الغلو في العبادة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1124 - عددالزوار : 129806 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 369987 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-02-2025, 11:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,797
الدولة : Egypt
افتراضي الغلو في العبادة

باب السنة
يقدمه
فضيلة الشيخ محمد على عبد الرحيم
الغلو في العبادة

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم -. فلما أخبروا كأنهم تقالوها. فقالوا: وأين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم -، قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فقال أحدهم: أما أنا أصلى الليل أبدا. وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال الآخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا.
فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -. فحمد الله وأثنى عليه وقال: ما بال أقوام قالوا كذا وكذا - أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكنى أصوم وأفطر، وأصلى وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتى فليس منى. (رواه البخاري) .
معاني المفردات
الرهط: اسم جمع يقصد منه الجماعة من ثلاثة إلى عشرة.
تقالوها: بتشديد اللام من القلة أي أنهم حكموا على عبادتهم بأنها قليلة.
أخشاكم لله: أكثركم خشية وخوفا من الله تعالى:
أتقاكم لله: أكثركم تقوى. والمعنى المأثور للتقوى هي أن يطاع الله فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى.
ما تقدم من ذنبه: أي الذنوب التي عملها. وهي في حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من باب التكريم لأنه معصوم لم يرتكب إثما يستحق عليه العقاب.
وما تأخر: أي ما تأخر من أعمال كلف بها فلم يعملها. وهذا أيضا تكريم من الله لنبيه لأنه لم يقصر في أي عمل كلفه الله به.
المعنى
أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عنه ابن حجر: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة كان عمر أنس عشر سنين. فأتت به أمه أم سليم رضي الله عنها للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقالت يا رسول الله هذا غلام يخدمك. فقبله - صلى الله عليه وسلم -.
قال أنس خدمت النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، فما قال لي لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء تركته لم تركته؟ ودعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبركة. فكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين، طال عمره حتى كان آخر من مات من الصحابة. فقد مات عن مائة سنة إلا سنة. وقد دعا له النبي فقال: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه وأدخله الجنة. وكان من أكثر الناس رواية عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا الحديث الذي يرويه أنس يدل على أن الصحابة كانوا يتحرون عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم -، عملا بقول الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} فقد جاء ثلاثة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هم: على بن أبى طالب، وعبد الله بن عمر، وعثمان بن مظعون رضي الله عنهم، إلى بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرون عن كيفية عبادته في بيته ومقدارها. ولما وقفوا على حقيقتها: أدركوا أنها لا تزيد عن عبادتهم التي تعودوها، ووجدوها قليلة بالنسبة إليهم. ولكن شأن رسول الله غير شأنهم. فقد وعد الله نبيه بمغفرة كاملة شاملة، تشمل ما تقدم من الذنوب وما تأخر منها، وهذه البشرى تغنيه عن كثرة العبادة ليلا، لما له من سمو المنزل عند الله تعالى. هذا فهمهم في رسول الله عليه أتم الصلاة وأفضل التسليم.
فعادوا باللوم على أنفسهم، واتهموها بالتقصير في حق الله تعالى، واعتقدوا أن عبادتهم لا تبلغهم إلى الله زلفى، ولا إلى غفران ذنوبهم، كما غفر لرسوله - صلى الله عليه وسلم -. فعزموا على مداومة الطاعة والإكثار منها، والتزام كل منهم بنوع من الطاعة لا يحيد عنها: فعزم أحدهم على قيام الليل أبدا، ليجافى جنبه عن المضاجع، ولا يعطى نفسه حظها من النوم أو الراحة. وعزم الثاني على أن يداوم صيامه ولا يفطر، لأن الصوم يكسر شهوة النفس، ويكبح جماحها عما تشتهى، كما أنه يستشعر بالصوم الرفق بالضعفاء والرحمة بالمساكين. واعتزم الثالث على أن يترهب فيعتزل النساء لأن ذلك يشغله عن عبادة الله تعالى، ولا يتفرغ لها تماما.
علم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك، وهو الرحيم بالأمة (حيث أرسله الله رحمة للعالمين) فبين لهم أن التقرب إلى الله تعالى لا يكون بحرمان النفس مما أحل الله تعالى، لأن خير الأعمال أدومها وإن قل. وإذا استمروا على إجهاد النفس بالعبادات تعرضوا للضعف والعجز (( وإن لبدنك عليك حقا )) .
وكان بيان النبي - صلى الله عليه وسلم - عاما شاملا: إذ حمد الله وأثنى عليه، ثم خطب في الناس موضحا أن لا رهبانية في الإسلام، وأنهم ينبغى أن يستمتعوا بما أحل الله، وأن يترفقوا بأنفسهم. وكان من حسن أدب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ألا يذكر أسماءهم مخافة التشهير بهم. فقال ما بال رجال يقولون كذا، دون الالتجاء إلى اللوم أو التوبيخ.
ثم أوضح النبي عليه الصلاة والسلام، أنه مع كثرة خشيته لله، ومع أنه أكثرهم تقى، فهو يصوم ويفطر، ويصلى وينام، ويتزوج النساء، فهي سنته وطريقته، ومن رغب عنها وأعرض فليس منه أي من هديه ولا من طريقته.
ويستفاد من هذا الحديث أمور كثيرة منها: -
1 -
تقديم حمد الله والثناء عليه عند الكلام في الأمور الدينية.

2 -
عدم الغلو في العبادة، لأن ذلك يحرم الجسم من الراحة، ويعرضه للمشاق والمتاعب.

3 -
الترغيب في النكاح وأنه من سنن الرسول عليه الصلاة والسلام.

4 -
عدم حرمان النفس مما أباح الله من طعام طيب أو ملبس لين {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} ؟

5 -
الحث على التأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - باتباع سنته {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون} .

6 -
التحذير من مخالفته - صلى الله عليه وسلم: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} .

وفقنا الله للتأسى به، فخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وقانا الله شرها آمين.
محمد على عبد الرحيم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.07 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]