|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عزلة وخوف بسبب مواقف في الطفولة أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ رباه أخوه على القسوة والشدة منذ صغره، وعندما كبر أصابه الخوف والرهاب؛ فأصبح يخاف مِن كل شيء حتى المرأة، ويريد الزواج، ويريد بعض النصائح التي بها يتخطى هذه المشكلة. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ عمري 28 عامًا، عندما كان عمري 8 سنوات تعرَّضتُ للعنف والقسوة مِن أخي الأكبر، وكان هو المسؤول عنَّا، وللأسف كان متسلطًا؛ فقد أعطاه أبي الصلاحية أن يفعلَ أي شيء، ولم أستطع أن أعيشَ طفولةً عاديةً، أو أثق بأحد، وعشتُ في عزلةٍ تامة بلا أصدقاء، وليس لديَّ أصدقاء سوى الكتب. فقدتُ الثقةَ بالجميع، وعشتُ في انطوائيةٍ تامة، وحاولتُ الانتحار. الأمر الثاني: أَوَدُّ الزواج، لكني خائف مِن المرأة؛ والسببُ أنني عندما كنتُ في الابتدائية كانت هناك فتاتان كبيرتان تلعبان بي كالدمية، ولم أكنْ أفهم سبب فعلهما، لكنني كنتُ خائفًا جدًّا؛ لذا لا أستطيع أن أثقَ بالمرأة، ولا أدري كيف أتخلص مِن خوفي هذا؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. جميل أن يكونَ الكتابُ صديقَ الإنسان، وخيرُ جليس في الزمان كتاب؛ غير أنَّ هذا لا يعني بالضرورة: الاستغناء عن الأصدقاء الآخرين! وما فهمناه مِن رسالتك أنك تُعاني مِن عقدتين أو صدمتين مرَّتا بك في حياتك: الأولى: صدمة التخويف النفسي مِن قِبَل أخيك. الثانية: صدمة الخوف مِن جنس المرأة؛ بسبب موقفك مع الفتاتين. مِن الطبيعي أن تستمرَّ معك هاتان الصدمتان، وتُؤثرا في حياتك وقراراتك، بينما قد ينجح آخرون في تجاوُز هذه الصدمات؛ وذلك مِن خلال الاندماج في الحياة الطبيعية ونسيان الماضي. ما حصل معك هو الانعزالُ عن الحياة، ومزيد مِن الانطواء؛ مما أثَّر سلبًا في تأخُّر عملية الشفاء واندمال الجرح النفسي. المطلوبُ منك إذًا لعلاج هاتين الصدمتين ما يلي: ١- فتح الجرح، وإعادة ترميمه؛ بمعنى: أن تتكلمَ مع أخيك عن طبيعة تربيته لك، وقسوته معك حال صغرك، وتُخرج ما في نفسك مِن اعتراضٍ على أسلوبه الشديد الذي مارَسَهُ معك في صِغَرك، بالطبع سيلجأ للدفاع عن أسلوبه، وأنه ما قَصَدَ إلا تربيتك بشكل صارمٍ؛ خوفًا مِن ضياع الأمانة التي تحمَّلها بعد الوالد. المهم أنَّ الأخذ والعطاء في هذا الموضوع سيُؤدي إلى إعادة فَتْح الجرح النفسي، والذي سيُؤلمك قليلًا، لكن ما سيُرافقه مِن إيجاد التبريرات والأعذار، وربما الاعتذار سيكون مرهمًا كفيلًا باندمال هذا الجرح، وإغلاقه بطريقةٍ صحيحة. أما ما يتعلَّق بالمرأتين، فقد لا يتيسر لك الالتقاء بهما وتنفيذ هذه الطريقة، وإنما ستحتاج لجلسات محاكاة، واستعادة شريط الذكريات لتلك الحادثة، وأثناء هذه الاستعادة سيتم إدخال التبريرات والأعذار لتقوم بعملية كي الجرح، وإغلاقه بشكل سليم، وقد تحتاج لهذه العملية إلى مساعدة شخصية مِن قِبَل مختصٍّ نفسي، أو مِن قِبَل صديق مُخلص يَملك الكفاءة المناسبة. ٢- لا تكفي الممارسة العملية للعلاج دون دافعيةٍ نفسية، ودون قوة إيمانية؛ لذلك لا بد مِن حُسن التوكُّل على الله تعالى أولًا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، ولا بد مِن الإقبال عليه ثانيًا؛ لا سيما بالدعاء والصلاة؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 153]، ولا بد مِن المحافظة على صلاة الجماعة، ففيها سرٌّ عجيب في كسر حلقة الانطواء والرهاب الاجتماعي. نسأل الله أن يَمُنَّ عليك بالشفاء والعافية والله الموفق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |