|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() القَوْلُ المُخْتَصَرُ المُبِينُ في مناهج المفسرين محمد الحمود النجدي بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين إنّ الحمدَ لله ، نحمدُه ونَستَعينه ونَستغفره ، ونعوذُ باللهِ منْ شُرور أنفسنا ، ومن سيئاتِ أعمالنا ، منْ يهْده الله فلا مضلّ له ، ومنْ يُضلل فلا هاديَ له ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله . اللهم صلّ على محمدٍ وعلى آلِ محمد ، كما صليتَ على إبراهيمَ ، وعلى آلِ إبراهيم ، إنك حميدٌ مجيدٌ . وبعد : فإنّ علمَ تفسيرِ القرآن العظيم ، مَنْ أشرفِ العلوم الإسلامية ، وأرفعها قَدراً ، لارتباطه بكلام الله عزّ وجل ، الذي هو أعظمُ الكلام ، وأشرفه وأعلاه ، وأحكمُه وأعلمه ، وقد أنزله الله تعالى إلينا نوراً وهدى ، وبياناً للحق وأهله ، وموعظةً وعبرة ، وحكمةً وزكاة ، وسعادة ونجاة في الدنيا والآخرة ، لمن اتبعه واهتدى به ، وفعل ما أُمر به فيه ، واتبعه بقدر استطاعته . والاشتغال بكتاب الله عزّ وجل وعلومه ، وتلاوته وفهمه وتدبره ، شرفٌ ورفعة لصاحبه في الدنيا والآخرة . فعن أنسٍ رضي الله عنه : أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إنَّ لله أهلينَ مِنْ الناس ” قالوا : يا رسولَ الله ، مَنْ هم ؟ قال : “هُم أهلُ القُرآنِ ، أهلُ الله وخَاصّته “. أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجة . والمفسرون لكتاب تعالى ، هم الجديرون لأنْ يكونوا أهل الله وخاصته ، لأنهم أعلمُ الناس بكتاب ربّهم جل جلاله ، وتقدَّست أسماؤه ، ومعانيه وأحكامه . وقال تعالى يُؤتي الحِكمةَ مَنْ يشاء ومنْ يُؤت الحكمة فقدْ أُوتي خيراً كثٌيراً ) البقرة : 269 . قال علي بن ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما : يعني المعرفة بالقرآن ، ناسخه ومَنْسوخه ، ومُحْكمه ومتشابهه ، ومُقدّمه ومُؤخره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله . وأخرج ابن أبي حاتم : عن عمرو بن مرة قال : ما مررتُ بآيةٍ من كتاب الله لا أعرفها ، إلا أحْزَنتني ، لأني سمعتُ الله تعالى يقول : ( وتلكَ الأّمثالُ نَضربها للنَّاسِ وما يَعقلها إلا العَالمون ) العنكبوت : 43 . وبيَّن الله تعالى أنه إنما أُنزل الكتاب ، ليُتدّبر ويفهم ، فقال : ( كتابٌ أّنزلناه إليك مباركٌ ليدَّبَّروا آياته وليتذّكَّر أولُوا الأّلباب ) ص : 29 . وحثَّ عباده على تدبره ، فقال : ( أّفلا يتدبَّرون القرآنَ ولو كانَ من عندِ غيرِ اللَّه لوجدوا فيه اختلافاً كثٌيرا ) محمد : 82 . وذمّ المُعرضين عن فهمه وتدبره ، والعلم به والعمل بأوامره ، فقال : ( أفلا يتدّبَّرون القرآن أّم على قلوب أّقفالهّا ) محمد : 24 . قال مجاهد : أحبُّ الخَلقِ إلى الله تعالى ، أعْلَمهم بما أَنزل . وقال الحسن : واللهِ ما أنزل الله آيةً ، إلا وهو يُحبُّ أن تُعلم فيما أنزلت ، وما أراد الله بها . قال ابن كثير رحمه الله في مقدمة تفسيره : ” فالواجبُ على العلماء الكشف عن معاني كلام الله ، وتفسير ذلك وطلبه من مظانة ، وتعلّم ذلك وتعليمه ، كما قال تعالى: ( وإذْ أخذَ اللهُ ميثاقَ الذينَ أُوتُوا الكتابَ لتبينّنه للناسِ ولا تَكتمونه فنبذوه وراءَ ظهورهم واشْتروا به ثمناً قليلاً فبئسَ ما يَشترون ) آل عمران : 187. وقال تعالى ( إنّ الذين يَشترونَ بعهدِ الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خَلاقَ لهم في الآخرة ولا يُكلمهم اللهُ ولا ينظرُ إليهم يومَ القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم ) آل عمران : 77 . فذمّ الله تعالى أهل الكتاب قبلنا ، بإعراضهم عن كتاب الله المنزل عليهم ، وإقبالهم على الدنيا وجمعها واشتغالهم بغير ما أمروا به من اتباع كتاب الله ” . ثم قال : ” فعلينا أيها المسلمون أنْ ننتهي عما ذمَّهم الله تعالى به ، وأنْ نأتمر بما أمرنا به ، من تعلم كتاب الله المنزل إلينا وتعليمه ، وتفهمه وتفهيمه ( ألم يأنِ للذينَ آمنوا أنْ تخشعَ قلوبُهم لذكر الله وما نزلَ من الحقّ ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطالَ عليهم الأمدُ فقَستْ قلوبهم وكثيرٌ منهم فاسقون * اعلموا أنَ الله يحيي الأرضَ بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ) الحديد : 16، 17 . قال : ففي ذكره تعالى لهذه الآية بعد التي قبلها ، تنبيهٌ على أنه تعالى كما يُحيي الأرض بعد موتها ، كذلك يلين القلوب بالإيمان والهدى بعد قسوتها ، من الذنوب والمعاصي ، والله المؤمل المسئول أن يفعل بنا هذا ، إنه جواد كريم . انتهى كلامه رحمه الله . وبعد : فهذه كلماتٌ مختصرة مبينة ، لبعض التفاسير المشهورة ، وخصائصها من النواحي العقدية والمنهجية ، والحديثية والفقهية واللغوية وغيرها ، وبيان موقف مصنفيها من العقيدة السلفية ، وفيما يتعلق بالأسماء والصفات خصوصا ، وذلك أنّ بيان مذهب المفسر في ” الأسماء والصفات ” يدل على التزامه بباقي المذهب ، كالإعتزال أو الأشعرية … وغيرها . وقد كنتُ باديء ذي بدءٍ كتبتُها لنفسي ، ثم رأيتُ نشرها بين طلبة العلم ليتعدى نفعها لغيري ، ويستفيد منها سواي . والذي دفعني لهذا أمران : الأول : أني كنتُ أرى كثيراً من المسلمين – بل ومن طلبة العلم – منْ يقتني بعض كتب التفسير ، وهو لا يَعلم عقيدة مصنف الكتاب !! فضلاً عن معرفته بميزات الكتاب من النواحي الأخرى ( الفقهية والحديثية واللغوية … الخ ) . الثاني : إنه لا يوجد – فيما أعلم – كتاباً مختصراً في هذا الشأن ، والاختصار وحده ، أحدُ دواعي الكتابة والتأليف ، كما قال الشيخ أبو الحسن الخازن في مقدمة تفسيره : “… ينبغي لكلّ مؤلف كتاباً ، في فنٍّ قد سبق إليه ، أنْ لا يخلو كتابه من خمس فوائد : استنباطُ شيءٍ إنْ كان مُعضلا . أو جمعُه إنْ كان متفرّقا . أو شرحُه إنْ كان غامضاً . أو حسن نظمٍ وتأليف . أو إسقاط حشوٍ وتطويل . وأرجوا ألا يَخلُو هذا الكتاب ، من هذه الخصال التي ذكرت .. ” . وقد استعنت فيما يتعلق بالنواحي الفقهية ، واللغوية ، والشعر ، والقراءات ، وإيراد الإسرائيليات ، بكتاب ” التفسير والمفسرون ” للشيخ السلفي / محمد حسين الذهبي رحمه الله تعالى ، وهو كتابٌ نافع مفيد ، اجتهد فيه مؤلفه اجتهاداً كبيراً ، واستقرأ فيه كثيراً من كتب التفسير ، وذكر خصائص كل تفسير من نواحٍ كثيرة ، فجزاه الله خيراً وغفر له . كما استعنت فيما يتعلق بالصفات ، بكتاب ” المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات ” للشيخ محمد المغراوي ، وغيره من كتب التوحيد . وأضفت إليه ما جمعته مما راجعته بنفسي ، وبحثت فيه في مواضعه ، وما تجمع لدي من ملاحظات سابقة ، وتنبيهات وبحوث متناثرة . وقد رتّبته على وفيات المفسرين ، الأقدم منهم أولاً ثم الذي يليه ، وهكذا ، وقد ضم أكثر من عشرين كتاباً . وسميته بـ ” القول المختصر المبين في مناهج المفسرين ” . وأخيراً : أسأل الله السميع العليم ، أنْ ينفع به الإسلام المسلمين ، وأنْ لا يحرمنا أجره وبركته ، وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين .
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |