|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() في النهي عن وصف الملائكة بقبح الصورة فواز بن علي بن عباس السليماني قال الله تعالى مخبرًا عن نبيه يوسف عليه السلام: ﴿ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ للهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴾ [يوسف:31]. قال العلامة السعدي: في «تفسيره» (ص397): وذلك لأن يوسف عليه السلام أُعطي من الجمال الفائق، والنور والبهاء، ما كان به آية للناظرين، وعبرة للمتأملين؛ اهـ. قلت: والشاهد من الآية أن الملائكة مشهورة بالجَمال حتى شُبِّه يوسف بها، والله أعلم. وقال ابن كثير في «تفسيره» (4/ 336): قوله تعالى: ﴿ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾ [هود:78]: ذكر قتادةُ: أنهم أتوه، وهو في أرضٍ له يعمل فيها، فتضيَّفوه، فاستحيَا منهم، فانطلق أمامهم، وقال لهم في أثناء الطريق ـ كالمعرِّض لهم بأن ينصرفوا عنه ـ: إنه والله يا هؤلاء: ما أعلم على وجه الأرض أهل بلد أخبث من هؤلاء، ثم مشى قليلًا، ثم أعاد ذلك عليهم، حتى كرَّره أربع مرات. قال قتادة: وقد كانوا أُمِرُوا ألا يهلكوهم، حتى يشهد عليهم نبيُّهم بذلك. وقال السدي: خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط، فبلغوا نهر سدون نصف النهار، ولقوا بنت لوط تستقي من الماء لأهلها، وكانت له ابنتان، اسم الكبرى رثيا، والصغرى زغرتا، فقالوا لها يا جارية، هل من منزل؟ فقالت لهم: مكانكم حتى آتيكم، وفَرقت عليهم من قومها، فأتت أباها، فقالت: يا أبتاه، أدرك فتيانًا على باب المدينة، ما رأيت وجوه قوم هي أحسن منهم، لا يأخذهم قومُك فيفضَحوهم، وقد كان قومه نَهَوْهُ أن يضيِّف رجلًا، فقالوا: خلِّ عنا فلْنُضِف الرجال، فجاء بهم، فلم يعلم بهم أحد إلا أهل بيته، فخرجت امرأته فأخبرت قومها، فقالت: إن في بيت لوط رجالًا ما رأيت مثل وجوههم قط، فجاؤوا يُهرعون إليه؛ اهـ. وقال السعدي في «تفسيره» (ص386): قوله: ﴿ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا ﴾ أي: الملائكة الذين صدروا من إبراهيم لَما أتوا ﴿ لُوطًا سِيءَ بِهِمْ ﴾؛ أي: شق عليه مجيئهم، ﴿ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴾؛ أي: شديدٌ حرجٌ؛ لأنه علم أن قومه لا يتركونهم؛ لأنهم في صور شباب، جرد، مرد، في غاية الكمال والجمال، ولهذا وقع ما خطر بباله؛ اهـ. وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة، فجعل يحدث، ثم قام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: «من هذا؟»، قالت: هذا دحية، قالت أم سلمة: وايْم الله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة نبي الله صلى الله عليه وسلم بخبر جبريل؛ رواه البخاري برقم (3435)، ومسلم (2451). قال الحافظ في «الفتح» (9/ 5) ـ في شأن دحية ـ: وكان موصوفًا بالجمال، وكان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم غالبًا على صورته؛ اهـ. وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عُرِضَ عليَّ الأنبياء، فإذا موسى ضرب من الرجال، كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى ابن مريم، فإذا أقرب من رأيت به شبهًا عروة بن مسعود، ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه، فإذا أقرب من رأيت به شبهًا صاحبكم - يعني نفسه - ورأيت جبريل، فإذا أقرب من رأيت به شبهًا دحية بن خليفة»؛ رواه مسلم برقم (441). قال في «مرقاة المفاتيح» (16/ 360): وكان من أجمل الناس صورة؛ اهـ. قلت: وفي الباب غير هذه الأدلة الدالة على ما رُسم في العنوان، والله أعلم، وهو المستعان.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |