي لا طاقة له هو ولا لجميع الراضين عليه بها، وإذا بكلمة للحق تأتي اليوم على لسان رجل في السياسة غير متهم ولا مدفوع الأستاذ أحمد ماهر وزير الخارجية السابق يقول فيها للشيخ ولمن لُف لفه "إن المقاومة للاحتلال لا تستهدف هزيمة المحتل بقدر ما تستهدف إزعاجه وإشعاره بالثمن الذي يدفعه من جراء استمرار احتلاله، وإلا فما معنى أن تجشم إسرائيل نفسها إنفاق جهد ومال في اختراع وتجربة ثم استعمال صاروخ لاصطياد صواريخ بدائية-عبثية- ليس لها تأثير إلا إعطاء مبرر لمزيد من العدوان " الشرق الأوسط 21/3/2008م.
نسوق الكلمة بتمامها للأستاذ الدكتور الطنطاوي الأكبر على رجاء أن يكون ما صدر عنه في هذا الشأن آخر ما ينطق به لسانه فيه فهو القائل من قبل في هؤلاء المجاهدين إنهم انتحاريون. فتحت هذا العنوان
عجائب وغرائب
كتب يقول:
أولا:يدهشني أحيانا كيف استطاعت إسرائيل ومعها الولايات المتحدة ان تدخل إلى اللغة التي يستعملها البعض منا أحيانا بتعبيرات معينة ملغمة،فعندما تقوم إسرائيل مثلا بعدوان غاشم يصيب الأخضر واليابس ويقتل الأطفال والنساء والرجال نسمع تعبير «القوة المفرطة»، كأن إسرائيل من حقها ان ترد على المقاومة الشرعية والمشروعة لاحتلالها غير القانوني ولا الشرعي واغتصابها الأراضي، باستخدام القوة ولكنها أحيانا تبالغ فيها فتستحق كلمة من العتاب الرقيق، ونقرأ أو نسمع بعضاً منا يوجهون لوما ولكنه كثيرا ما ينصب على الإفراط وليس على الفعل نفسه.وعندما تفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة يستهدف التجويع وفرض الشلل ردا على عمليات مقاومة أيضا، فان الحديث يتواتر عن التهدئة المتبادلة دون تفرقة بين العدوان الذي يتمثل في الاحتلال وممارساته، وبين محاولة إنهاء العدوان والاحتلال واسترداد حقوق مسلوبة.ومن العجائب أيضا ان تتحدث إسرائيل وتساندها الولايات المتحدة عن مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية تتزامن مع الاستمرار في بناء مستعمرات والإعلان بكل بجاحة إنها تبنيها وتتوسع فيها على أراض لا تنوي إرجاعها لأصحابها رغم القانون والقرارات الدولية. ومع الاستمرار في اقتحام الضفة الغربية والقيام بعمليات تدمير واغتيال، مما يحرج ويضعف السلطة الفلسطينية التي لا يلبون لها أي طلب أو يراعون لها أية حساسية، مما يوضح ان كل هدفهم هو الوقيعة بين الشعب وحكامه، وبين الفصائل الفلسطينية التي يبدو ان الطريق قد تاهت من أقدامها فأصبحت تتصارع فيما بينها، ويرفض بعضها الحديث مع البعض الآخرين مفضلين الحديث مع المعتدي والاكتفاء بإبداء الاحتجاج عن طريق القول بان أسلوب الاحتجاج هو جعل الاجتماعات غير رسمية.
ومن الأمور الغريبة أيضا ان إسرائيل أعلنت أخيرا وتباهت بتجربة صاروخ يصطاد صواريخ القسام التي تطلقها المقاومة، والتي يقال لنا أنها صواريخ عبثية ليس لها إي تأثير. وقد سبق ان قلت في حديث سابق ان المقاومة للاحتلال لا تستهدف هزيمة المحتل بقدر ما تستهدف إزعاجه وإشعاره بالثمن الذي يدفعه أو قد يدفعه بمرور الزمن من جراء استمرار احتلاله. وإلا فما معنى ان تجشم إسرائيل نفسها إنفاق جهد ومال في اختراع وتجربة ثم استعمال صاروخ لاصطياد صواريخ «بدائية ليس لها تأثير إلا إعطاء مبرر لمزيد من العدوان»، وكان العدوان والإسرائيلي بالذات يحتاج إلى مبررات لممارسة أفعاله الإجرامية التي يبررها لها البعض بالحديث عن حق الدفاع عن النفس وكأن هذه بداية القصة، مع ان بدايتها هي الاحتلال وممارساته.
وأخيرا فليس لأحد قول أفضل من قول الله تعالى في مثل هذا الموقف:
(لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتي ظهر أمر الله وهم كارهون)

http://www.jabhaonline.org/viewpage.php?Id=1346