|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة احبتي في الله اعضاء وزوار مشرفين وإداريين كبراء و اعضاء الشرف كـل عام وانتم بخير .. أمّا بعد فيا عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم وطاعته ، وأحذّركم وبال عصيانه ومخالفة أمره ، وأذكّركم أنّ الله تعالى يصطفي من خلقِه ما يشاء ، ويفيض من بركاته ونعمائه على من يختصُّهم بفضله وكَرَمِه ، من العباد والأزمان والبلاد . ونحن اليوم بين يَدَيْ موسمٍ من مواسم الخير والبَرَكة ، اختصّه الله بما شاء من فضله وكَرَمه ، فأنزل فيه أفضَل كُتُبَه ، وتعبّدَنا فيه بالصيام والقيام والإطعام ، فجَعلَ صيام نهاره فريضةً ، وقيام ليله نافلةً ، وفضّل لياليَه على سائر ليالي السنّة ، واصطفى من بينها ليلةً ، سلامٌ هي حتى مَطلَعِ الفَجر ، وخيرٌ هي من ألفِ شَهر . وإنّ غائباً يعود مرّة في العام لأهلٌّ أن يُتهيَّأ لاستقباله ، ويُستعدّ لقدومه ، وبخاصةٍ إذا كان خيره وبركته عمِيمَين ، فطوبى للمشمّرين . عباد الله: ما فتئ رمضان يعود علينا عاماً بعد عام ، ونحن نخرج منه كما نلقاه ، وقليل منّا من يكون بَعدَه على أحسن ممّا كان عليه قَبْلَه ، أفلَم يأنِ لنا أن نعزم على اغتنام موسم قد لا ندركه فيما نستقبل من أعوام ، ونكفّ عن التسويف والتأجيل وعَدَم المبالاة وقلّة الاهتمام ؟! شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون . عباد الله ! إنّها فرصة لا يُفوِّتُها إلا متهاون مغبون ، ولا يزهد فيها إلاّ جاهل محروم ، أما من أنار الله قلبه ، ونقّى فؤادَه ، فتراه يستعدَ لرمضان قبل أن يلقاه ، بأمور كثيرة من أهمّها ، أن يُقدّمَ بين يديه صيام شعبان جلّه أوكلّه ، تأسياً بنبيّه الذي دأبَ على ذلك ،حتى قالت عائشة : ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان ، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان ، وكان يقول : ( خذوا من العمل ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا) رواه البخاري ولا يجوز للصائم أن يتقدّم رمضان بصيام يومٍ أو يومَين لحديث في الصحيحين ( لا تتقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوماً فليصم ) ولهذا النهي حِكَمٌ جليلةٌ منها: الاحتياط لرمضان لئلا يزاد فيه ماليس منه ،ومنها الفصل بين صيام الفرض والنفل لأن جنس الفصل بين النوافل والفرائض مشروع ، كما في النهي عن وصل صلاة مفروضة بصلاةِ نافلةٍ حتى يفصل بينهما بسلام أو كلام ، ومنها التقوي على صيام رمضان، فإن مواصلة الصوم قد تُضْعِف عن صيام الفرض وممّا ينبغي أن يُستقبَل به شهر الصيام والقيام أيضاً ، المبادرة بالتوبة من الذنوب صغيرها وكبيرها ، والإكثار من الطاعات دِقِّها وجِلِّها ، فهذا زمان التوبة . يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب * حتى عصى ربه في شهر شعبان لقد أظلك شهر الصوم بعدهما * فلا تصيره أيضاً شهر عصيان واتل القرآن وسبح فيه مجتهداً * فإنه شهر تسبيح وقرآن عباد الله: كم من أخٍ نعرفه صام معنا وقام في رمضان الماضي وما قَبله ، ثمّ صار إلى عالَمِ الدود واللحود ، بعد أن استلّه هاذم اللذّات من بينِنَا ، وسيأتي الموت على الجميع ، إن عاجلاً أو آجلاً . تمر بنا الأيام تترى وإنما نُساق إلى الآجالِ والعينِ تنظرُ فليسَ عن لُقيا المنيّةِ صارفٌ وليس من يدري الأوانَ فيُنذِر يا نفسُ فالتمسي النجاةَ بتوبةٍ فبتوبتي نحو النجاةِ سأُبحِرُ فهلا اغتنمنا هذه الفرصة للتزوّد ، فإنّ خير الزاد التقوى ، وهي الغاية الكبرى من مشروعيّة الصيام . قال تعالى : يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . فالصائم الصادق الصالح هو الذي يتّّق الله في صومه ، فيصومُ جوفُه ، وفرجُه ، وسائرِ جوارحه ، صوماً يكفُه عن المعاصي ، و يحجزه عن المحرمات ، فلا يقول إلاّ خيراً ، ولا يسمع إلاّ خيراً ، ولا يفعل إلاّ خيراً ، ويُقلِع عن قول الزور والعمل به ، فمن لم يكن كذلك فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه،كما صحّ بذلك الخبرعن خير البَشَر كيف لا ، وللصيام منزلةٌ رفيعةٌ بين العبادات ، ففي الحديث القدسي الذي رواه الشيخان يقول ربّ البريات( كل عمل ابن آدم له , الحسنة بعشر أمثالها إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) ، والحكمة في ذلك أنّ الصوم سرٌ بين العبد وبين ربه ، لا يطلع عليه أحد سواه ، وقيل (فإنّه لي) أي لم يُتعبَّد أحد بمثله إلا أنا ، فالعباد يركعون لبعضهم ويسجدون ، وينفقون تزلفاً وتملّقاً ، ويقصد بعضهم بعضاً ، إلى غير ذلك مما يصرفه بعضهم لبعضٍ من الأعمال .. أمّا الصوم فلا يُعرَف أنّ أحداً يصوم لأحدٍ غيرِ الله . والمؤمن الرشيد – يا عباد الله - يقدّم بين يدي رمضان توبة تحجزه عن الملاهي والمنكرات ، التي تكتظ بها وسائل الإعلام والإجرام ، و يتزوّد بالتقوى والإنابة ، قبل تزوده بالطعام والشراب والثمار المستطابة . مضى رجبٌ وما أحسنتَّ فيه ** وهذا شهرُ شعبانَ المباركْ فيا من ضيَّع الأوقاتَ جهلاً ** بقيمتها أفق واحذر بَوَارَكْ تدارَك مااستطعت من الليالي*فخيرُ ذوي الفضائلِ من تداركْ وعليكم عباد الله: في رمضان خاصة بكتاب ربّكم خيراً ، فإن القرآن ورمضان شفيعان مشفّعان يوم القيامة( يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار،ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان) كما في المسند منع الكتابُ بوعده ووعيده * مقلُ العيونِ بليلها لا تهجعُ فهموا عن الملك العظيمِ كلامه * فهماً تذلُ له الرقابُ وتخضعُ أما بعد عباد الله : فإن خير الكلام كلام الله ، و خير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ، ومن شذ شذ في النار . عباد الله : ومن أعظم المصائب ، المصيبة في الدين ، وهي أن تمر عليك مثل هذه المواسم ولا تغتنمها في طاعة الله . إن بعض الناس يظن أنه يعصي الله والله لا يعاقبه ، وذلك لأنه يرى أن النعم عليه مستمرة ولا تنقطع فالمال موجود والأولاد بعافية وكل شيء على ما يرام ، ولا يدرى المسكين أنه يعاقب وهو لا يشعر وذلك بحرمانه اغتنام مثل هذه المواسم بالطاعات ، لان الطاعة شرف والعاصي لا يستحق هذا الشرف ، كان رجل في بني إسرائيل قد أسرف على نفسه بالمعاصي فقال : ( يا رب كم أعصيك و لا تعاقبني ) فأوحى الله إلى نبي ذلك الزمان أن قل له ( كم أعاقبك و أنت لا تدري ، أما حرمتك لذة مناجاتي وطاعتي ) فيا أخي يا من يريد الفوز والمغفرة بادر بالتوبة والإنابة قبل رمضان حتى تفوز في رمضان . أخي الحبيب: أطرح عليك تساؤلا ؟ لمن فتحت أبواب الجنان ؟ عمن غلقت أبواب النيران ؟ لماذا صفدت الشياطين ؟ إنها ليس من أجل الملائكة ولا من أجل خلق آخر ، بل من أجلك يا عبد الله حتى يغفر الله لك حتى يدخلك جنته و يبعدك عن ناره . عباد الله إن الذي يَرجِعُ البصر في بلاد المسلمين وهي تستقبل شهر رمضان في هذه الأيام، يجد بوناً شاسعاً بين ما نفعله في زماننا من مظاهر استقبال شهر رمضان ، وما كان عليه النبي وأصحابه رضي الله عنهم. وإن القلب ليملي على البنان عبارات اللوعة والأسى، فيكتب البنانُ بمداد المدامع، وينفطر الجنانُ من الفتن الجوامع! فالسلف رحمهم الله كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر حتى يبلغهم الله رمضان ، فإذا بلغوه اجتهدوا في العبادة فيه ، ودعوا الله سبحانه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم. أما أصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا ؛ فإن معظمهم يستعد لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر بحشد كل (فِلم) خليع، وكل (مسلسل) وضيع، وكل غناء ماجن للعرض على المسلمين في أيام وليالي رمضان ؛ لأن (رمضان كريم) كما يعلنون ! ولسان حالهم يقول: شهر رمضان الذي أنزلت فيه الفوازير والمسلسلات!! ولأن مردة شياطين الجن تصفد وتغل في شهر رمضان ، عزَّ على إخوانهم من شياطين الإنس الذين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ! عزَّ عليهم ذلك فناوؤا دين الله تعالى وناصبوه العداء ، وأعلنوا الحرب ضده في رمضان بما يبثونه ليل نهار على مدار الساعة على كثير من الشبكات الأرضية والفضائية! أيها المسلمون ، احذروا ما أعدّه لكم أهلُ الانحلال ، ودعاة الفساد والضلال ، من برامج مضلة ، ومشاهد مخِلّة يا مطلقي النواظر في محرمات المنظور، ها أنتم في خير الشهور، فحذار حذار من انتهاك حرمته، وتدنيس شرفه، وانتقاص مكانته، يقول الرسول ((من لم يدع قول الزور والعملَ به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) أخرجه البخاري يا طليقاً برأي العين وهو أسير، يا من رضي عن الصفا بالأكدار، وقضى الأسحار في العار والشنار، وكلَّ يوم يقوم عن مثل جيفة حمار، عجباً كيف تجتنب الطريق الواضح، وتسلك مسالك الردى والقبائح؟! ما بال سمعك عليه ستور؟! ما بال بصرك لا يرى النور؟! وأنت في دُبور، وغفلة وغرور، وما أنت في ذلك بمعذور. فبادر لحظات الأعمار، واحذر رقدات الأغمار، ولا تكن ممن يُقذفون بالغيب من مكان بعيد، إذا قيل لهم: توبوا سوَّفوا ولا مجيب. إن إدراك رمضان من أجل النعم ، فكم غيب الموت من صاحب ، ووارى من حميم ساحب .. وكم اكتظت الأسِرة بالمرضى الذين تتفطر قلوبهم وأكبادهم، ويبكون دماً لا دموعاً حتى يصوموا يوماً واحداً من أيام رمضان، أو يقوموا ليلة واحدة من لياليه ، ولكن .. حيل بينهم وبين ما يشتهون! فاتّقوا الله يا عباد الله ، و تزوّدوا من دنياكم لآخرتكم عملاً يرضاه ، هذا وصلّوا وسلّّموا على نبيّه وآله وصحبه ومن والاه اسأل العلي القدير ان يرزقكم ذكره و شكره وحسن عبادته محبكم في الله |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |