فعل الخيرات .. عائلة زكريا عليه السلام نموذجا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1259 - عددالزوار : 136942 )           »          ما هي المصادر التي يأخذ منها الأصوليون علم أصول الفقه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إطلالة على أنوار من النبوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تخريج حديث "إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حالات صفة صلاة الوتر على المذهب الحنبلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من هو السُّنِّي؟ وهل يخرج المسلمُ من السُّنَّة بوقوعه في بدعة جاهلًا أو متأولًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4944 - عددالزوار : 2043848 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4519 - عددالزوار : 1313170 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5561 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8188 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-06-2025, 11:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,000
الدولة : Egypt
افتراضي فعل الخيرات .. عائلة زكريا عليه السلام نموذجا

فعل الخيرات .. عائلة زكريا عليه السلام نموذجا
عبدالله العمادي


4 أوجه لـ (يدعوننا رغـباً ورهبا)
المسارعة إلى فعل الخيرات في السنة النبوية

يد ممدودة نحو السماء مع أشعة ضوء تتسرب من بين الأصابع، تعكس شعورًا بالأمل والتواصل الروحي. الخلفية ضبابية، مما يعزز التركيز على اليد.

إن الله تبارك وتعالى دعا عباده المؤمنين في آياته الكريمة إلى فعل الخيرات، كما جاء في قوله : { فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } (الأنبياء :90).مشهد يمتدح الله، سبحانه، فيه زكريا وزوجه وابنهما يحيى عليهم السلام جميعا. فقد كانت أسرة مباركة، وكانوا من الخاشعين المتواضعين، المحبين للخير. فقد (كانوا يسارعون في الخيرات) والمسارعة في طاعة الله تعالى، كما يقول الفخر الرازي، من أكبر ما يُمدح المرءُ به، لأنه يدل على حرص عظيم على الطاعة.

إذن كانوا يبادرون إلى الخيرات ويفعلونها في أوقاتها الفاضلة، كما يقول ابن سعدي في تفسيره، ويكملونها على الوجه اللائق الذي ينبغي ولا يتركون فضيلة يقدرون عليها إلا انتهزوا الفرصة فيها (ويدعوننا رَغَباً ورهبا) أي يسألوننا الأمور المرغوب فيها، من مصالح الدنيا والآخرة، ويتعوذون بنا من الأمور المرهوب منها، من مضار الدارين، وهم راغبون راهبون لا غافلون، لاهون ولا مدلون (وكانوا لنا خاشعين) أي خاضعين متذللين متضرعين، وهذا لكمال معرفتهم بربهم.
4 أوجه لـ (يدعوننا رغـباً ورهبا)

قال الإمام الماوردي في قوله تعالى (ويدعوننا رغـباً ورهبا) فيه أربعة أوجه:

رغباً في ثوابنا ورهباً من عذابنا.
رغباً في الطاعات ورهباً من المعاصي.
رغباً ببطون الأكف ورهباً بظهور الأكف.
بمعنى طمعاً وخوفاً.

ويحتمل وجهاً خامساً، أي رغباً فيما يسعون من خير، ورهباً مما يستدفعون من شر.

خطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوماً فقال: (أما بعد، فإني أوصيكم بتقوى الله، وتثنوا عليه بما هو له أهل، وتخلطوا الرغبة بالرهبة، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة، فإن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته فقال { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} .
المسارعة إلى فعل الخيرات في السنة النبوية

في الحديث، نجد سيد الأولين والآخرين يحثنا على المسارعة إلى فعل الخيرات، قبل أن تشغلنا شواغل الدنيا: «بادروا بالأعمال، فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً، ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعـرض من الدنيا» (رواه مسلم).

إن المسارعة لفعل الخيرات من أخلاق المؤمنين الصادقين، ومثل هذه الأعمال دلالة على رجاحة في العقل وسلامة في القلب، فإن إتيان الخير إنما هو نموذج رائع لقيمة العطاء، وغالباً ما يكون العطاء أصعب وأشق على النفس من الأخذ.

إنك حين تقوم بالعطاء والمسارعة إلى الخيرات، فإنما تثبت بالدليل أنك مفتاح للخير مغلاق للشر، كما بالحديث: «إنَّ من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإنَّ من الناس ناساً مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه» (رواه ابن ماجه (237) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2223)) .

إضافة إلى ذلك، فإن المسارعة إلى فعل الخيرات، تدخلك تحت مظلة الآية القرآنية العظيمة: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين } (الأنبياء: 73).

أي مديح أجمل وأفضل من أن تكون من أئمة الخير، تسير وفق ما أمر الله، فيرزقك المولى عز وجل نتيجة ذلك، إلهاماً من عنده لفعل الخيرات، ما يعني المزيد من الرضا والبركات عليك، بل ولأنك بفعل الخيرات تلك، صرت تستحق نعمة أخرى من نعم الله التي لا تُعد ولا تُحصى، هي نعمة الحرص على الصلاة وإيتاء الزكاة، من أجل تدخل بعد ذلك ضمن قائمة العابدين، وما أجملها وأزكاها من قائمة.

وهل منا من لا يرضى أن يكون اسمه ضمن تلك القائمة العالية الرفيعة؟

لنغتنم مثل هذا اليوم الجليل العظيم ونسارع فيه بالخيرات، بأشكالها المتنوعة. فليس أعظم يوم عند الله من يوم عرفة. لنسأله سبحانه في مثل هذا اليوم تحديداً، العفو والعافية، في الدين والدنيا والآخرة، وطلبات أو حوائج أخرى، دنيوية وأخروية، فهو السميع العليم مجيب الدعوات. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.70 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]