عبادات الجوارح وعبادات القلب في موسم الحج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 642 - عددالزوار : 136471 )           »          عفة النفس: فضائلها وأنواعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من تبصَّر تصبَّر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حين يمهد العطاء طريقه بالصبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          صحة الفكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الدعوة للإلحاد بين الخلل في التربية والقصور في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          القراءة المتسارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          سُنّة: إرشاد الضالّ في الطريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التعرض لحرارة الشمس في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 38394 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-06-2024, 06:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,442
الدولة : Egypt
افتراضي عبادات الجوارح وعبادات القلب في موسم الحج

عبادات الجوارح وعبادات القلب في موسم الحج

عبدالله بن يوسف الأحمد


﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج: 1].

رحلة الحج رحلة مصغرة إلى الآخرة ابتداء من التجرد من الملابس عند الإحرام كما يُجَرَّد العبد بعد موته، ثم الاغتسال كما يُغسَّل الميت، والتطيب كما يطيب، ولبس الإزار والرداء أبيضين كما يكفن الميت بثوبين أبيضين أو ثلاثة.

فإذا أهلّ بالحج كَفَّ عن التنعم بالطيب والنكاح والمخيط من اللباس والصيد وسائر محظورات الإحرام كما يحال بين الميت وبين ما يشتهي.

وبعدئذ يقف الحجاج بعرفة ليس على رؤوسهم شيء كما يقف الناس يوم العرض الأكبر ليس عليهم شيء، ثم يفيضون إلى مزدلفة كما يُحشر المتقون بعد العرض إلى الرحمن وفدا.

وأما طواف الإفاضة فهو مناجاة الكريم في بيته ولقاء الحبيب بمحبوبه، والطواف بالبيت صلاة كما في الحديث، ويوم الحشر يُكرم الله المؤمنين بالنظر إلى وجهه الكريم سبحانه: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23].

ثم يستضيف الرحمن حجاج بيته وزائري حرمه في منى أيام الضيافة الثلاثة، وهي أيام التشريق، أيام أكل وشرب وذكر لمن هم في ضيافته، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه.

ولما كان الحج بهذا المقام ختمت آيات الحج في سورة البقرة بذكر الحشر إلى الله سبحانه: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [البقرة: 203].

فالحج مدرجة من مدارج العبودية ومرقاة العبد إلى أن يعبد الله كأنه يراه، وتلك منزلة الإحسان في العبادة، ولذا لما ذكر الله في كتابه العزيز محبته للمحسنين شرع يبين أحكام الحج إلى بيته، فقال: ﴿ ... وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ ... ﴾ [البقرة: 195، 196]

وهذا من عجائب أسرار السياق في كتاب الله.

ولما كان الحج بهذا المقام العظيم من عبادة القلب وسيره إلى الله جل جلاله سهل النبي صلى الله عليه وسلم فيه أعمال الجوارح بحيث إنه ما سئل يوم النحر عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: "افعل ولا حرج" مع ما في التقديم والتأخير من مخالفته صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيح، لكن المقصود أجل وأكبر، ووقوف الناس اليوم عند أفعال الحج الفرعية وإثارة الخلاف وإطالة النقاش في المسائل الفقهية حيلة شيطانية للانشغال عن هذا الأصل العظيم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.67 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]