|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تحريم عداوة الملائكة ووصفهم بها فواز بن علي بن عباس السليماني قال الله تعالى:﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾[البقرة:97ـ98]. قال الحافظ ابن كثير: في «تفسيره» (1/ 335):قال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري: أجمع أهل العلم بالتأويل جميعًا على أن هذه الآية نزلت جوابًا لليهود من بني إسرائيل؛ إذْ زعموا أن جبريل عدو لهم، وأن ميكائيل ولي لهم، ثم اختلفوا في السبب الذي من أجله قالوا ذلك. فقال بعضهم: إنما كان سبب قيلهم ذلك، من أجل مناظرة جرت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر نبوته. وأما تفسير الآية فقوله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ ﴾؛ أي: من عادى جبريل فليعلَم أنه الروح الأمين الذي نزل بالذكر الحكيم على قلبك من الله، بإذنه له في ذلك، فهو رسول من رُسل الله ملكي، عليه وعلى سائر إخوانه من الملائكة السلام، ومن عادى رسولًا فقد عادى جميع الرسل، كما أن من آمن برسول، فإنه يلزمه الإيمان بجميع الرسل، وكما أن من كفر برسول، فإنه يلزمه الكفر بجميع الرسل؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء:150ـ151]. فحكم عليهم بالكفر المحقق؛ إذ آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعضهم، وكذلك من عادى جبريل، فإنه عدو لله؛ لأن جبريل لا ينزل بالأمر من تلقاء نفسه، وإنما ينزل بأمر ربه، كما قال: ﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾[مريم:64]. وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ [الشعراء:192ـ194]. وقد روى البخاري[1] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب)، ولهذا غضبَ اللهُ لجبريل على من عاداه، فقال: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ أي: من الكتب المتقدمة، ﴿ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة:97]. ثم قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا للهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة:98]، يقول تعالى: من عاداني وملائكتي ورسلي - ورسله تشمل رسله من الملائكة والبشر - كما قال تعالى: ﴿ اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ﴾ [الحج:75]،﴿ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ﴾: وهذا من باب عطف الخاص على العام، فإنهما دخلا في الملائكة، ثم عموم الرسل، ثم خُصِّصا بالذكر؛ لأن السياق في الانتصار لجبريل، وهو السفير بين الله وأنبيائه، وقرن معه ميكائيل في اللفظ؛ لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم وميكائيل وليهم، فأعلمهم أنه من عادى واحدًا منهما فقد عادى الآخر، وعادى الله أيضًا؛ لأنه أيضًا ينزل على الأنبياء بعض الأحيان، كما قُرن برسول الله صلى الله عليه وسلم في ابتداء الأمر، ولكن جبريل أكثر، وهي وظيفته. وقوله تعالى: ﴿ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة:98] فيه: إيقاع المُظْهَر مكان المُضْمُر حيث لم يقل: فإنه عدو للكافرين، قال:﴿ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾. وإنما أظهر الاسم هاهنا لتقرير هذا المعنى وإظهاره، وإعلامهم أن من عادى أولياء الله فقد عادى الله، ومن عادى الله فإن الله عدو له، ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة، كما تقدم الحديث: (من عادى لي وليًّا؛ فقد بارزني بالحرب)[2]. وفي الحديث الآخر: (إني لأثأر لأوليائي، كما يثأر الليث الحرب)[3]. وفي الحديث الصحيح: (ومن كنتُ خصمَه خصمتُه)[4]؛ اهـ. وعن أنس رضي الله عنه قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فأتاه، فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خبَّرني بهنَّ آنفًا جبريلُ)، فقال عبد الله: ذاك عدو اليهود من الملائكة؛ الحديث، رواه البخاري برقم (3151). وقد رُوي بطرق وألفاظٍ أخرى عن صحابة آخرين، يُراجع لبعضها «تفسير ابن كثير»، عند آية البقرة السابقة، والله أعلم. [1] برقم (6502). [2] تقدم أن البخاري، أخرجه برقم (6502) بلفظ:"فقد آذنته بالحرب". [3] قال الدكتور حكمة بشير ياسين في «تحقيقه على ابن كثير» (1/ 512): لا يثبت بهذا السياق، وعزاه الزبيدي في «الإتحاف» (9/ 440): إلى ابن أبي الدنيا، وأبي نعيم، ولم أقف عليه عندهما بهذا السياق.اهـ مختصرا. [4] هو جزءٌ من حديث، رواه البخاري برقم (2227)، عن أبي هريرة ا بلفظ: "قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره"، والله أعلم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |