|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() كيف أتوب؟
الحمدلله غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسرللتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آلهوصحبه وسلم. أما بعد: أخي الحبيب: أكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها فضلاً عنالقيام بها علماً وعملاً. وإذا عرفوا قدرها فهم لا يعرفون الطريق إليها، وإذا عرفواالطريق فهم لا يعرفون كيف يبدءون؟ فتعال معي أخي الحبيب لنقف على حقيقة التوبة، والطريقإليها عسى أن نصل إليها. كلنا ذوو خطأ أخي الحبيب: كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى،نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع مناالخطأ، فلست أنا و أنت بمعصومين { كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواهالترمذي وحسنه الألباني]. والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسانالضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه، كلما غلبتهالذنوب ولوثته المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلبالتقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوهومغفرته. أينطريق النجاة؟ قد تقول لي: إني أطلب السعادة لنفسي، وأروم النجاة، وأرجو المغفرة،ولكني أجهل الطريق إليها، ولا أعرف كيف ابدأ؟ فأنا كالغريق يريد من يأخذ بيده،وكالتائه يتلمس الطريق وينتظر العون، وأريد بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور. ولكنأين الطريق؟ والطريق أخي الحبيب واضح كالشمس، ظاهر كالقمر، واحد لا ثاني له... إنه طريق التوبة.. طريق النجاة، طريق الفلاح.. طريق سهل ميسور، مفتوح أمامك في كللحظة، ما عليك إلا أن تطرقه، وستجد الجواب: وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحاًثم اهتدى [طه:82]. بل إن الله تعالى دعا عباده جميعاً مؤمنهم وكافرهم الى التوبة،وأخبر أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنها مهما كثرت، ومهماعظمت، وإن كانت مثل زبد البحر، فقال سبحانه: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهملا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53]. ولكن.... ما التوبة ؟ التوبة أخي الحبيب هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهراًوباطناً إلى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً.. وهي اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائقالإيمان.. هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط، هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادةفي الدنيا والآخرة... هي ملاك الأمر، ومبعث الحياة، ومناط الفلاح... هي أول المنازلوأوسطها وآخرها... هي بداية العبد ونهايته... هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعارقبحه، والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه... هي شعوربالندم على ما وقع، وتوجه إلى الله فيما بقي، وكف عنالذنب. ولماذا نتوب؟ قد تسألني أخي الحبيب: لماذا أترك السيجارة و أنا أجد فيهامتعتي؟... لماذا أدع مشاهدة الأفلام الخليعة وفيها راحتي؟ ولماذا أتمنع عنالمعاكسات الهاتفية وفيها بغيتي؟ ولماذا أتخلى عن النظر الى النساء وفيه سعادتي؟لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحب التقييد والارتباط؟... ولماذا ولماذا... أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه سعادته؟... فالذي يسعدني هوما تسميه معصية... فلِمَ أتوب؟ وقبل أن أجيبك على سؤالك أخي الحبيب لا بد أن تعلم أنني ما أردتإلا سعادتك، وما تمنيت إلا راحتك، وما قصدت إلا الخير والنجاة لك في الدارين.... والآن أجيبكعلى سؤالك: تب أخي الحبيب لأن التوبة: 1- طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى، فهو الذي أمرك بها فقال: يا أيهاالذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحاً [التحريم:8]. وأمر الله ينبغي أن يقابلبالامتثال والطاعة. 2- سبب لفلاحك في الدنيا و الآخرة، قال تعالى: وتوبوا الى اللهجميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون [النور:31]. فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ،ولا يسر ولا يطمئن ؛ ولا يطيب ؛ إلا بعبادة ربه والإنابة إليه والتوبةإليه. 3- سببلمحبة الله تعالى لك، قال تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين [البقرة:222]. وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاهيحبه إذا تاب إليه؟! 4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى: فخلف من بعدهمخلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً، إلا من تاب وءامن وعمل صالحاًفأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً [مريم:59،60]. وهل هناك مطلب للإنسان يسعى منأجله إلا الجنة؟! 5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموالوالبنين، قال تعالى: ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكممدراراً ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين [هود:25]، وقال: فقلت استغفرواربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكمجنات ويجعل لكم أنهاراً [نوح:10-12]. 6- سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها الى حسنات، قال تعالى: يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحا ً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكمويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار [التحريم:8]، وقال سبحانه: إلا من تاب وءامنوعمِل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً [الفرقان:70]. أخي الحبيب: ألا تستحق تلك الفضائل – وغيرها كثير – أن تتوب من أجلها؟ لماذاتبخل على نفسك بما فيه سعادتك؟.. لماذا تظلم نفسك بمعصية الله وتحرمها من الفوزبرضاه؟...جدير بك أن تبادر الى ما هذا فضله وتلك ثمرته. قدّم لنفسكتوبة مرجوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن بادر بها غُلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيبالمحسن كيفأتوب؟ أخيالحبيب: كأني بكتقول: إن نفسي تريد الرجوع إلى خالقها، تريد الأوبة إلى فاطرها، لقد أيقنت أنالسعادة ليست في اتباع الشهوات والسير وراء الملذات، واقتراف صنوف المحرمات... ولكنها مع هذا لا تعرف كيف تتوب؟ ولا من أين تبدأ؟ وأقول لك: إن الله تعالى إذا أراد بعبده خيراً يسر له الأسباب التي تأخذ بيده إليه وتعينهعليه، وها أنا أذكر لك بعض الأمور التي تعينك على التوبة وتساعدكعليها: 1- أصدق النيةوأخلص التوبة: فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة أعانه الله وأمدهبالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة.. ومن لم يكن مخلصاً للهاستولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، ولهذاقال تعالى عن يوسف عليه السلام: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادناالمخلصين [يوسف:24]. 2- حاسب نفسك: فإن محاسبة النفس تدفع إلى المبادرة إلى الخير،وتعين على البعد عن الشر، وتساعد على تدارك ما فات، وهي منزلة تجعل العبد يميز بينما له وما عليه، وتعين العبد على التوبة، وتحافظ عليها بعد وقوعها. 3- ذكّرنفسك وعظها وعاتبها وخوّفها: قل لها: يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموت يأتيبغتة، وذكّرها بموت فلان وفلان.. أما تعلمين أن الموت موعدك؟! والقبر بيتك؟ والترابفراشك؟ والدود أنيسك؟... أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت على المعصية قائمة؟ هلينفعك ساعتها الندم؟ وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟ ويحك يا نفس تعرضين عن الآخرةوهي مقبلة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك.. وهكذا تظل توبخ نفسك وتعاتبهاوتذكرها حتى تخاف من الله فتئوب إليه وتتوب. 4- اعزلنفسك عن مواطن المعصية: فترك المكان الذي كنت تعصي الله فيه مما يعينك على التوبة،فإن الرجل الذي قتل تسعة وتسعون نفساً قال له العالم: { إن قومك قوم سوء، وإن فيأرض الله كذا وكذا قوماً يعبدون الله، فاذهب فاعبد الله معهم }. 5- ابتعدعن رفقة السوء: فإن طبعك يسرق منهم، واعلم أنهم لن يتركوك وخصوصاً أن من ورائهمالشياطين تؤزهم الى المعاصي أزاً، وتدفعهم دفعاً، وتسوقهم سوقاً.. فغيّر رقم هاتفك،وغيّر عنوان منزلك إن استطعت، وغيّر الطريق الذي كنت تمر منه... ولهذا قال عليهالصلاة والسلام: { الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل } [رواه أبو داودوالترمذي وحسنه الألباني]. 6- تدبّر عواقب الذنوب: فإن العبد إذا علم أن المعاصي قبيحةالعواقب سيئة المنتهى، وأن الجزاء بالمرصاد دعاه ذلك إلى ترك الذنوب بداية، والتوبةإلى الله إن كان اقترف شيئاً منها. 7- أَرِها الجنة والنار: ذكّرها بعظمة الجنة، وما أعدالله فيها لمن أطاعه واتقاه، وخوّفها بالنار وما أعد الله فيها لمنعصاه. 8- أشغلها بما ينفع وجنّبها الوحدة والفراغ: فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتكبالباطل، والفراغ يؤدي إلى الانحراف والشذوذ والإدمان، ويقود إلى رفقةالسوء. 9- خلف هواك: فليس أخطر على العبد من هواه، ولهذا قال الله تعالى: أرءيت من اتخذ إلهههواه [الفرقان:43]. فلا بد لمن أراد توبة نصوحاً أن يحطم في نفسه كل ما يربطهبالماضي الأثيم، ولا ينساق وراء هواه. 10- وهناك أسباب أخرى تعينك أخي الحبيب على التوبةغير ما ذُكر منها: الدعاء الى الله أن يرزقك توبة نصوحاً، وذكر الله واستغفاره،وقصر الأمل وتذكر الآخرة، وتدبر القرآن، والصبر خاصة في البداية، إلى غير ذلك منالأمور التي تعينك على التوبة. شروط التوبةالصادقة: أخيالحبيب: وللتوبةالصادقة شروط لا بد منها حتى تكون صحيحة مقبولةوهي: أولاً: الإخلاصلله تعالى: فيكون الباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه،والخوف من عقابه، لا تقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراض الدنيا الزائلة،ولهذا قال سبحانه: إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم للهفأولئك مع المؤمنين [النساء:146]. ثانياً: الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة معالإقامة على المعاصي حال التوبة. أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطلتوبته المتقدمة، ولكنه يحتاج الى توبته جديدةوهكذا. ثالثاً: الاعتراف بالذنب: إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شئ لا يعدهذنباً. رابعاً: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: ولا تتصور التوبةإلا من نادم حزين آسف على ما بدر منه من المعاصي، لذا لا يعد نادماً من يتحدثبمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها، ولهذا قال : { الندم توبة } [رواه حمدوابن ماجة وصححه الألباني]. خامساً: العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوعالى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه فيالمستقبل. سادساً: ردّ المظالم إلى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوقالآدميين وجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها إذا أراد أن تكون توبته صحيحة مقبولة؛ لقول الرسول : { من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبلألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن لهحسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواهالبخاري]. سابعاً: أن تصدر في زمن قبولها: وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوعالشمس من مغربها، وقال : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر } [رواه أحمدوالترمذي وصححه النووي]. وقال: { إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسطيده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواهمسلم |
#2
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك اخي الكريم على الطرح المبارك
و نسأل الله تعالى ان ينفعنا بارك الله فيك وحياك الله في ملتقى الشفاء بالتوفيق |
#3
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اهلا وسهلا بك معنا في بيتك الثاني نورتنا اخى الكريم وننتظر مواضيعك ومشاركاتك الرائعه ومشكور اخى على الطرح المبارك بارك الله فيك جعله الله في ميزان حسناتك دمتم في حفظ الرحمن ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اهلا وسهلا بك معنا في بيتك الثاني نورتنا اخى الكريم وننتظر مواضيعك ومشاركاتك الرائعه ومشكور اخى على الطرح المبارك بارك الله فيك |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |