أدب اللذة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نقص المعلّمين .. أزمة عالمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لجوء المدارس إلى أدوات الترجمة بالذكاء الاصطناعي لدعم متعلمي اللغة الإنجليزية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          سؤال الحقيقة والفعل في فلسفة القيم إشكالات وإيضاحات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          الرؤية الكونية الإسلامية والعلم الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإسلام والعقلانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أهمية مَلَكَة العقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          سعة الوجود ومحدودية الوجدان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وقفة تأمل في غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الرد الجميل المجمل على شبهات المشككين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-04-2025, 07:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,581
الدولة : Egypt
افتراضي أدب اللذة

أدب اللذة





أحمد حسن الزيات



أسأل ويسأل معي كلُّ قارئ يُشفِق على حاضر الأدب ومستقبل الثقافة: إلى أي طريق يدفَع بنا أدبُ اللذَّة؟ والمُراد بأدب اللذة ما يُسميه الفرنسيون اليوم: وهو الأدب الذي يلذُّ ولا يُفيد، ويَسوغ ولا يُغذي، ويَشغل ولا ينبِّه، كالذي تقرأه في أغلب الصحف وفي بعض الكتب مِن غرائب الأخبار، وطرائف النوادر، وتوافه المعارِف، مما يَجذبكَ عَرضُه ويلذُّك تصويره، ويُلهيك موضوعه، فإذا فرغتَ مِن قراءته وصحوتَ مِن خِدره، لا تجد له أثرًا في نفسك، ولا حاصلاً في ذهنِك.

طغى هذا الأدب على أوربا مِن بعد الحرب، فهُزم الكتاب النافع، ونُفي البحث المفيد، فثارت ثائرة أقطاب الكُتَّاب، وأنحوا بالفِكر على مُعالِجيه ومروِّجيه، وحاولوا أن يفتَحوا أعيُنَ الناس على أخطاره بما نشَروا وأذاعوا؛ ولكن العلَّة كانت أفدح مما ظنُّوا؛ فإن الأعصاب التي أوهنتها الحرب بفظائعها وفواجعها لم تعدْ قادرة على معاناة الجسد واحتمال التقصي، فرجعوا يتحاوَرون ويتشاوَرون، ويَطلُب بعضُهم البعض أن يدسُّوا الفائدة في اللذة، ويَدوفوا المرارة بالحلاوة؛ تهوينًا على الأعصاب المُنهَكة، وتسكينًا للنفوس القَلِقَة ذلك هناك، أما هنا فالأمر مختلف، لا أعصابنا موهونة مِن حرب، ولا نفوسنا قَلِقة من ضيق؛ إنما هو الثقافة الخاوية، والأمية الفاشية، والتربية المُهملة، والصبر الفارغ، والطبع السؤوم، والهَوى المتنقِّل، والوقت المضيَّع، والحياة الهازلة! خير ما في المدرسة الألعابُ، وخير ما في المجلس النُّكت، وخير ما في الكتاب الأفاكيه، وخير ما في الصحيفة الصُّوَر، وخير ما في النُّزهة التهريج!

فإذا كان الناس في أوربا قد انصرفوا بعد الحرب إلى أدب اللذة، فإن ذلك وإن طال عرَضٌ سيَزول، وحالٌ ستَحول؛ لأن ثقافة النفس في الغرب أصيلة، وحبُّ المعرفة في أهلِه طبيعَة.

أما القراء في مصر فإنهم إنما يَعكفون على النوع مِن الأدب البَهرَج؛ لأنه رضا السطحية الغالِبة، وهوى العامية العريقة، وعلاج هذه الحال لا يكون بالتنبيه والتوجيه، وإنما يكون بتغيير العقلية وإصلاح التعليم، وإعداد المعلِّم، وتعميق الدرس، وتعويد القراءة، وتنشئة النفوس على استجلاء الغامض، واستكشاف المجهول، واستدناء القصيِّ واستشراف الكامل؛ وهو علاج يُراوِدنا اليأس مِن قربِ حُصوله، فلا بعضه في اليد، ولا كله في الأمل!

إن أدب اللذة عندنا هو الأصل، وما جاء على أصله لا يُسأل عن علَّته ولا يُتعجَّب مِن وجوده، وإن أدب المنفعة عندهم هو الأصل، وما خرج عن أصلِه تناصَرت كل القُوى على كفِّ ضلالِه وكَبحِ شُروده.

المصدر: مجلة الرسالة العدد: 882 سنة: 1950 (1: 596)







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.92 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]