ما جاء في نوم رسول الله صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 594 - عددالزوار : 134940 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4925 - عددالزوار : 1999472 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4497 - عددالزوار : 1283431 )           »          سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 15 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1042 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5541 )           »          الجميع يعلِّق زينات النصر.. فمن تلقَّى الهزائم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          هلموا إلى منهج السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1343 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1730 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1433 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-10-2024, 03:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,352
الدولة : Egypt
افتراضي ما جاء في نوم رسول الله صلى الله عليه وسلم

مدارسة كتاب الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله

39- باب ما جاء في نوم رسول الله صلى الله عليه وسلم

رمضان صالح العجرمي


النوم آية من آيات الله العظيمة الدالة على وحدانيته، وكمال قدرته، وتدبيره لهذا الكون.

قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾ [الروم: 23]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 47]، وقال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ﴾ [النبأ: 9].

وهو نعمة ورحمة من الله تعالى بالعباد؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص: 73].

والنوم وفاة صغرى، كما أن قبض الروح ومفارقتها البدن هي موتة ووفاة كبرى، وقد بيَّن القرآن ذلك؛ قال الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 60]، وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الزمر: 42].

وهذا الباب دالٌّ على شمولية هذه الشريعة، وتمام العبودية لله عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم كان ينام كغيره من البشر؛ فكان صلى الله عليه وسلم ينام على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة، وكان صلى الله عليه وسلم ينام على هيئة تُجنِّبه الاستغراق في النوم، وتساعد على سرعة استيقاظه وانتباهه، وحتى لا يثقل به النوم؛ كان ينام أول الليل، ويُحيي آخره، وقد علَّمنا سُننًا وآدابًا كثيرة عند النوم.

والأصل في النوم أنه مباح؛ لأنه أمر فطري وضروري للإنسان، لا يستطيع الاستغناء عنه، مثله مثل الأكل والشرب واللباس، ولكن قد تعتري النومَ الأحكامُ التكليفية الخمسة على النحو الآتي:
يكون النوم واجبًا؛ كمن كان نومه سببًا للقيام بالواجبات الشرعية المكلَّف بها؛ كأداء الصلاة والجهاد، وصلة الأرحام، وغيرها.

ويكون النوم مندوبًا؛ كمن شعر بالنُّعاس في أثناء صلاته أو قراءته للقرآن، فيتقوَّى بالنوم على العبادة حتى يدري ما يقول وما يفعل، ومنه نوم القيلولة وسط النهار.

ويكون النوم حرامًا؛ كمن نام بعد دخول وقت الصلاة وهو يعلم أنه يستغرق في النوم الوقت كله، أو ينام مع ضيق الوقت.

ويكون النوم مكروهًا؛ كالنوم بعد صلاة الفجر وصلاة العصر، والنوم على سطح ليس له جدار يمنعه من السقوط.

1- عن البراء بن عازب رضي الله عنه، ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه، وضع كفَّه اليمنى تحت خدِّه الأيمن، وقال: ربِّ قِني عذابك يوم تبعث عبادك، وفي رواية: يوم تجمع عبادك))؛ [رواه أحمد، والترمذي].

في هذا الحديث ثلاثة آداب من آداب النوم يُستحَب المحافظة عليها:
أولًا: الاضطجاع على الشِّقِّ الأيمن، والمقصود عند ابتداء النوم، قالوا: لأنه أسرع إلى الانتباه لعدم استقرار القلب، ولأنه مُعلَّق بالجانب الأيسر فيقلق ولا يستغرق في النوم، ولأن النوم على الجانب الأيسر مضرٌّ بالقلب بسبب ميل الأعضاء إليه؛ فتنصب المواد فيه، ولأن النوم أخو الموت، وهذه هي الهيئة عند النزع، وكذا في القبر حال الوضع.

ثانيًا: وضع الكف اليمنى تحت الخد الأيمن.

ثالثًا: أن يقول: (ربِّ قِني عذابك يوم تبعث عبادك)، قال العلماء: وهذا الدعاء مناسب لهذا الموضع غاية المناسبة؛ لأن النوم يُذكِّر بالموت، بل هو الموتة الصغرى؛ ولذلك كان إذا استيقظ قال: ((الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور))، والوفاة بعدها بعث وحساب وجزاء، فناسب أن يقول هذا الدعاء.

2- في صحيح البخاري عن حذيفة رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم باسمك أموت وأحيا، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور)).

كما ذكرنا أن المناسبة بين ألفاظ الدعاء والقيام من النوم ظاهرة؛ فهو تذكير بالقيام من القبور يوم النشور، فتحمد الله لأن الله تعالى أطال في عمرك يومًا جديدًا، تستطيع أن تكسب فيه جبالًا من الحسنات، وتأمل: كم صلاة، وكم سجدة، وكم حرفًا من القرآن، وكم تسبيحة؟ فاغتنم هذا اليوم الجديد من عمرك.

3- في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفَّيه، فنَفَثَ فيهما، وقرأ فيهما: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1]، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1]، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يصنع ذلك ثلاث مرات)).

قولها: (كل ليلة): يدل على مواظبته صلى الله عليه وسلم على ذلك.

4- في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، حتى جاءه المؤذِّن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح))، وفي الرواية الأخرى: ((فأتاه بلال فآذَنَهُ بالصلاة، فقام وصلى ولم يتوضأ)).

حتى نفخ: صوت يصدر من النائم، يُعلَم به أنه مستغرق في النوم، وهذا من خصائصه؛ لحديث: ((تنام عيناي ولا ينام قلبي)).

5- في صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: ((الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافيَ له، ولا مُؤويَ)).

فكم: للتكثير؛ ففيها استشعار نِعَمِ الله تعالى.

6- في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرَّس بليل، اضطجع على شِقِّه الأيمن، وإذا عرَّس قُبيلَ الصبح، نصب ذراعه، ووضع رأسه على كفِّه)).

حتى لا يستغرق في النوم، وفيه الحرص على الصلاة في وقتها.

بعض الآداب الأخرى للنوم والاستيقاظ:
1- آكد هذه الآداب: ألَّا يبيت من له وصية، إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه.

2- ومنها: أن ينام تائبًا من كل ذنب، سليمَ القلب لجميع المسلمين، لا يحدِّث نفسه بظلم أحد، ولا يعزم على معصية إن استيقظ.

3- استحضار نية صالحة عند النوم: بأن ينويَ إراحة بدنه، وتجديد نشاطه حتى يستطيع أداء العبادة والتكاليف الشرعية، وبهذه النية يصبح نومه وراحته عبادةً يُثاب عليها؛ كان معاذ رضي الله عنه يقول: "إني لأحتسب نومتي، كما أحتسب قومتي".

4- نفض الفراش قبل الاضطجاع عليه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فليأخذ داخلة إزارِهِ، فلينفُضْ بها فراشه، ولْيُسَمِّ الله؛ فإنه لا يعلم ما خَلَفَه بعده على فراشه، ثم يقول: باسمك ربِّ، وضعتُ جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)).

5- الوضوء قبل النوم: فقد وردت أحاديث في فضل ذلك؛ منها: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة))، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مسلم يَبْيتُ على ذِكْرٍ طاهرًا، فيتعارَّ من الليل، فيسأل الله خيرًا من الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه))؛ [رواه أبو داود، وأحمد، وصححه الألباني]، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((طهِّروا أجسادكم، طهَّركم الله؛ فإنه ليس من عبدٍ يبيت طاهرًا إلا بات معه في شعاره مَلَكٌ، لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك؛ فإنه بات طاهرًا))؛ [رواه ابن حبان، وحسنه الألباني]، وفي رواية: ((من بات طاهرًا، بات في شِعارِهِ مَلَك لا يستيقظ ساعةً من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان؛ فإنه بات طاهرًا))؛ [رواه الطبراني، وابن حبان].

6- غسل اليد والفم من أثر الأكل والدسم، ونحوه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نام وفي يده غَمَرٌ ولم يغسله، فأصابه شيء، فلا يلومَنَّ إلا نفسه))؛ [رواه أبو داود]، غمر: بعض آثار اللحم من دسم وغيره؛ نتيجة عدم غسل اليد.

7- وأما الأذكار: فقد مرَّ معنا في أحاديث الباب ما كان يقوله صلى الله عليه وسلم عند النوم من الأذكار: ((كان إذا أخذ مضجعه، وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن، وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك)) وقال: ((اللهم باسمك أموت وأحيا))، ومنها: قراءة المعوذتين والإخلاص؛ ثلاث مرات.

8- دعاء آخر مهم: في الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمتُ وجهي إليك، وفوَّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك؛ رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مِتَّ من ليلتك، فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به، قال: فرددتُها على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، قلت: ورسولك قال: لا، ونبيك الذي أرسلت)).

9- قراءة آية الكرسي.

10- التسبيح والتحميد والتكبير عند النوم: ففي الصحيحين عن عليٍّ ((أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرَّحى، وبلغها أنه جاءه رقيق، فلم تصادفه، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته عائشة، قال: فجاءنا، وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال: على مكانكما، فجاء فقعد بيني وبينها، حتى وجدت برد قدميه على بطني، فقال: ألا أدلكما على خيرٍ مما سألتما، إذا أخذتما مضاجعكما، أو أويتما إلى فراشكما، فسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمَدا ثلاثًا وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين؛ فهو خير لكما من خادم)).

11- إطفاء النار قبل النوم: ففي الصحيحين عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون)).

12- غلق الأبواب وتغطية الآنية: ففي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا استجنح الليل - أو قال: جنح الليل - فكفُّوا صبيانكم؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلُّوهم، وأغلِق بابك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأوكِ سقاءك واذكر اسم الله، وخمِّر إناءك واذكر اسم الله، ولو تعرضُ عليه شيئًا))، وبيَّن علة ذلك كما في صحيح مسلم: ((غطُّوا الإناء، وأَوكُوا السِّقاء؛ فإن في السنة ليلةً ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)).

13- الوضوء للجُنُب إذا أراد أن ينام؛ لكي يخفف حِدَّة الجنابة بالوضوء؛ ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جُنُبٌ، غسل فَرجَه وتوضأ للصلاة))، وفي الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيرقُد أحدنا وهو جنب؟ قال: ((نعم، إذا توضأ أحدكم فليرقُد وهو جنب)).

14- ذِكْرُ الله تعالى لمن تعارَّ من الليل: في صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تعارَّ من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإن توضأ وصلى، قُبلت صلاته)).

15- الاستنثار ثلاثًا عند الاستيقاظ: في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا استيقظ أحدكم من منامه، فلْيَسْتَنْثِرْ ثلاثًا؛ فإن الشيطان يبيت على خَيشُومِهِ)).

ونختم بكلام طيب عن النوم، ذكره ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين؛ قال: إن من مفسدات القلب: "كثرة النوم؛ فإنه يُميت القلب، ويثقل البدن، ويُضيع الوقت، ويُورث كثرة الغفلة والكسل، ومنه المكروه جدًّا، ومنه الضار غير النافع للبدن".

وبيَّن أن أنفع النوم: "ما كان عند شدة الحاجة إليه، وأن نوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه، وكلما قرب النوم من الطرفين، قلَّ نفعه وكثُر ضرره، ولا سيما نوم العصر، والنوم أول النهار إلا لسهران".

وأن من المكروه عندهم: "النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس؛ فإنه وقت غنيمة، ووقت نزول الأرزاق، وحلول البركة".

وبالجملة، فأعدل النوم وأنفعه نوم نصف الليل الأول، وسدسه الأخير، وهو مقدار ثماني ساعات، وهذا أعدل النوم عند الأطباء، وما زاد عليه أو نقص منه، أثَّر عندهم في الطبيعة انحرافًا بحسَبِه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.02 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]