|
|||||||
| ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
المسؤولية الأخلاقية .. تكامل وتفاعل أحمد محمد القزعل أهمّيّة المسؤولية الأخلاقية مقومات المسؤولية الأخلاقية في الإسلام شروط المسؤولية الأخلاقية في الإسلام أنواع المسؤولية الأخلاقية أساليب تطوير نظام المسؤولية الأخلاقية في العصر الحديث نافلة القول كتل خشبية مصممة على شكل رأس بشري، تشير إلى التفكير والإبداع، مع خلفية رمادية داكنة. تشير المسؤولية الأخلاقية إلى التزام الفرد باتباع معايير السلوك الأخلاقي في أفعاله وقراراته وتحمل تبعات تلك الأفعال، فالشّخص يُحاسب على اختياراته وسلوكه أمام ضميره والمجتمع، وغالباً ما تُعتبر هذه المسؤوليّة جزءاً أساسيّاً من النّزاهة والشّرف. أهمّيّة المسؤولية الأخلاقية المسؤوليّة الأخلاقيّة ضرورية لضمان استقامة السّلوك الإنسانيّ وتحقيق العدالة الاجتماعيّة، وتساهم في بناء الثّقة بين الأفراد وتدعم استقرار المجتمعات، وتلعب دوراً هامّاً في القيادة والمهن الّتي تتطلّب النّزاهة كالتّعليم والطِّب والقضاء، هذا وعندما يتحلّى الفرد بالمسؤوليّة الأخلاقيّة يلتزم بأداء واجباته بأمانة ويعمل على تجنب الأذى للآخرين، مما يؤدّي إلى تحقيق المصلحة العامّة. مقومات المسؤولية الأخلاقية في الإسلام تُعتبر المسؤوليّة الأخلاقيّة جزءاً أساسيّاً من العقيدة، حيث يُلزم الإسلام الأفراد بالتزام المعايير الأخلاقيّة في كافّة جوانب الحياة، ويُشدّد على أهمّيّة تقوى الله والخوف منه، ويعزّز من قيم العدالة والأمانة والصدق وحسن التّعامل مع الآخرين، فالمسلم مسؤول أمام الله عزّ وجلّ عن أفعاله وقراراته وسيُحاسب عليها يوم القيامة، فالأساس الّذي تقوم عليه المسؤوليّة الأخلاقيّة في الإسلام هو أهليّة الشّخص المسؤول للقيام بالمسؤوليّات الّتي يتحمّلها ويلتزم بها، بشرط أن يكون واعياً لسلوكه ونتائج تصرّفاته وأن تكون له حرية الإرادة والاختيار والتّصرّف فيما يختاره، مع وجود القدرة البدنيّة والعقليّة والنّفسيّة الّتي تمكن الإنسان من القيام بالفعل المرغوب خلقيّاً إذا أراده، والأدلّة على ذلك كثيرة منها قوله تعالى: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } [البقرة: 256] وقوله تعالى: { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } [البقرة: 286]. شروط المسؤولية الأخلاقية في الإسلام أن يكون صاحب العمل أهلاً لتحمل المسؤولية وذلك بالبلوغ والعقل، وأن يكون هذا العمل عملاً إراديّاً صادراً عن إرادة صاحب العمل، ومتى اختلّ هذا الشرط سقطت المسؤوليّة عنه، كحركة النّائم مثلاً، وأن تتوافر في العمل النّيّة والقصد فكل فعل له نتائج سلبيّة أو إيجابيّة، فإن كان لصاحب العمل نيّة أخرى غير النّيّة الظّاهرة فإن المسؤوليّة الحقيقيّة عند الله تكون وفق نيّته وغايته دون ظاهر السّلوك وما نجم عنه، وأمّا السّلوك الظّاهر فيكون عندئذ من قبيل العمل الملغى، ولذلك تلغى عند الله أعمال المنافقين مهما كانت في مظهرها تدلّ على الخير والصّلاح، ويحاسبون على نياتهم وغاياتهم الّتي كانوا يضمرونها في قلوبهم، وأن يكون صاحب العمل متمتّعاً بحريته عند أداء العمل غير مكره عليه، وقال عليه الصّلاة والسّلام : (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنّسيان وما استكرهوا عليه) (1) . والعقل وحده لا يكفي حتّى يكون مقياساً للخير أو الشّرّ، وإنّما هو أحد الأركان الثلاثة:” الشَّرع، العقل، النّيّة “، والنّيّة تدخل في الحكم الخلقيّ وهي أساس المحاسبة والجزاء في الثّواب والعقاب، وللنّيّة دور كبير في كون الإنسان مسؤولاً عن أفعاله فمن تعمّد قتل نفس يكون عقابه غير الإنسان الّذي أطلق النّار في غابة على حيوان يصطاده فقتل نفساً كانت متوارية عن الأنظار…، ويقول عليه الصّلاة والسّلام : ( إنّما الأعمال بالنّيّات؛ وإنّما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) (2) . أنواع المسؤولية الأخلاقية المسؤوليّة الأخلاقيّة على نوعين فرديّة واجتماعيّة، فأمّا الفرديّة فهي مسؤوليّة الإرادة والقصد، فالعزم على فعل شيء كاف لتحمّل مسؤوليّته، إن خيراً فخير وإن شرّاً فشرّ، ويدخل ضمن المسؤوليّة الفرديّة السّلوك المادّيّ المحسوس النّاتج عن قصد واختيار، وبناء على ذلك فلا يكون الإنسان مسؤولاً عن سلوكه النّاتج عن إكراه أو اضطرار، وكذلك السّلوك النّاتج عن الخطأ والنّسيان. وأمّا المسؤوليّة الإجتماعيّة فينظر فيها إلى مدى ما يترتّب على السّلوك من نفع أو ضرر ومن آثار تنشأ عنه، وإلى مدى ما يتّخذ الفعل من القداسة أو البشاعة في أعماق قلوب النّاس، فالقتل مثلاً أعظم من السّرقة … والتّضحية بالنّفس من أجل الدّفاع عن ديار الإسلام أقدس من التّضحية بالمال من أجل الغرض نفسه. أساليب تطوير نظام المسؤولية الأخلاقية في العصر الحديث لتعزيز المسؤوليّة الأخلاقيّة في العصر الحديث، يمكن اعتماد مجموعة من الأساليب: إدراج المناهج الأخلاقيّة ضمن التّعليم العام، لتعزيز الوعيّ بالمسؤوليّة الأخلاقيّة منذ الصِّغر. وضع القوانين والتّشريعات الّتي تحفز على الالتزام الأخلاقيّ وتردع السّلوكيات غير المسؤولة. اعتماد مبدأ القدوة الحسنة وتشجيع الشّخصيّات العامّة والقادة على تقديم نموذج أخلاقيّ يحتذى به. تعزيز دور المؤسّسات الإجتماعيّة في الالتزام بالمعايير الأخلاقيّة في التّعامل مع المجتمع والبيئة. تطوير التّكنولوجيا مع مراعاة التّأثيرات الأخلاقيّة والاجتماعيّة وضمان استخدام التقنيّات بشكل مسؤول. نافلة القول إن المسؤوليّة الأخلاقيّة هي حجر الزّاوية في بناء الأفراد والمجتمعات السّليمة سواء في الإطار الدّينيّ أو الإجتماعيّ أو المهنيّ كما وتبقى الأخلاق هي جوهر الالتزام بالحقوق والواجبات وإن تعزيز وتطوير هذه المسؤوليّة في العصر الحديث يتطلّب تعاوناً بين الأفراد والمؤسّسات والحكومات لضمان مستقبل يتسمّ بالعدالة والاحترام المتبادل. تنزيل pdf 1- سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار إحياء التراث، ط2، 1414هـ/1993م، رقم الحديث: (2043)، الجزء: 1، ص: 659 ، وفي الزوائد إسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف أبي بكر الهذلي، وقال الألباني: صحيح. 2- صحيح البخاري، تحقيق: مصطفى البغا ، بيروت، دار اليمامة، ط 5، 1414هـ/1993م، كتاب: بدء الوحي (1) ، باب: كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (1) ، حديث (1) ، ص:3.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |