|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() لا يجوز لمسلم أن يعرض نفسه للفتنة وقد لا يصبر عليها ، أو يضع نفسه موضع الذل والهوان ، أو موضع المتسلط عليه من الكفار ، فنصبح فتنة للذين كفروا ، ولكن إذا تعرض المسلم للمصائب والمحن بقدر من الله ولحكمة يريدها الله ، فلابد أن يصبر ويتقي الله ، وبعدها يؤتي الله نصره من يشاء ، وعندما يتعرض المسلمون للمحن والرزايا فلاشك أن في ذلك فوائد كثيرة يريدها الله ، كتمحيص الصفوف ومعرفة الصابرين المجاهدين ، والدخلاء الذين هم غثاء كغثاء السيل .
وللإمام عز الدين محمد بن عبد السلام - رحمه الله - لفتات طيبة في هذا الموضوع ، ننقلها بطولها لأهميتها ، قال : وللمصائب والمحن فوائد تختلف باختلاف رتب الناس : أحدها : معرفة عز الربوبية وقهرها . الثاني : معرفة ذل العبودية وكسرها ، وإليه الإشارة يقول تعالى : [ الَذِينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ ]، اعترفوا بأنهم ملكه وعبيده ، وأنهم راجعون إلى حكمه وتدبيره ، لا مفر لهم منه ولا محيد لهم عنه . الثالثة : الإخلاص لله تعالى ، إذ لا مرجع في رفع الشدائد إلا إليه : [ وإن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إلاَّ هُوَ ]. الرابعة : التضرع والدعاء : [ وإذَا مَسَّ الإنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا ]. الخامسة : تمحيصها للذنوب والخطايا : « ولا يصيب المؤمن وصب ولا نصب حتى الهم يهمه والشوكة يشاكها إلا كفر به عن سيئاته » رواه مسلم . السادسة : ما في طيها من الفوائد الخفية : [ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً ويَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ]، ولما أخذ الجبار سارة من إبراهيم - عليه السلام - كان في طي تلك البلية أن أخدمها هاجر ، فولدت إسماعيل لإبراهيم - عليهما السلام - ، فكان من ذرية إسماعيل خاتم النبيين ، فأعظم بذلك من خير كان في طى تلك البلية . السابعة : إن المصائب والشدائد تمنع من الأشر والبطر والفخر والخيلاء والتكبر والتجبر ولهذه الفوائد الجليلة كان أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، كالذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ، وتغربوا عن أوطانهم ، وتكاثر أعداؤهم ، ولم يشبع سيد الأولين من خبز مرتين ، وأوذي بأنواع الأذية ، وابتلي في آخر الأمر بمسيلمة وطليحة والعنسي ، قال - عليه الصلاة والسلام - : « مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها مرة حتى تهيج » . الثامنة : الرضا الموجب لرضوان الله تعالى ، فإن المصائب تنزل بالبر والفاجر ، فمن سخطها فله السخط ومن رضيها فله الرضا ) اهـ . ونحن نسأل الله تعالى أن يمكن للمسلمين بعد المحن والرزايا وأن يستفيد المسلمون الدروس الكبيرة من هذه المحن |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |