|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أختي الكبرى متحرشة ماذا أفعل؟ أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: فتاة أخبرتها أختُها الصغرى عن حادثة قديمة؛ إذ قامت أختهما الكبرى بالتحرش بها جنسيًّا، وهي في حيرة من أمرها: هل تخبر أحدًا بالأمر، أو تلتزم الصمت؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخبرتني أختي الصغرى أنه قبل عشرين عامًا عندما كان عُمرها سبع سنوات، تحرَّشت بها جنسيًّا أختي الكبرى وهي حينذاك في عمر الخامسة عشرة؛ إذ استغلت عدم وجود أحد بالمنزل، وخدعتها بأنها تلعب معها لعبة وجعلتها تخلع ملابسها، وتحرَّشت بأعضائها الجنسية، أختي الصغرى على مدى سنوات كانت تعاني من كوابيس وإغماءات وتبوُّل لا إرادي، وأشياء كثيرة اختفت مع الزمن، ولكن ما زال لها توابعها النفسية، وكانت دائمًا تحاول علاج نفسها من خلال البحث والاستشارات، والقراءة والدورات، وتتعالج الآن على يد طبيبة عن طريق الكتابة وتفريغ ما بداخلها، وكجزء من العلاج تخبر أيًّا من أسرتها أو ممن تثق به بأسرارها، وتحاول أن تجدَ شخصًا يساعدها ويؤازرها، وقد أسرَّت لي بهذا الأمر، ودعمتُها وشجعتُها، ووقفت بجانبها، لكنها لا تريدني أن أخبر العائلة بما حدث، لا أعرف ماذا أفعل، هل أخبر كل العائلة بما حدث لكي آخذَ حقَّها أو ألتزم الصمت؟ أختي المتحرشة عمرها الآن فوق ٣٥ سنة، ولم تتزوج، وأخاف أن تتحرش بأبناء أختي وأخي، فهل أسكت أو أواجهها وأُهدِّدها؟ علمًا أن أختي الصغيرة المتحرَّش بها تخشى ألَّا يُصدِّقها أحدٌ إذا ما أخبرت العائلة؛ لأن أبي وأمي بلغا الكِبَرَ، ويثقون في أختي الكبيرة وفي آرائها، ولا سيما أنها متدينة وحافظة للقرآن، ويترك لها أبي وأمي مساحة كبيرة للتحكم بالمنزل، وشخصيتها متسلطة وتنتقد أختي الصغرى دائمًا، ماذا أفعل؟ أفيدوني، فأنا في حيرة من أمري، فأنا إن تحدثت، فسوف تنهار العائلة، وإن صمتت، فأنا أخشى أن تتحرش بأحد آخرَ من العائلة، وأكون سببًا بصمتي في إيذائه، ولديَّ سؤال آخر: كيف تتعامل أختي الصغرى معها، خصوصًا أنها مقيمة معها في نفس المنزل؟ الجواب: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: طفلة عمرها سبعة أعوام فقط لا يمكن أن نثق في شهادتها التي تقُصُّها بعد عشرين عامًا، هذه شهادة مشكوك فيها، ولا يمكن أن نبنيَ عليها أحكامًا، نحن لا نكذِّبها، ولكن ربما أن عقلها الباطن قد نسج هذه القصة ليُبرِّرَ مخاوفها ومشاكلها من إغماءات وتبول لا إرادي وغيره، وخاصة أن الحادثة المزعومة وقعت في سنٍّ تكثر فيه الخيالات والأوهام. في الولايات المتحدة الأمريكية أجرى باحثون إعادة تجميع شهادات عدد من الشهود على هجمات 11 سبتمبر الشهيرة، وذلك بعد مرور أكثر من خمس سنوات، والعجيب أن الشهادات قد اختلفت إلى حدٍّ كبير؛ مما يشير إلى أن ذاكرة الإنسان عُرضةٌ للتشوُّهِ إلى حدٍّ يدعو للاندهاش، وتجدين مثل هذا عند علماء الحديث عندما يُضعِّفُون حديثَ أحد الثقات، بحجة أن قد اختلط عليه في سنٍّ معينة، فاحتمال تشوه الأحداث في الذاكرة كبير في الطفولة والشيخوخة. لكن يبقى احتمال أن تكون الحادثة صحيحة قائمًا، ولا يمكن أن نتجاهله بالكلية، لكن هل من الحكمة أن نعاقب إنسانًا على جريمة ارتكبها منذ عشرين عامًا، وكان وقتها عمره خمسة عشر عامًا؟! ربما تقسم أختكِ الكبرى بأغلظ الأيمان أنها لم تفعل، وهي ليست كاذبة؛ لأنها فعلًا لا تتذكر، فقد مرت سنواتٌ كثيرة، وهذه ذكرى مؤلمة يحاول الإنسان أن ينساها. ثم ما حق أختكِ الصغيرة الذي تبحثين عنه؟ وما العقاب الذي تريدين إيقاعه بالأخت الكبرى؟ هل العقاب هو الفضيحة؟! إن فضيحةً مثل هذه قد تدمِّر البيت للأبد، وتزرع عداوة لا يمكن اجْتِثاثُها، السكوت في هذا الموضع خير. أختي العزيزة، أخشى أن يكون الشيطان هو مَن يُحرك رغبة الانتقام في قلبكِ، خاصة أنه واضح من رسالتكِ أن أختكِ متسلطة عليكنَّ، ومتحكمة في المنزل، فلا تجعلي سوءَ سلوكها يدفعكِ إلى تخريب العلاقة الأسرية بهذا الشكل الذي يصعب إصلاحه بعد ذلك. إن أختكِ الصغرى في طريقها الصحيح نحو التعافي من الآثار النفسية للحادثة عبر العلاج النفسي، وأتوقع أن يكون التشكيك في وقوع الحادثة خطوةً في العلاج في مرحلةٍ ما، ودعمكِ لها وتشجيعكِ إياها له أثرٌ كبير، وهذا هو الدور الذي ندعوكِ لأن تجتهدي فيه. تبقى المخاوف من أن تقع حوادث تحرشٍ أخرى في العائلة على يد هذه الأخت أو غيرها، فإن لم تكن هناك أيُّ علامات أو أدلة أخرى على هذا الاحتمال غير تلك الحادثة القديمة، فهذه مخاوف مبالغٌ فيها، وما قد تفعله فتاة مراهقة جاهلة في سن خمسة عشر عامًا يصعُب جدًّا تصوُّره من فتاة متعلمة حافظة لكتاب الله في سن الخامسة والثلاثين. ودوركِ حيال أولاد أختكِ وأخيكِ هو أن تحرصي عليهم من التحرش بشكلٍ عام، والأطفال في سنٍ صغيرة يمكن أن يتم تعليمهم ألَّا يسمحوا لأي شخص بملامستهم، وخاصة في تلك الأماكن الحساسة، ربما كيفية تدريب الأطفال على مواجهة التحرش هو ما يلزمُكِ تعلُّمه الآن، وخاصة أن 80% من حالات التحرش تقع من أشخاص قريبين من الأطفال. هدانا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |