|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم د. حسام العيسوي سنيد المقدمة: يصف الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم بقوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، وقال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأعراف: 157]، والمعنى: يخفف عنهم ما كلفوه من التكاليف الشاقة التي تشبه الأغلال؛ كقتل النفس في التوبة، وقطع موضع النجاسة من الثوب، والقصاص من القاتل - عمدًا كان القتل أو خطأً - وشبه ذلك[1]. وتتعدد صور رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، وتظهر أهمها في الآتي: 1- رحمته صلى الله عليه وسلم بأهل بيته وأقاربه: فقد كان صلى الله عليه وسلم رحيمًا بأهل بيته وأقاربه: في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده عن الأسود قال: ((قلت لعائشة: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله؟ قالت: كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)). وروى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك، قال: ((دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين[2]، وكان ظِئرًا[3] لإبراهيم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبَّله وشمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه[4]، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبدالرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ قال: يا بن عوف، إنها رحمة، ثم أتْبَعَها – والله - بأخرى فقال: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)). وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أتقبِّلون الصبيان فما نقبِّلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو أملِك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟)). والرحمة بالأهل تعني – أيضًا - الخوف عليهم من الهلاك، والأخذ بأيديهم إلى طريق النجاة: قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]. وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر: 15]. وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أُنزل عليه: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]: يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله، لا أُغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبدالمطلب، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبدالمطلب، لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفيةُ عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أغني عنكِ من الله شيئًا، يا فاطمةُ بنت محمد، سليني ما شئتِ، لا أغني عنكِ من الله شيئًا)). وليس من معنى الرحمة: التهاون في حقوق الله: قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 135]. جاء في سنن ابن ماجه عن عائشة: ((أن قريشًا أهمَّهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد؛ حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟ ثم قام فاختطب فقال: يا أيها الناس، إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لَقطعت يدها)). وفي مسند أحمد عن النعمان بن بشير: قال: ((سألت أمي أبي بعضَ الموهبة لي، فوهبها لي، فقالت: لا أرضى حتى تُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأخذ أبي بيدي وأنا غلام، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أمَّ هذا؛ ابنةَ رواحة زاولتني على بعض الموهبة له، وإني قد وهبتها له، وقد أعجبها أن أُشهدك، قال: يا بشيرُ، ألك ابنٌ غير هذا؟ قال: نعم، قال: فوهبت له مثل الذي وهبت لهذا؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذًا؛ فإني لا أشهد على جَورٍ)). 2- رحمته صلى الله عليه وسلم بأصحابه وأتباعه: ومن صور الرحمة عند رسولنا الكريم: رحمته صلى الله عليه وسلم بأصحابه: في شعب الإيمان للبيهقي،عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تبلغوني عن أحد من أصحابي شيئًا؛ فإني أحب أن أخرج عليكم وأنا سليم الصدر)). وروى أحمد في مسنده عن عبدالله بن مسعود قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بالموعظة في الأيام؛ مخافةَ السآمة علينا)). وفي المسند أيضًا: عن أنس بن مالك قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمه وهو في الصلاة، فيقرأ بالسورة الخفيفة)). كان صلى الله عليه وسلم يعلِّم أصحابه خُلق الرحمة: جاء في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة: قال: ((قام أعرابي في المسجد فبال، فتناوله الناس، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه، وأهريقوا على بوله دلوًا من ماء، فإنما بُعثتم ميسِّرين، ولم تُبعثوا معسِّرين)). وروى المروزي في تعظيم قدر الصلاة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أعطى الأعرابي ثم قال له: أحسنت، قال: ولا أجملت، فغضب أصحابه رضي الله عنهم حتى همُّوا بقتله، فأشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالكفِّ، وقال للأعرابي: تأتينا، فجاءه في بيته، فأعطاه وزاده، ثم قال له: أحسنت قال: أي والله، وأجملت، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرًا، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: إن مَثَلي ومَثَل هذا ومثلكم، كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه، فأتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورًا، فقال صاحب الناقة: خلُّوا بيني وبين ناقتي، فأنا أعلم بها وأرفقُ، فأخذ من ثمام الأرض شيئًا، ثم جاءها من بين يديها، فجعل يقول لها: هوى هوى، فجاءت فاستناخت بين يديه، فشد عليها رحلها واستوى عليها، وإني لو أطعتكم حين قال هذا ما قال، فقتلتُه، دخل النار)). وفي سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه، قال: ((خرجنا في سفر، فأصاب رجلًا معنا حجرٌ فشجَّه في رأسه، ثم احتلم، فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصةً في التيمم؟ قالوا: ما نجد لك رخصةً وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أُخبر بذلك، فقال: قتلوه قتلهم الله، ألَا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العيِّ السؤالُ، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر - أو يعصب - على جرحه خِرقةً، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده)). هذه بعض صور الرحمة في حياته صلى الله عليه وسلم، نتعلم منها أن نقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلم، ونسير على نهجه، ونعمل مثل ما عمل؛ فهذا هو الطريق الحق، وهذا هو النهج السليم. [1] الصابوني، صفوة التفاسير، (1/ 476). [2] القين: صفة لأبي سيف، ومعناه: الحداد. [3] الظِّئر: زوج المرضعة. [4] يجود بنفسه: يموت.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم (2) د. حسام العيسوي سنيد المقدمة: يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]. تحدثنا في الخطبة الماضية عن صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم: تحدثنا عن رحمته بأهله وأقربائه، وتحدثنا عن رحمته بأصحابه وأتباعه، واليوم نستكمل الحديث عن رحمته صلى الله عليه وسلم، ونتحدث عن صور أخرى من جوانب رحمته صلى الله عليه وسلم. 1- رحمته مع أعدائه والمخالفين له: فالنبي صلى الله عليه وسلم كان رحيمًا بكل شيء، حتى مع أعدائه ممن ناصبوه العداء، وخالفوا تعاليمه، وأبَوْا أن يتبعوا دينه؛ وهذه بعض المواقف والصور: روى البيهقي في (شعب الإيمان) عن عبدالله بن عبيد قال: ((لما كُسرت رَبَاعِيَة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشُج في جبهته، فجعلت الدماء تسيل على وجهه، قيل: يا رسول الله، ادعُ الله عليهم، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى لم يبعثني طعَّانًا ولا لعَّانًا، ولكن بعثني داعيةً ورحمةً، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون)). وفي الحديث الذي رواه البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشدَّ من يوم أُحد؟ قال: ((لقد لقيت من قومكِ ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال؛ فلم يُجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفِق إلا وأنا بقرن الثعالب[1]، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلَّتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملَك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أُطبق عليهم الأخشبَين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا)). أيها الإخوة، أراد فضالة بن عمير قتلَ النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يطوف بالبيت عام الفتح، فلما دنا منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضالةُ؟ قال: نعم، فضالةُ يا رسول الله، قال: ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شيء، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: استغفرِ الله، ثم وضع يده على صدره، فسكن قلبه، فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه))، قال فضالة: فرجعت إلى أهلي، فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها، فقالت: هلمَّ إلى الحديث، فقلت: لا، وانبعث فضالة يقول: قالت: هلمَّ إلى الحديث فقلت لا ![]() يأبى عليكِ الله والإسلامُ ![]() لوما رأيتِ محمدًا وقبيله ![]() بالفتح يوم تكسر الأصنامُ ![]() لرأيتِ دين الله أضحى بيِّنًا ![]() والشرك يغشى وجهه الإظلامُ[2] ![]() 2- رحمته بالحيوان والجماد: لم تقتصر رحمته صلى الله عليه وسلم على البشر، بل تعدت إلى المخلوقات الأخرى؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم رحيمًا بالحيوان الأعجمي، الذي لا يفقه، ولا يتكلم، ولا يستطيع أن يعبر عما يحسه ويحدث له؛ ومن الأمثلة على ذلك: ورد في سنن أبي داود عن عبدالرحمن بن عبدالله عن أبيه، قال: ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرةً معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تفرِش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها، ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال: من حرق هذه؟ قلنا: نحن، قال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار)). وفي الحديث المتفق عليه، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عُذِّبت امرأة في هِرة؛ حبستها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خَشاش الأرض)). وفي الحديث المتفق عليه، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه مرَّ بفتيان من قريش، قد نصبوا طيرًا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا؛ ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا)). وفي (شعب الإيمان) للبيهقي عن شداد بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن الله عز وجل كتب الإحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم، فأحسنوا الذِّبحة، وليُحِدَّ أحدكم شفرته وليُرح ذبيحته)). وقد كان صلى الله عليه وسلم رحيمًا بالجماد؛ في مسند الإمام أحمد عن ابن عباس: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فلما صنع المنبر فتحول إليه، حنَّ الجذع، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتضنه، فسكن، وقال: لو لم أحتضنه لحنَّ إلى يوم القيامة)). 3- أهمية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: من الواجبات العملية التي نتذكرها في ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم كثرةُ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ما فوائد هذه الصلاة؟ أ- استجابة لأمر الله: قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]؛ قال القرطبي: "والصلاة من الله: رحمته ورضوانه، ومن الملائكة: الدعاء والاستغفار، ومن الأمة: الدعاء والتعظيم لأمره"، وقال الصاوي: "وهذه الآية فيها أعظم الدليل على أنه صلى الله عليه وسلم مهبِط الرحمات، وأفضل الأولين والآخرين على الإطلاق؛ إذ الصلاة من الله على نبيه رحمته المقرونة بالتعظيم، ومن الله على غير النبي مطلق الرحمة". ب- الرحمة والثواب الجزيل: في الحديث الذي رواه البيهقي في (شعب الإيمان) عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صلى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه عشر صلوات، وحُطت عنه عشر خطيئات، ورُفع له عشر درجات)). جـ- صلاتنا تُعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم: روى البيهقي في (شعب الإيمان) عن أوس بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة عليَّ، قالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ؟ يقولون: وقد بليتَ، قال: إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)). د- قضاء الحاجات: في مسند الإمام أحمد عن أُبي بن كعب قال: قال رجل: يا رسول الله، أرأيتَ إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: ((إذن يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك)). فاللهم صلِّ على محمد، صلاة تغفر بها ذنوبنا، وتفرج بها كروبنا، وترفعنا بها في الدنيا والآخرة. [1] هو قرن المنازل: ميقات أهل نجد تلقاء أهل مكة، على بعد يوم وليلة، أو واحد وخمسين ميلًا. [2] السيرة النبوية، لابن هشام (2/ 417 – تحقيق السقا).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |