حكم المسابقة التي تقام في المطاعم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121343 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الفتاوى والرقى الشرعية وتفسير الأحلام > ملتقى الفتاوى الشرعية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الفتاوى الشرعية إسأل ونحن بحول الله تعالى نجيب ... قسم يشرف عليه فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-04-2025, 06:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي حكم المسابقة التي تقام في المطاعم

حكم المسابقة التي تقام في المطاعم

الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني

سؤال: ما حكم المسابقة التي تُقام في المطاعم بحيث يضع المطعم طعامًا، ومن يأكله كله يحصل على جائزة، ومن لم يستطع أكله، يدفع ثمنه؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم؛ أما بعد:
فمثل هذه المسابقات أو التحديات تُعرف في الفقه الإسلامي بمسألة "المخاطرة في العقود" أو "القِمار المحرَّم"، وحكمها يختلف بحسب التفصيل الآتي:
المسابقة بهذه الصورة محرَّمة شرعًا؛ لأنها تشتمل على الميسر والقمار، وهو محرَّم بالنصوص الشرعية والإجماع؛ وذلك لأن الداخل في المسابقة إما أن يربح الجائزة أو يخسر ويدفع، مما يجعلها من صور المقامرة.

1. قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90].

والميسر هو كلُّ معاملة يدخل فيها طرفان، بحيث يكون أحدهما غانمًا، والآخر غارمًا، وهو ما يحصل في هذه المسابقة.

2. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا سَبَقَ إلا في نصلٍ أو خفٍّ أو حافرٍ))؛ [رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني].

أي: إن المسابقات التي يجوز أخذ العِوض عليها يجب أن تكون في أمور تعود بالفائدة العامة مثل الجهاد (الرماية وسباق الخيل والإبل)، أما غير ذلك فيدخل في القمار.

يقول العلماء: "كل عقد دخل فيه الغَرر والميسر، فهو باطل"، وهذا ينطبق على هذه المسابقات؛ لأنها قائمة على المخاطرة والمقامرة.

قال الإمام الشافعي رحمه الله: "كل مقامرة محرمة، وهي كل معاملة يكون فيها غُنم لأحد الطرفين دون مقابل واضح".

الراجح في المسألة:
الراجح أن هذه المسابقة محرمة شرعًا؛ لأنها تشتمل على القمار؛ حيث إن المتسابق إما أن يربح الجائزة، أو يخسر ويدفع المال، مما يجعلها من صور الغَرر والميسر المنهيِّ عنه شرعًا.

والقاعدة الشرعية في العقود المالية أن الأصل في المعاملات المالية أنها جائزة ما لم تتضمن غررًا (مخاطرة غير مضمونة العواقب)، أو ميسرًا (مقامرة)، أو ظلمًا، أو أكلًا للمال بالباطل.

وفي هذه المسابقة هناك عنصر مخاطرة؛ حيث إن المتسابق يدخل وهو لا يدري هل سيربح الجائزة أم يخسر المال، وهذا هو جوهر القِمار المحرم شرعًا.


الميسر يشمل كل معاملة يكون فيها طرفان؛ أحدهما غانم والآخر غارم، وهذا ينطبق على المسابقة؛ حيث إن المتسابق إما أن يأخذ الجائزة أو يخسر ويدفع.


يقول الإمام النووي رحمه الله: "كل صورة يدخل فيها احتمال ربح وخسارة غير مبنية على بيع مشروع أو عقد صحيح، فهي من صور الميسر المحرم".


الرد على من يُبيح هذه المسابقات:
الشبهة الأولى: إن المتسابق يدفع فقط ثمن الطعام، فلا يُعَدُّ قِمارًا.

الرد: المتسابق لا يدخل بنية شراء الطعام فقط، بل يدخل في تحدٍّ مشروط، إما أن يربح الجائزة أو يخسر المال، وهذا هو عين القمار.


الشبهة الثانية: إن الطعام موجود ويمكن أكله، فليس هناك غرر.

الرد: وجود الطعام لا يرفع الغرر؛ لأن العقد لم يكن على شراء الطعام فقط، بل على التحدي، وهو عقد محرم شرعًا بسبب اشتماله على المخاطرة غير المشروعة.


الشبهة الثالثة: إن المسابقة تعتمد على المهارة، وليس الحظ.

الرد: حتى لو كان هناك عنصر مهارة، فما دام العقد يحتوي على مخاطرة بين الربح والخسارة، فهو داخل في القمار، كما أن الأكل ليس مهارة معتبرة شرعًا لإباحة المسابقات المالية.


الراجح في المسألة:
بناءً على الأدلة السابقة، فإن هذه المسابقة محرمة شرعًا؛ لأنها:
تحتوي على الميسر والمقامرة.


تعتمد على المخاطرة المالية بين المتسابق والمطعم.


ليست من المسابقات المستثناة شرعًا؛ مثل: الرماية، وسباق الخيل والإبل.


الحل الشرعي البديل:
إذا أراد المطعم تنظيم مسابقة شرعية، فيمكن أن يكون ذلك على النحو الآتي:
1. أن تكون المسابقة مجانية تمامًا، بحيث لا يدفع المشاركون أي مبلغ.

2. أن يتم تقديم الجوائز من طرف خارجي أو راعٍ للمسابقة، وليس من أموال المشاركين.

3. أن يكون الدخول في المسابقة اختياريًّا دون شرط مالي؛ حتى لا يدخل في القمار.

مثال على مسابقة مباحة:
إذا قدم المطعم تحدي الأكل، لكنه جعل الدخول مجانيًّا، والفائز فقط يحصل على الجائزة، دون أن يتحمل الخاسر أي تكلفة، فإنها تكون جائزة شرعًا.

والله تعالى أعلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.86 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]