اغتنام نعمة الوقت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 125881 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طريقة عمل لفائف البطاطس المحشوة بالدجاج والجبنة.. أكلة سهلة وسريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-07-2025, 06:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي اغتنام نعمة الوقت

اغتنام نعمة الوقت

د. خالد بن حسن المالكي

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلق الزمان، وجعل الليل والنهار خِلفةً لمن أراد أن يذَّكَّر أو أراد شكورًا، أحمَده سبحانه حمدَ الشاكرين، وأُثني عليه ثناء الذاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الإنسان من نطفةٍ فإذا هو خصيمٌ مبين، ووهب له عمرًا معدودًا، وأجلًا محدودًا، ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه الله شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه، واقتفى أثره إلى يوم الدين؛ أما بعد عباد الله:
فاعلموا - رحمكم الله - أن الوقت نعمة عظيمة، ومنحة ربانية، لا تُقدَّر بثمن، ولا تُعوَّض إذا فاتت، وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالزمن وبأجزاء منه في كتابه الكريم؛ فقال: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2]، ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ [الضحى: 1، 2]، ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر: 1، 2].

أقسم سبحانه بالوقت للدلالة على عظمته وخطورته، وعلى أن الغفلة عن استثماره خسارةٌ حقيقية.

وفي الحديث الصحيح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ))؛ [البخاري].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع... وذكر منها:... وعن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه...))؛ [الترمذي].

فالوقت ليس مجرد أيام تمضي، بل هو حياتك، وأنفاسك، ورصيدك الذي تُسأل عنه يوم القيامة.

إن كل لحظةٍ تمر هي جزءٌ منك، تذهب ولا تعود أبدًا، فمن عرف قيمة الوقت، عرف نفسه، ومن فرَّط في وقته، ضيَّع دنياه وآخرته.

عباد الله: لقد كثرت اليوم وسائلَ اللهو، وتنوَّعت صور إضاعة الأوقات؛ ومن أبرزها:
1. الإدمان على وسائل التواصل: كم من الساعات تُهدر في تصفح بلا هدف، ومحادثات بلا ثمرة، ومتابعة للغثِّ والسمين!

2. مشاهدة المسلسلات والأفلام والتفاهات: حتى صار بعض الناس يبيت على الشاشة، ويصبح عليها.

3. الجلوس في المجالس الفارغة من الذِّكر والعلم: أحاديث لا تنفع، وضحك بلا حدود.

4. إدمان الألعاب الإلكترونية عند الشباب والفتيان.

5. الفراغ القاتل عند كبار السن بلا عمل ولا ذِكرٍ ولا تلاوة.

وقد كان السلف يفرُّون من الفراغ، كما يفرُّ أحدُنا من الأسد.

قال الحسن البصري: "يا بنَ آدمَ، إنما أنت أيام، كلما ذهب يومٌ ذهب بعضك".

وقال ابن القيم: "إضاعة الوقت أشدُّ من الموت؛ فإن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها".

أفَيَلِيق بالمؤمن أن يضيع أثمنَ ما يملك؟! أيعقل أن نفرط فيما هو أثمن من الذهب، وأغلى من المال، وأعزُّ من الصحة؟!

قف الآن مع نفسك، واسألها: كم ساعة ضيَّعتها هذا الأسبوع في غير فائدة؟ كم مرة أجَّلت عملًا نافعًا بحجة "سأقوم به لاحقًا"؟ كم ساعة خصصتها لقراءة القرآن، أو لبرِّ والديك، أو لطلب علمٍ نافع؟

كثير من الناس لا يعرف قيمة الوقت إلا إذا حضر الأجَل، أو جاء المرض، أو انشغل بالمصائب.

أيها المؤمن:
إن الوقت هو رأس مالك الحقيقي، ولا يُعوَّض، من أضاعه، أضاع حياته، ومن حفظه، نجا وسعِد في الدارين؛ ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115].

أيها الأحِبَّة:
إن من تأمَّل حال السلف رحمهم الله، وجَدهم أحرصَ شيء على أوقاتهم؛ فقد كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "ما ندمتُ على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزِد فيه عملي".

والنووي رحمه الله عاش عمرًا قصيرًا – توفي في الأربعين – لكنه ترك إرثًا علميًا هائلًا؛ لأنه كان يحفظ بالساعات، لا يضيع منه دقيقة.

وابن الجوزي كان يقول: "رأيت الاشتغال بالعلم من أنفع الأشياء للناس، فرأيت أن أنفع الناس ما دامت روحي في جسدي".

وقال ابن تيمية: "جنَّتي في صدري، قتلي شهادة، ونفيي سياحة، وسجني خلوة"، فكان حتى في السجن لا يضيع لحظة، يكتب، ويفكر، ويتعبد.

ولقد أبلغ الوزير الصالح ابن هبيرة في نصحك؛ حين قال:
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه
وأراه أهونَ ما عليك يضيعُ




أولئك قومٌ فهموا قيمة الوقت، ووزَنوا الحياة بموازين الآخرة، لا بموازين الدنيا الزائلة، وعلِموا أن الدنيا مزرعة الآخرة؛ فجدُّوا في غرسها بصالح الأعمال، ونصح غيرهم أن يعمروا أوقاتهم بالطاعات والقربات.

اللهم بارك لنا في أوقاتنا، وأعنَّا على طاعتك، ووفَّقنا لاغتنام أعمارنا فيما يرضيك.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جعل لكل شيءٍ قدرًا، وكتب على عباده الموت والفناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فيا أيها الأحبة، ونحن نقبل على الإجازة الصيفية، إليكم بعض صور اغتنام الوقت:
1. العناية بالفرائض: ومن ذلك المحافظة على الصلوات الخمس في وقتها جماعة، مع الخشوع والتدبر.

2. قراءة القرآن: من قرأ جزءًا يوميًّا، ختم في شهر.

3. برُّ الوالدين: دقائق معهما قد تكون سببًا في دخولك الجنةَ.

4. الصدقة اليومية: حتى لو بريالٍ، فإن أحبَّ الأعمال أدومها وإن قلَّ.

5. طلب العلم: ولو عبر مقطع علمي واحد مفيد كلَّ يوم.

6. الذكر والاستغفار: ((من قال: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، غُفرت ذنوبه)).

7. التخطيط لأهدافك: لا تعِشْ فوضويًّا، اكتب أهدافًا أسبوعية وشهرية.

8. مساعدة الناس، والتطوع، وتعليم الآخرين، ونشر الخير.

ولا تنسَ – يا عبدالله – أن النية الصالحة تجعل كل عملٍ عبادةً، حتى نومك وطعامك وراحتك، إن نويت بها التقوِّي على الطاعة، صارت لك أجرًا.

أيها المؤمنون، إنا إلى الله صائرون، وكل يوم يمر يقربنا إلى القبر، إلى الحساب، إلى الآخرة.

فمن كان مفرطًا، فلْيَتُبْ، ومن كان مغترًّا، فليستيقظ، ومن كان ضائعًا، فليُنقذ نفسه.

يا غافلًا عن ساعة الموت، يا منشغلًا بالدنيا، يا من فرَّط في الصلاة، وفي القرآن، وفي صحبة الخير.

قف، وقُل لنفسك: إلى متى التسويف؟ إلى متى التأجيل؟ متى أُرضي ربي؟ متى أرتب وقتي؟ متى أبدأ صفحةً جديدة؟ كم من أحبابنا رحلوا بلا وداعٍ! كم من أمان طارت في الهواء! كم من وقت ضاع بلا هدف ولا فائدة!

اليوم هو فرصتك الذهبية.

ابدأ بتنظيم وقتك، خطِّط لأيامك، اجعل لك وردًا من القرآن، وموعدًا للعلم، وساعةً للتفكر، وخلوةً مع الله.

﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [آل عمران: 133]، ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [الحديد: 21]، ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ﴾ [الذاريات: 50].

أيها الأحِبة، النفس إن لم تشغلها بالطاعة، شغلتك بالمعصية، ومن أراد الفوز، فليُحسن استثمار وقته، قبل أن يطوى دفتر العمر، وتُغلق صحيفة الأعمال، وتُغلق أبواب التوبة.

اللهم اجعلنا من الذين يُحسنون اغتنامَ أعمارهم، ولا تجعلنا من المفرِّطين في أوقاتهم.

اللهم اغفر لنا تقصيرنا، وأعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وبارك لنا في أعمارنا وأوقاتنا وأعمالنا.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.72 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]