مراحل خلق الإنسان على ضوء الكتاب والسنة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118569 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40142 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366848 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-08-2007, 01:13 AM
hannan hannan غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: maroc -rabat
الجنس :
المشاركات: 165
الدولة : Morocco
افتراضي مراحل خلق الإنسان على ضوء الكتاب والسنة




سنتجول في هذه الصفحات في جسم الإنسان ونتعرف كيف خلق وفي أي المراحل قـد مـر .
فنحن نتحدث عنكم ...
والآن لِنَقُم برحلةٍ زمنيةٍ قصيرة، ونرجِعُ مدةً إلى الماضي، ولْندقِق معاً هذه الحكايةَ الرائعـة المليئـة بالمعجزات من البداية .
وَلْنشاهِدْ كيفَ كانَ حالُ الإنسانِ في حينٍ منَ الدهر.
كانت البداية خليةٌ واحدةٌ فقط في بطنِ الأم، وجودٌ عاجزٌ ومحتاجٌ إلى حماية، أصغرُ من حبيبةِ ملحٍ واحدة .
أنتم أيضاً كنتم عبارةً عن هذهِ الخليةِ الصغيرةِ مثلما كلُّ الناسِ الآخرينَ على وجهِ الأرض.
بعد فترة انقسَمَتْ هذهِ الخليةُ وأصبحتِ اثنتَين، ثمَ انقسمت مرةً أخرى وأصبحت أربعَ خلايا، ثم ثماني، ثم ستَ عشرة.
استمرتِ الخلايا بالتكاثر، ثم ظهرتْ أولاً قطعةُ لحم، ثم أخذت قطعةُ اللحم هذه شكلاً وأصبحت لها يدانِ ورِجلانِ وعينان، فالخليةُ الأولى كبُرت مئةَ مليارِ ضِعف، وأخذت وزناً بستةِ مليارِ ضِعف.
فالتي كانت قطرةَ ماءٍ فقط في السابق، أجرى اللهُ تعالى فيها معجزاتٍ عدة، فخلقَ منها الإنسانَ الذي يقرأ هذه الكلمات.
وقد بيَّن القرآنُ الكريمُ كيفَ خُلقَ الإنسان.
قال تعالى :( أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى {36} أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى {37} ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى {38} فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى {39} أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى )(القيامة 36-40).
خَلْقُ الإنسان

الناسُ المنغمسونَ في نُزعَةِ الحياةِ اليومية، يسيرونَ لا مبالينَ بالمُعجزةِ المُهمَّةِ المُتَحَقِّقَةِ أمامَ أعينِهم، هذه المعجزةُ هي خلقُ الإنسان.
تبدأُ أولُ مرحلةٍ في معجزةِ الخلقِ بنُضجِ خليَّةِ البويضةِ في عضوٍ في جسمِ المرأةِ يسمى المَبيض، هناكَ رحلةٌ طويلةٌ أمامَ البويضةِ الناضجة، ستدخُلُ أولاً أنبوبَ فالوب وهنا ستقطَعُ مسافةً طويلةً حتى تصلَ إلى الرَّحِم
يبدأُ أنبوبُ فالوب بالحركةِ للإمساكِ بالبويضةِ الناضجةِ قبل خروجِها من المبيضِ بمُدَّةٍ قصيرة، ويُحاولُ إيجادَ خليةِ البويضةِ عن طريقِ لمَساتٍ خفيفةٍ على المبيضِ، ونتيجةَ هذا البحثِ يجدُ أُنبوبُ fallop البويضةَ الناضجةَ ويسحبُها لِداخِلِه، وحينئذٍ تبدأُ رِحلةُ خليةِ البويضة.
يتوجبُ على البويضةِ قطعُ طريقٍ طويلٍ عَبْرَ أُنبوبِ fallop، لكن ليس لها أيُ عُضوٍ يؤمِّنُ لها قَطْعَ هذا الطريقِ كالزعانفِ أو الأرجل، ولهذا خُلقَ لرحلتِها نظامٌ خاصّ، فقد وُظِفَت ملياراتُ الخلايا التي توجدُ في السطحِ الداخليِ لأنبوبِ fallop لإيصالِ البويضةِ إلى الرَّحِم.
تحرِّكُ الخلايا هذه الشعيراتِ الموجودةَ على سطحِها المسماة بـ cilia نحوَ الرَّحِمِ بِاستمرار، وهكذا تُحمَلُ خليةُ البويضةِ من يدٍ إلى يدٍ إلى الجهةِ التي يجبُ ذهابُها نحوَهُ كحِملٍ ثمينٍ جداً.
عندَ ملاحظةِ هذهِ الشعيراتِ نجِدُها قد نُسِّقَت في المكانِ والشكلِ الذي يجبُ أن تكونَ عليهِ ضِمنَ خُطَّةٍ ذكيةٍ جداً، وتقومُ بحركةِ نقلٍ معاً وإلى الجهةِ نفسِها وكأنَّها آلةٌ مبرمَجَة، فلو لم يقُمْ قِسمٌ من هذهِ الخلايا بمهمته أو قامَ بنقلِها إلى جهاتٍ مختلفةٍ لن تصِلَ البويضةُ إلى هدفِها، ولا تتحققُ الولادةُ أبداً.
ولكنَّ خلقَ اللهِ تامّ، فَكُلُّ خليَّةٍ تنفِّذُ مُهِمَّتَها التي أُوكِلَت إليها دونَ أيِ خطأ، وهكذا تتقدَّمُ إلى المكانِ المُجَهَّزِ خصوصاً لأجلِ البويضةِ أي إلى رَحِمِ الأم.
لكنَّ خليةَ البويضةِ المنقولةِ بِدِقَّةٍ بِهَذا الشَكلِ عُمرُها لا يتجاوزُ أربعاً وعِشرينَ ساعة، وتموتُ ما لم تُلقَّح في هذهِ المُدة.
وتحتاجُ إلى مادَّةٍ حياتيةٍ للتلقيح :
النُطفةُ التي تأتي من جسمِ الرجل.
تصميمُ النطفة

النُطفةُ: خليَّةٌ موظَّفَةٌ لإيصالِ معلومَةِ الذَّكَرِ الوراثيَّةِ إلى خليةِ البويضةِ في الأنثى.
إذا دقَّقنا عن كثب، نرى جهازاً مُصَمَّماً بشكلٍ خاصٍّ لحملِ هذهِ النُّطفة
فالقِسمُ الأماميُّ للنُطفَةِ مغطى بِدِرعٍ واقٍ وتحتَهُ دِرْعٌ ثانٍ، وتَحتَ هذا الدِرعِ الثاني أيضاً يوجدُ ما يشبِهُ الشاحِنَةَ التي تحمِلُ النُطفة.
ويوجد داخلَ هذه الشاحنة ثلاثةٌ وعِشرونَ صبغياً عائداً للرجل.
جميعُ المعلوماتِ العائدةِ لجِسمِ الإنسانِ وأدقِّ تفاصيلِه مخفيٌّ في هذه الصبغيات، ولظهورِ إنسانٍ جديدٍ يجبُ أن تَتَّحِدَ الصِبغياتُ الثلاثةُ والعِشرون الموجودةُ في نُطفَةِ الرجلِ مع الصبغيات الثلاثةِ والعِشرين الموجودةِ في بويضةِ المرأة، وهكذا سيظهَرُ أولُ تكوينٍ لجِسمِ الإنسانِ من ستةٍ وأربعين صبغياً.
تصميمُ الدِرعِ الموجودِ في الجِهةِ الأماميَّةِ لِلنُطْفَة سَيَحمي هَذا الحِملَ الثَمينَ طَوالَ هذه المسافةِ الطويلةِ من جميعِ أنواعِ الأخطار.
وتصميمُ النطفةِ غيرُ محصورٍ بهذا فقط، فهناكَ في القِسمِ الأوسطِ للنُطفةِ محرِّكٌ قويٌ جِداً، ويرتبِطُ بِطَرَفِ هذا المحرِكِ قسم ذيل للنطفة.
القوةُ التي ينتجُها المحركُ تدوِّرُ الذيلَ كالمِروحةِ، وتؤمِّنُ للنطفةِ قطعَ الطريقِ بسرعة.
ولوجودِ هذا المحرِكِ لا بُدَّ من وَقودٍ لتشغيلِه، وقد حُسبت هذه الحاجَةُ أيضاً فرُتّب لهُ الوقودُ الأكثرُ اقتصاداً أي سُكر ال fructose على السائل الذي يحيط بالنطفة.
وهكذا فقد تَمَّ تَوفيرُ وَقودُ المُحَرِّكِ خلالَ الطريقِ الذي ستقطَعُهُ النُطفَة.
بفضلِ هذا التصميمِ الكامِلِ تَقطَعُ النطفةُ طريقاً نحوَ البويضةِ بسرعة.
عندَ ملاحظةِ حجمِ النُطفةِ بالنِسبَةِ إلى المَسافَةِ التي قطعتها تظهَرُ حركتُها السريعةُ التي تُشبه قارِبَ السباق.
هذا الجهازُ المدهشُ ينتَجُ بمهارَةٍ كبيرة، حيثُ يوجدُ داخلَ كلِّ خِصيةٍ - مركزُ إنتاجِ النُطَف - أقنيةٌ مِجهريةٌ يصلُ طولُها إلى خمسِمِئَةِ متر.
الإنتاجُ في هذهِ الأقنية يُشبِهُ تماماً نِظامَ السِّكةِ الحديديةِ المستخدَمَةِ في المعامِلِ الحديثة، فأقسامُ النُطفةِ من دِرعٍ ومحركٍ وذيلٍ تُركَّبُ معَ بعضِها على الترتيب.
وفي النهايةِ تظهَرُ روعة الهندسة الكاملة.
علينا التفكيرُ ولو قليلاً في هذهِ الحقيقة.. كيف عَرَفتِ الخلايا التي لا وعيَ لها طريقةَ تجهيزِ النُطفةِ بشكلٍ يتناسبُ معَ جِسمِ الأُمِّ رغمَ جَهلِها بِها تماماً ؟
كيف تعلمتِ النُطَفُ صُنعَ الدِرعِ والمُحَرِّكِ والذيلِ حَسَبَ حاجَةِ جِسمِ الأُم؟
بأيِ عقلٍ تتركَّبُ هذه القِطَعُ بالترتيبِ الصحيح؟
من أين تعلَمُ أنَّ النُطَفَ ستحتاجُ إلى سكرِ ال fructose ؟
كيف تعلّمت صنعَ محرِّكٍ يعملُ بسكَّرِ ال fructose ؟
هناكَ جوابٌ واحدٌ فقط لكلِّ هذهِ الأسئلة ...
النُطَفُ والسائلُ المرتَّبُ داخلَها خَلَقَهُ اللهُ عزَّ وجلّ بشكلٍ خاصّ لاستمرارِ نَسْلِ الإنسان.
الدكتور البروفيسور جواد بابونا الطبيب في كلية الطب في جامعة استانبول المختصُّ بأمراضِ النساءِ والتوليد، والوزيرُ السابقْ علَّقَ على خصائصِ النطفةِ بقولِهْ: "خلايا النطفةِ منتَجَةٌ في جِسمِ الأب، أمَّا مُهِماتُها فلا تتحقَّقُ إلا في جِسمِ الأم، ولا تملِكُ أيُ نُطفةٍ منذُ تاريخِ البشريةِ العودةَ إلى جسمِ الأبِ مرةً أخرى بعدَ إنهاءِ مهمتِها في جِسمِ الأمِّ لإخبارِ الخلايا المنتِجَةِ لها عن مهمتِها وما فعلتْهُ وعنِ الأحداثِ التي واجهتها.
في تلكَ الحالةِ كيفَ تكونُ خليةُ النُطفةِ ذاتَ بُنيَةٍ مختلفةٍ تماماً عن آلافِ أنواعِ الخلايا الموجودةِ في بنيةِ الأب، من أينَ تعرِفُ خليةُ النُطفةِ أن تذهبَ بالحِملِ الوراثيِ الذي أخذته من الأبِ إلى بنيةٍ ستُرزَقُ الحياةَ بعدَ مُدَّةٍ بحملِ دِرعٍ في مقدمتِه ؟
من أينَ تعرِفُ خليةُ النُطفَةِ أنَّهُ يلزَمُها ثَقبُ ذلكَ الغشاءِ الرقيقِ فتأخذُ معَها أسلحةً كيميائيةً مرتَّبَةً خلفَ الدِرع؟
كما ترَون لا يمكنُ أن تكونَ جميعُ عناصِرِ هذه الآلية، والحوادثِ التي تكلفت بها، والمُهماتِ التي تقوم بها النطفةُ مصادفةً، ولا يمكِنُ أن تكونَ المعرفةُ جاءت عن طريقِ التَكرار.
هذا دليلٌ واضحٌ على أن اللهَ ألهمَها هذه المهمةَ وعلَّمَها كيفيةَ الإتيانِ بها على أكملِ وجه.
هذا التصميمُ الخارِقُ في النطفةِ وَحدَهُ مُعجِزَةُ خَلقٍ كبيرةٌ، وهكذا يشدُّ اللهُ تعالى انتباهَنا إلى خلقِ هذهِ النطفةِ في آيةٍ قرآنيةٍ بقولِه:
{ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ {58} أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ {59} (الواقعة 57-59).
رحلة النطفة الشاقة :

يُرسَلُ إلى رَحِمِ الأمِّ في المرةِ الواحدةِ ما يقارِبُ المئتين وخمسين مليونِ نُطفَة، حُدد هذا العددُ بهذهِ الكَثرةِ بشكلٍ خاصّ ؛ لأنَّ النطفَ تواجِهُ أخطاراً مميتَةً بمجردِ دخولِها إلى الرَحِم .
فهناكَ خليطٌ حمضيٌ كثيفٌ في العضوِ التناسليِ للمرأةِ تمنَعُ وصولَ البكتريا، هذا الخليطُ قاتلٌ بالنسبةِ للنطفِ أيضاً، فبعدَ دقائقَ عِدَّة يُغَطى جدارُ الرحمِ بملايينِ النطفِ الميتة، وبعدَ عدةِ ساعاتٍ يكونُ قسمٌ كبيرٌ منَ المئتين وخمسين مليون نطفةٍ ميتاً.
الخليطُ الحَمضيُّ هذا مهمٌ جداً لصِحَّةِ الأمِّ وقويٌّ جِداً بحيثُ يستطيعُ قتلَ كلِّ النطفِ الداخلةِ إلى الرحِمِ بسهولة.
في هذهِ الحالةِ لن يتحققَ التلقيحُ أبداً، وينتهي نسلُ الإنسان.
لكنَّهُ أخذَ الاحتياطَ الضروريَ أيضاً، فأثناءَ إنتاجِ النُطَفِ في جِسمِ الرجلِ يضافُ إلى السائِلِ المحتوي على النُّطَفِ الخليطُ الذي يحمِلُ خاصيةً قُلوية (Base هذا الخليطُ يزيلُ قِسماً من تأثيرِ الخليطِ الحمضيِ في رحمِ الأم، وبفضلِ هذا الخليطِ تستطيعُ آلافُ النطفِ الوصولَ إلى مدخَلِ قناةِ فالوب مروراً برحِمِ الأم.
ولقد لاحظ العلماء أن النطف جميعاً تتجه إلى جهة واحدة ؟
إذاً كيف تجدُ الجهةَ الصحيحةَ هذه؟ من أينَ تعرِفُ مكانَ البويضة التي بحجمِ حبيبةِ المِلح؟..
تجدُ النطفةُ مكانَ البويضةِ لأنَّ نظاماً كاملاًَ آخرَ خُلِقَ وتدخَّلَ لأجلِها.
ترسِلُ البويضةُ إشارةً كيميائيةً لتشُدَّ إليها النطفَ البعيدةَ عنها بما يقارب خمسةَ عشَر سنتيمتراً، فالنطفُ بفضلِ هذهِ الإشارةِ تتَّجِهُ نحوَ البويضة، باختصار... تدعو البويضةُ إليها النطفَ التي لا تعرِفُ عنها أيَ شيء، ولم تقابِلها من قبلُ أبداً، وتتراسلُ الخليتانِ الغريبتانِ اللتانِ لا تعرفانِ بعضَهما .
هذه الحقيقةُ دليلٌ آخرُ أيضاً على خلقِ البويضةِ والنطفةِ بتناسقٍ كبيرٍ معَ بعضِهما.
اللقاء الكبير

وفي النهايةِ تستطيعُ مئاتُ فقط الوصولَ إلى البويضة، غيرَ أنه لم ينتهِ السباقُ حتى الآن، فلا تقبل البويضةُ إلا نطفةً واحدةً فقط، ولهذا يبدأُ سباقٌ جديد، هناكَ عائقانِ مهمانِ جداً أمامَ النطفِ: الطبقة الحامية التي تقتل جميع أنواع الجراثيم التي تحاول الاقتراب من البويضة، وقشرة البويضة المتينة التي يصعب ثقبها إلى حدٍ كبير.
خلق في النطفة أنظمة خاصة لاجتياز هذين العائقين
فهناك الأسلحة المخفية التي خبأتها النطف تحت طرف الدرع الصلب إلى هذه اللحظة، إنها أكياس الأنزيم المذيبة و التي تسمى بالهيالورونيديز ، هذه الأكياس ستثقب العائق الأول الذي على أطراف البويضة أي الطبقة الحامية بإذابتها
فعندما تجتاز النطفة هذه الطبقة، وتتقدم في الطبقة يتآكل درعه شيئاً فشيئاً ثم يتفتت ويتبعثر، أما تفتت درعه هذا فهو جزء من الخطة المنفّذة الكاملة
لأنه بفضل هذا التفتت ستبدأ أكياس الأنزيم الثانية الموجودة داخل النطفة بالظهور.
وهذا يؤمن اجتياز آخر عائق تواجه النطفة أي ثقب قشرة البويضة.
الآن تشاهدون هذه الأحداث من خلال الصور الملتقطة على المجهر الالكتروني، فللنطفة درع أحمر، يذوب هذا الدرع تدريجياً وتجتاز النطفة قشر ة البويضة إلى الداخل...
التصميم الكامل في اتحاد النطفة والبويضة غير محصور بهذا فقط، ففي لحظة وصول النطفة إلى قشرة البويضة تتحقق معجزة أخرى .
فجأة تدخل النطفة بنفسها تاركة وراؤها ذيلها الذي أوصلها إلى هنا، وهذا مهم جداً، لأنه إذا لم تقم النطفة بهذا العمل، فسيدخل الذيل المتحرك إلى خلية البويضة ويخربها.
ترك النطفة ذيلها يشبه عمليات مكوك الفضاء، والصاروخ المرسل إليه، حيث تُترك المحركات وخزانات الطاقة عندما لم يبق لها حاجة أثناء انفصاله عن الغلاف الجوي.
حسناً.. كيف تقوم نطفة صغيرة بهذا الحساب الدقيق ؟
بقيام النطفة بهذا الحساب عليها أن تعرف أنها وصلت إلى آخر الطريق وأنها لم تعد بحاجة إلى الذيل بعد الآن.
غير أن النطفة جهاز بيولوجي لا تشعر بما حولها، ولا تملك أي عقل أو علم، الخالق سبحانه الله تعالى نسق معها أيضاً نظاماً يحقق انعزال الذيل عنها في الوقت الصحيح.
تقوم النطفة التي تركت ذيلها خارجاً بثقب البويضة وتضع فيها الصبغيات من خلال ذلك الثقب، وهكذا يتم انتقال المعلومات الوراثية.
ونتيجة عمل مئات الأنظمة المختلفة المستقلة عن بعضها البعض بنظام عمل متناسق أوصلت المعلومة الوراثية العائدة لجسم الرجل، إلى البويضة في جسم المرأة، وكما نرى فلا مكان لأي مصادفة في اتحاد النطفة مع البويضة بل تحقق ذلك بفضل تصميم وخطة كاملة،
هذه الحوادث التي تحققت دون أن يدركها الإنسان، وهذا التخطيط الدقيق لكل مرحلة من هذه المراحل دلائل واضحة على خلق الإنسان من قبل الله تعالى.
بالنتيجة نجد أن الذي قام بعملية تلقيح البويضة هو عبارة عن نطفة واحدة تمكنت من الوصول إلى البويضة وثقبت جدارها الخارجي و لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من ألف و أربعمئة سنة هذه الحقيقة بقوله " ما من كل الماء يكون الولد ، و إذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء "رواه مسلم في كتاب النكاح ، باب العزل .

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته للموضوع بقية
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 102.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 100.65 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (1.66%)]