|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ربنا الله حسنية تدركيت وكأنَّ كلَّ شيءٍ توقَّف، يستمع ويستمتع بها، يرددها الوجدان مرَّات ومرات، لا ملل ولا كلل، مَعِين صافٍ يتدفق مِن كلِّ جانب. يروي ظمأَ الرُّوح، ويُنير جوانبَ النفس التي أظلمَت مِن استغراقها في الملذات، وانغماسها في شهواتها، الآن تقولينها والدمع ينسكب مدرارًا حارًّا يبحث عن حقيقتها في ذاتك: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13]. وظلَّت الكلمةُ تَشقُّ الطريق إلى سويداء قلبك وتهزُّه هزًّا، فتتساقط معه ثمارُ المحبَّة الناضجة، "ربُّنا الله"، ما أعذبَها مِن كلمة! وكأنما ملكتِ كلَّ الكون وأنتِ تردِّدينها، فيض من الرحمة تسكن به نبضات القلب مِن تتبع الألم، وهو ينغرز عبثًا في شغافه؛ لهفة على لحظات تمرُّ دون أنس، ها هو الأنس والفرح. ردِّديها واهتفي بها: ربُّنا الله، ثم أرهفي السمعَ إلى تغاريد الروح وهي ترقص طربًا أنْ عرفتْ أن لها ربًّا، زِيديها حُبًّا وشوقًا ولهفة. وانهلِي مِن جمال الآية الكريمة، التي طالما بعثتْ داخلك أسرابًا مِن جنود الله، تهدِّئ روعك، وتُريح قلبك. وتَعِدُك بالكثير، الكثير، "ربنا الله"، وهل يجوز بعد هذا اليقين أن تقطع عليك شياطين الهوى الطريق إلى الله؟! تبًّا لقلبٍ لم يَعِ معانيها العظيمة، ولم يسعد بها، كرِّريها ثم اجعليها نبراسَك إنْ أظلمَت الليالي، واشتدَّتِ الخطوب، اهتفي بها وحرِّري نفسَك مِن قيودها وانطلقي؛ فعند الله جناتُ الفردوس تنسَى فيه الأنفسُ البؤسَ والأحزانَ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |