|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بيان معنى البدعة بسم الله الرحمن الرحيم بيان معنى البدعة الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله وأصحابه الطيبين الطاهرين. أما بعد فيا أيها الأحبة المؤمنون هذا الدرس فيه بيان معنى البدعة وتقسيمها إلى حسنة وسيئة. يقول العلماء البدعة لغةً: ما أحدث على غير مثال سابق. وشرعاً: المحدث الذي لم ينص عليه القرآن ولا الحديث. وتنقسم البدعة إلى قسمين كما يفهم ذلك من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ" أي مردود. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم،وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ". القسم الأول:البدعة الحسنة:وتسمى السنة الحسنة وهي المحدث الذي يوافق القرآن والسنة وهذه البدعة الحسنة لا تدخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة" وذلك لأن تخصيص العام بمعنى مأخوذ من دليل شرعي أو دليل نقلي مقبول عند جميع العلماء ،فهذا اللفظ عام مخصوص فلو ترك ذلك لضاع كثير من الأحكام الشرعية ولحصل تناقض بين النصوص فأهل العلم هُمُ الذين يعرفون أن هذا العموم مخصوص بدليل آخر عقلي أو نقلي وأمَّا الدليل من القرآن على وجود البدعة الحسنة أو السنة الحسنة فهو قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّه}ِ وفي هذه الآية مدح الله تعالى المؤمنين من أمة عيسى لأنهم كانوا أهل رحمة ورأفة ولأنهم ابتدعوا الرهبانية وهي الإنقطاع عن الشهوات حتى أنهم إنقطعوا عن الزواج وتركوا اللذائذ من المطعومات والثياب الفاخرة وأقبلوا على الآخرة إقبالاً تاماً،قوله تعالى {ما كتبناها عليهم إلاَّ إبتغاء رضوان الله} فيه مدحٌ لهم على ما ابتدعوا أي مما لم ينص لهم عليه الإنجيل ولا قال لهم المسيح بنصٍ منه افعلوا كذا، إنما هم أرادوا المبالغة في طاعة الله تعالى والتجرد في طاعته بترك الأنشغال بما يتعلق بالزواج ونفقة الزوجة والأهل كانوا يبنون الصوامع بيوتاً خفيفة من طين أو من غير ذلك على المواضع المنعزلة عن البلد ليتجردوا للعبادة للصلاة لله تعالى. أما القسم الثاني من البدعة فهو البدعة السيئة: وتسمى السنة السيئة وهي المحدث الذي يخالف القرآن والحديث ومنها ما هو صغيرة ومنها ما هو كبيرة ومنها ما هو كفرٌ ومنها ما هو مكروه فقط وهذا التقسيم مفهوم أيضاً من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شئ ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ:رواه مسلم". فمن القسم الأول من البدعة الحسنة أو السنة الحسنة ألإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وأول من أحدثه الملك المظفر ملك إربل في القرن السابع الهجري وكذلك تنقيط التابعي الجليل يحيى بن يعمر المصحف وكان من أهل العلم والتقوى وأقر ذلك العلماء من محدثين وغيرهم واستحسنوه ولم يكن المصحف منقطاً عندما أملى الرسول على كتبت الوحي وكذلك عثمان بن عفان لما كتب المصاحف الخمس أو الستة لم تكن منقطة ومنذ ذلك التنقيط لم يزل المسلمون على ذلك إلى اليوم فهل يقال في هذا إنه بدعة ضلالة لأن الرسول لم يفعله فإن كان الأمر كذلك فليتركوا هذه المصاحف المنقطة أو ليكشطوا هذا التنقيط من المصاحف حتى تعود مجردة كما في أيام عثمان. قال أبو بكر بن أبي داود صاحب السنن في كتابه كتاب المصاحف: أول من نقط المصحف يحيى بن يعمر وهو من علماء التابعين روى عن عبد الله بن عمر وغيره، والأمر كما قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: ما استحسنه المسلمون فهو عند الله حسن وما استقبحه المسلمون فهو عند الله قبيح، وفي هذا رد على الَّذين حرموا عمل المولد في يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن القسم الثاني: أي القسم الذي هو البدعة السيئة: المحدثات في الإعتقاد كبدعة المعتزلة والخوارج وغيرهم من الَّذين خرجوا عما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم في المعتقد. ومن هذا البدع السيئة أيضاً كتابة [ص] بعد اسم النبي صلى الله عليه وسلم بدلَ أن يكتب صلى الله عليه وسلم وقد نص المحدثون في كتب مصطلح الحديث على أن كتابة الصاد مجردة بعد اسم النبي مكروه ومع هذا لم يحرموه،فمن أين لهؤلاء المتنطعين المشوشين أن يقولوا عن عمل المولد بدعة محرمة وعن الصلاة على النبي جهراً بعد الأذان إنه بدعة محرمة بدعوى أن الرسول ما فعل والصحابة لم يفعلوا. ومنه أي من القسم الثاني: الذي هو البدعة السيئة تحريف اسم الله إلى آه ونحوه كما يفعل كثير من المنتسبين إلى الطرق، قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: المحدثات من الأمور ضربان أحدهما ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً فهذه البدعة الضلالة والثانية ما أحدث من الخير ولا يخالف كتاباً أو سنة أو إجماعاً وهذه محدثةٌ غير مذمومة. رواه البيهقي بالإسناد في كتابه مناقب الشافعي. فنسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا هداةً مهتدين وأن يكرمنا برؤية رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. |
#2
|
||||
|
||||
![]() السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم فضيلة الشيخ كيف يتم الرد على شبهة أن هناك بدعة حسنة و بدعة سيئة مستدلين بقول الرسول عليه الصلاة و السلام من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة أو كما قال الرسول عليه الصلاة و السلام ؟ الجواب : يُرَدّ على هذا بأمور ، منها : أولاً : من يستدلّ بِحديث لا بُدّ له من أمور : 1 – صحّـة الدليل 2 – صحّـة الاستدلال ثانياً : من يستدلّ بآية أو بِحديث لا بُدّ من أن يَجمع الآيات أو الأحاديث في الباب الواحد ، ثم يستدلّ بها ، لأنه إذا أخذ آية وترك الآيات الأخرى في الموضوع ، أو أخذ حديثاً وترك الأحاديث الأخرى ، كان من الذين يتّبعون ما تَشَابَه من القرآن . وهذه طريقة أهل لبِدع وليست طريقة أهل السنة . فطريقة أهل السنة الجمع بين الآيات والجمع بين الأحاديث . قال الشيخ أحمد شاكر : إذا تعارض حديثان ظاهراً ، فإن أمكن الجمع بينهما فلا يُعدَل عنه إلى غيره بِحالٍ ، ويجب العمل بهما وقال الشيخ الشنقيطي : الجمع واجب إذا أمكن ، وهو مُقَدَّم على الترجيح بين الأدلة كما علم في الأصول . ثالثاً : من يتكلّم في مسألة ليست حادِثة ، فيحتاج إلى رصيد من كلام أهل العلم ، الذين رسخوا في العلم ، لأنه لن يأتي بِفهمٍ جديد ! قال الإمام أحمد : إياك أن تتكلّم في مسالة ليس لك فيها إمام . رابعاً : هذه المسألة على وجه الخصوص مما تمسّك به أهل البِدع ، ولا مُستمسَك لهم في هذا الحديث ، ولا مُستَدلّ لهم به . فإن قوله عليه الصلاة والسلام : " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " رواه مسلم . جاء على سبب ، ومعرفة سبب وُرود الحديث عُني بها أهل العلم . وسبب ورود الحديث ما جاء في صحيح عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار ، قال : فجاءه قوم حُفاة عراة ، مجتابي النمار أو العباء ، متقلدي السيوف ، عامتهم من مُضَر ، بل كلهم من مُضَر ، فتمعّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة ، فدخل ثم خرج ، فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب ، فقال : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) إلى آخر الآية . (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) ، والآية التي في الحشر : (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ) . تَصَدَّق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بُرّه ، من صاع تمره ، حتى قال : ولو بِشِقّ تمرة . قال : فجاء رجل من الأنصار بِصُرّة كادَتْ كَفّـه تعجز عنها بل قد عجزت . قال : ثم تتابَع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب ، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء . فهذا يدلّ على أنه ليس المقصود الإحداث في الدِّين ، وإنما العمل بما شُرِع . فإن النبي صلى الله عليه وسلم حثّهم على الصدقة ، فلما تصدّق الأنصاري بِالصُّرّة ، تتابَع الناس على إثره واقتدوا بع في فِعل الخير ، فله مثل أجر من اقتدى به في فِعل مشروع . فأين هذا من رجل يُقتَدى به في البِدع ؟! فإن هذا يُقتَدى به في السنن السيئة ! ثم يُقال لهذا المستدِلّ : ما الضابط في كون هذا العمل سُنة حسنة أو سُنة سيئة ؟ لأن ما تراه أنت حَسناً قد يراه غيرك سيئاً . والضابط عند أهل العِلم : أنّ كلّ إحداث في دِين الله هو من قَبِيل السنة السيئة . فإن قيل : لماذا ؟ قيل : لأن لفظ ( كلّ ) من ألفاظ العموم ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وإن كل بدعة ضلالة . رواه الإمام أحمد وغيره . خامساً : حَمَل العلماء هذا الحديث على إحياء سُنة قد أُمِيتتْ ، لا على إحداث شعائر وتعبّد لم يأذن به الله . ولذا فإن الصحابة رضي الله عنهم لم يَفهموا من هذا الحديث سوى هذا ، فإنه لا يُعرَف عنهم إحداث في دِين الله ، كما لا يُعرف عنهم أنهم سَـنُّوا سُنناً وادّعوا أنها حَسَنَة ! ويُؤيِّد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتمسّك بِسُنّته وسُنة الخلفاء الراشدين من بعده . ومع ذلك لا يُعرف عن أحد من الخلفاء الراشدين إحداث عبادة لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلم . قال ابن حزم : فمن أباح أن يكون للخلفاء الراشدين سُـنَّـة لم يَسنّها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أباح أن يُحَرِّموا شيئا كان حلالا على عهده صلى الله عليه وسلم إلى أن مات ، أو أن يُحِلّوا شيئا حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أن يُوجِبوا فريضة لم يوجبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أن يُسْقِطُوا فريضة فَرَضَها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسقطها إلى أن مات ؛ وكل هذه الوجوه مَنْ جَوَّزَ منها شيئا فهو كافر مُشْرِك بإجماع الأمة كلها بلا خلاف ، وبالله تعالى التوفيق . اهـ . سادساً : من شروط قبول العمل أن يكون على السُّـنّـة ، والبِدع ليست على السّنة بل هي مُخَالِفة للسنة . ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : من أحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه ، فهو رَدّ . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رَدّ . سابعاً : حقيقة البِدع الاستدراك على النبي صلى الله عليه وسلم ، بل وفيها سوء أدب مع مقامه عليه الصلاة والسلام ، فكأن المبتدِع يستدرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتّهمه بِعدم البلاغ المبين ، بل وفيها طعن القرآن ، لأن الله تبارك وتعالى يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) . والبِدع استدراك على الشريعة ! قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـَّـهَم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا . فليس ثمّ أمر من الأمور التي تُقرّب إلى الله عز وجل إلا علمها أمته صلى الله عليه وسلم . وفي البِدع تَرك للسُّنَنَ . قال ابن مسعود رضي الله عنه : اتَّبِعُوا ولا تَبْتَدِعُوا فقد كُفِيتُم . رواه الدارمي . للفائدة : بعض أهل البِدع يحتجّ بِقول عمر رضي الله عنه في التراويح : نِعم البدعة هذه . وقد سبق توجيه قول عمر رضي الله عنه : نِعم البدعة هذه .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل .. أعيش في بلد مليء بالمبتدعين وأحاول بقدر استطاعتي أن أنبه الناس لخطر البدع ولكن أحدهم قابلني بهذا الحديث فهلا أفدتنا في معناه وكيف نرد على من يقابلنا به . الحديث هو حديث صحيح حسب الألباني وهذا نصه : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي نا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عبد الرحمن بن عبد القاري وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال أن عمر خرج ليلة في رمضان فخرج معه عبد الرحمن بن عبد القاري فطاف بالمسجد وأهل المسجد أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر والله إني أظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم عمر على ذلك وأمر أبي بن كعب أن يقوم لهم في رمضان فخرج عمر عليهم والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر نعم البدعة هي ... جزاكم الله عنا كل خير وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بل الحديث في صحيح البخاري ولا إشكال فيه فقد رواه عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري : خرجت مع عمر بن الخطاب t ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أبي ابن كعب ، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر : نعم البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون . يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله . وأورد قبله قول الإمام الزهري في التراويح : فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدراً من خلافة عمر رضي الله عنهما . والتحقيق أنها ليست بدعة وإن تمسّك بها المبطلون ، وذلك من عِدّة وجوه : الوجه الأول : أنه – بفضل الله – لا يُعرف في الصحابة مُبتدِعاً ، ويكفي البدعة قُبحاً أن يُبرأ منها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . الوجه الثاني : أن ما فعله عمر رضي الله عنه له أصل في الشرع ، بل هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد صلّى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس جماعة في رمضان وصلّى الناس بصلاته . فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد ذات ليلة فصلّى بصلاته ناس ، ثم صلى من القابلة فكثُر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة ، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال : قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم . قال : وذلك في رمضان . الوجه الثالث : أن عمر رضي الله عنه لم يكن منه إلا أنه أحيا الأمر الأول ، وجَمَع الناس على إمام واحد بدل الفرقة والاختلاف . قال ابن عبد البر : لم يَسُنّ عمر إلا ما رضيه صلى الله عليه وسلم ، ولم يمنعه من المواظبة عليه إلا خشية أن يفرض على أمته ، وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما ، فلما عَلِمَ عمر ذلك مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعَلِمَ أن الفرائض لا يُزاد فيها ولا يُنقص منها بعد موته صلى الله عليه وسلم أقامها للناس وأحياها ، وأَمَرَ بـها وذلك سنة أربعة عشرة من الهجرة ، وذلك شيءٌ ذخره الله له وفضّله به . اهـ . قال ابن رجب - في قول عمر رضي الله عنه : نعم البدعة هذه - : وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع ؛ فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية ، فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمـا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد وخرج ورآهم يصلون كذلك فقال : نعمت البدعة هذه . اهـ . الوجه الرابع : ثم إن عمر رضي الله عنه ممن أُمِرنا أن نقتدي بـهم ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد وغيره . وفي قولِه صلى الله عليه وسلم : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر . رواه أحمد والترمذي ، وهو حديث صحيح . فأين هذا ممن يبتدع في دين الله ما لم يأذن به الله ثم ينسبه للشرع ؟؟! وأين هذا ممن يدّعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم ثم يتقدّم بين يديه عليه الصلاة والسلام ويزيد على ما جاء به ، كأنه عليه الصلاة والسلام لم يُبلّغ البلاغ المبين ؟! وأين هذا ممن يتشبه بأعداء دينه الذين ابتدعوا رهبانية لم يأذن بها الله ؟ ( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ) فما أشبه القوم بالقوم ! وأين من يبتدع في دين الله من قوله عليه الصلاة والسلام في خُطبه ومواعظه : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة . رواه مسلم . ؟؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : وشرّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . وهؤلاء يستدركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون : ليست كل محدثة بدعة ! ولا كل بدعة ضلالة ! والعمل الصالح لا يكون مقبولاً عند الله عز وجل إلا بموافقته لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |