|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تفسير سورة التوبة (الحلقة السادسة) الدولة الإسلامية الناشئة بين سندان أهل الكتاب والمنافقين في الداخل، وبين مطرقة الغزو البيزنطي من الخارج الشيخ عبدالكريم مطيع الحمداوي تفسير سورة التوبة (الحلقة السادسة) الدولة الإسلامية الناشئة بين سندان أهل الكتاب والمنافقين في الداخل، وبين مطرقة الغزو البيزنطي من الخارج بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. قال الله تعالى: ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ * وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [سورة التوبة: 29، 35]. قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَام ﴾ [آل عمران: 19]، نزل به آدم عليه السلام إذ أُخرِج من الجنة، ثم أُرسِل به نوح عليه السلام تجديدا وتذكيرا بعد أن نسيه أهله، ثم تعاقبت به الرسالات تَتْرى وجاء الرسل والأنبياء معززين بالصحف توثق العهود وتدون الأحكام، وبالقدوة الحسنة والحكمة تطهر قلوب الناس وترشد سلوكهم إن تاهوا أو سألوا الرشد أو استعصوا عليه، وكلما جاءتهم بينة من ربهم أجهز عليها المشركون بالطمس والتَّنْسِية، أو حرفوها بالحذف أو الزيادة أو التغيير أو التأويل، وكان آخر ما أنزل منها قبل البعثة النبوية توراة موسى عليه السلام، فحرفت أحكامها بما وضعه الأحبار من التلمود والأخبار والأساطير، ثم إنجيل عيسى عليه السلام فضيعه أهله واختفى أثره وبدلوه بما كتبه تلامذة له متناقضا، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم وأرسل بالقرآن محفوظا من رب العالمين وقال عنه تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، تصدى أول أمره للشرك في مكة إلى أن أخرجه المشركون، وفي المدينة واصل السعي فهاجموه في بدر وأحد والأحزاب، وحرضوا عليه، وتحالفوا ضده مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى، طيلة السنوات العشر الأولى من الهجرة، تعرض من قبلهم لأبشع محاولات الغدر والتسميم والقتل والاغتيال عشرات المرات، تكذيبا لآيات الله المنزلة مرة، وحسدا له مرة، وكراهية وغيظا عليه أخرى، قال تعالى:﴿ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾ [الأنعام: 33]، وقال عز وجل: ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105]، وقال سبحانه:﴿ وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ﴾ [آل عمران: 70]. كل ذلك والحق سبحانه يصبِّرُه صلى الله عليه وسلم على لَأْوَاءِ الجاهلين ومكرهم، ويحضُّه على الثبات لهم ومطاولتهم حتى يبلغ الأمر أجله، ويقول له بين الفينة والفينة: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [هود: 49]، ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم: 60]، ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ [طه: 130]. وينهاه عن الاستسلام للهم والحزن تلافيا لضعف الإرادة أو وهن العزيمة، فيقول له:﴿ وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 176]، ﴿ فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ [يس: 76]، ﴿ وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [لقمان: 23]. إلا أن سماحته صلى الله عليه وسلم وصبره لم يزيدا تلك الطوائف الضالة إلا جسارة وعتوا وإيغالا في التآمر، وتطرفا في المكر والخيانة، لذلك حسم الله تعالى بادئ ذي بدء أمر طائفة من اليهود فأخرجهم إلى "أَذْرِعات" بالشام، عملا بقوله عز وجل:﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2]، وبقيت منهم طائفة مع المسلمين. ثم بعد عودته صلى الله عليه وسلم من تبوك، وقد احتد سعار البيزنطيين لِمَا ذاع من صيت حسن للإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم، في الشام وفلسطين ومختلف القبائل العربية الخاضعة لهم من الغساسنة وقضاعة وبني كلب وجُذام ولخم وتغلب وبني عاملة، وقد انهزم أمامه جيش بيزنطة وتفرق بدون حرب أو قتال، ودانت له صلحا أيلة[1]ودومة الجندل[2]، فاستشاط غضبا والي بيزنطة على دمشق الحارث بن أبي شمر الغساني، وأخذ يعد لغزو المدينة المنورة، لولا أن القيصر[3]أمره بالتوقف ريثما يسترجع الجيش قوته التي فقدها بحربه ضد الفرس، والاكتفاء بديلا عن ذلك بقمع ظاهرة ميل بعض العرب في الشام للإسلام، فصارت تهمة التعاطف مع المسلمين والإسلام جريمة عقوبتها الصلب والقتل، وكان أول قتيل في فلسطين هو فروةُ بن عمرو الجذامي النُّفاثي والي القيصر على فلسطين وما حولها، عندما أسلم وبعث رسولا بإسلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة للهجرة [4]،وأهدى له بغلة بيضاء يقال لها فضة، وحمارا يقال له يعفور، وفرسا يقال لها الظَّرِب. وبعد أن فشلت مؤامرة تكتل أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمنافقين وبعض مسلمة الفتح طلقاءَ وعتقاءَ، من خرج منهم في غزوة تبوك لتدبير اغتياله صلى الله عليه وسلم في طريق عودته عند العقبة، ومن تخلف عنها في المدينة يقودهم أبو عامر الراهب[5] الذي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم "الفاسق"، لاستكمال بناء مسجد الضرار بديلا عن مسجده صلى الله عليه وسلم في قباء، وذهب أبو عامر إلى هرقلكي يأتي منه بالدعم العسكري كما زعم لأنصاره فمات هناك وانقطعت أخباره، وفشلت مؤامرة اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف من قام بها وخطط لها وأخبر بأسمائهم رفيقيه حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، واستكتمهما لما رآه في حينه عليه السلام من الحكمة، ونزل الأمر بالنهي عن الصلاة عليهم بقوله تعالى: ﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [التوبة: 84]، ورجع جيش المسلمين إلى المدينة متماسكا منتصرا، أمر صلى الله عليه وسلم بهدم مسجد الضرار واتخاذه مزبلة، ونزلت سورة التوبة تحسم أمر الله في كل هذه القضايا وتعيد ترتيب صف المسلمين بما يفسح الطريق لقيام دولة الإسلام الناهضة، وكان قسمها الأول من قوله تعالى: ﴿ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [براءة: 1]، إلى قوله عز وجل في الآية الثامنة والعشرين منها ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 28]، خاصا بتحرير الحرم المكي وبناء المجتمع المسلم قصيا متميزا عن مظاهر الشرك ومخالطة المشركين، وعلاج ما انتاب بعض النفوس الضعيفة من وهن ومحاولة ركون للدنيا، مما شرحناه فيما سبق من هذا التفسير، ثم انتقل الوحي الكريم إلى معالجة ما يدبره هرقل ملك بيزنطة من اضطهاد لكل من أسلم أو أظهر تعاطفا مع المسلمين، وقتل وصلب لفروة بن عمرو الجذامي عندما أسلم، ومن تحريض لفلول أهل الكتاب والمنافقين في مكة والمدينة وما حولهما، وإعداد لغزو جزيرة العرب من خارجها وجعل دولة الإسلام الناشئة بين مطرقة العدو الخارجي وسندان العدو الداخلي، ثم ضم جزيرة العرب كلها لمستعمراته في الشام العربي، فقال تعالى مخاطبا رسول الله والمؤمنين معه: ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [التوبة: 29]، وقد قال مجاهد عن هذه الآية "إنها نزلت حين أمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بقتال الرُّوم، فغزا بعدها غزوة تبوك"، وقال الكلبيُّ: "نزلت في قريظة والنَّضير من اليهودِ"، إلا أن أحداث التاريخ وتسلسلها ينفي ما ذهبا إليه، وسورة براءة كلها بأخبارها ومضامينها تؤكد أنها نزلت بعد عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من تبوك، كما أن افتتاحها بأمر البراءة ٌقد حسم الأمر ضمنا في كل قضايا الماضي السابق لنزولها، ومهد للحسم مستقبلا في مناورات طابور الخيانة والمكر الذي كان يعمل للانقلاب على النبوة وتصفية دولة الإسلام وتسليم الجزيرة للروم في بيزنطة النصرانية، وما دام على رأس هذه المؤامرة نصراني هو أبو عامر الراهب ولاؤه للروم، ويتآمر مع بعض النصارى واليهود ومن أسلم وبقي على كفره من المنافقين وبعض الطلقاء والعتقاء، ويطلب علانية من هرقل جيشا لغزو المسلمين، فلا حرج من الحسم بإعلان قتالهم لقطع الطريق على ما يخططون له قبل وقوعه، إذ لا يفل الحديد إلا الحديد، كما هو منطوق فعل الأمر في هذه الآية الكريمة ﴿ قَاتِلُوا ﴾ [التوبة: 29]، بفاعله "واو الجماعة" ومفعوله ﴿ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [التوبة: 29]، وهي صفة متوفرة في أهل الكتاب إذ ليس في التوراة المحرفة ولا في مختلف كتب التوراة والأناجيل التي بين أيدينا أي تصور واضح سليم لله سبحانه، وقد جعل اليهود عزيرا ولدا لله وجسد النصارى ربهم في ثلاثة هم الأب والابن وروح القدس، وعقيدة البعث والنشور والحساب والجزاء بعد الموت عندهم مختلة مضطربة، والإنسان عندهم في الآخرة مجرد حياة روحانية هلامية محضة﴿ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 29]، من الممارسات والأعمال والتصرفات والتجارات والمناكح والمآكل والمشارب ﴿ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ ﴾ التوبة 29، الذي هو الإسلام لأن الحق هو الله ودينه الإسلام ﴿ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾ [التوبة: 29]، وهم اليهود والنصارى في الجزيرة العربية، وفي بيزنطة وعاصمتها حينئذ القسطنطينية، وحرف "مِن" [التوبة 29]، في هذا السياق بيانية وليست تبعيضية، أي: ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ... ﴾ التوبة 29، الذين هم: ﴿ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾ [التوبة: 29]، في بيزنطة والشام الخاضع لها، والمنافقين وأهل الكتاب المتآمرين معهم من حولكم ﴿ حَتَّى ﴾ [التوبة: 29]، إلى أن تنكسر شوكتهم ثم ﴿ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ ﴾ [التوبة: 29]، والجزية لبيان الهيئة، من جزى يجزي إذا أعطى ما عليه، فرضها الله على العدو المعتدي إذا انهزم، تكفيرا لخياناته وتآمره وما أفسده بفتنه وعدوانه ﴿ عَنْ يَدٍ ﴾ [التوبة: 29]، بيد ذليلة جزاء لما أنزلوه بالمسلمين من إذلال وما ارتكبوه في حقهم من اضطهاد وقتل ﴿ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [التوبة: 29]، متصاغرون بقدر ما اعتدوا وتآمروا وهموا بما لم ينالوا من محاولة القضاء على الإسلام والتمكين لأعدائه في رقاب أهله وأموالهم وأبنائهم ونسائهم وأرضهم. ولعل حرص الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأثناء مرضه الأخير على إعداد جيش أسامة رضي الله عنه وما ميزه الله به من حيوية شباب وقوة عزيمة وأمانة ذمة وشجاعة وفدائية، ودعمه بالمقاتلين معه وتحت إمرته من كبار الصحابة ذوي السابقة والتجربة والرأي والحنكة كأبي بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهم جميعا، كان استجابة لأمر الله في هذه الآية الكريمة: ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ... ﴾ [التوبة: 29]، وتجييشا لمواجهة أخطر تهديد يواجه المسلمين في تلك الظروف. ثم أخذ الحق سبحانه يكشف انحرافات عقائد أهل الكتاب عن النهج الصحيح تحذيرا للمؤمنين من الوقوع فيها فقال عز وجل عن عقيدة اليهود: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 30]، واسم "عزير"قرأه عاصم والكسائيُّ بالتنوين: "عُزَيْرٌ"، والباقون من غير تنوين، للخلاف بينهم في عروبة الاسم فيصرف، أو في عجمته فيمنع من الصرف،قال عنه عبيد بن عمير: هذا رجلٌ من اليهود اسمه: فنحاص بن عازوراء، هو الذي قال: ﴿ إِنَّ الله فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ ﴾ [آل عمران: 181]، - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -، وقال غيره:هو رجل صالح من عُبَّاد بني إسرائل حفظ التوراة صبيا وسباه البابليون مع قومه فقتلوا علماءهم ولم يقتلوه لصغر سنه، فعمر طويلا ونسي التوراة ونسيها قومها، فضاع أصلها ثم بعد عودتهم من السبي وقد بلغ مائة وعشرين سنة تذكرها وأملاها عليهم، فغلوا فيه وادعوا بنوته لله - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -، وقد روى سعيدُ بن جبير وعكرمة عن ابن عباس قال: "أتى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جماعة من اليهود: سلام بن مشكم، والنعمان بن أبي أوْفَى، وشاس بن قيس، ومالك بن الصيف، فقالوا: "كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا، ولا تزعم أنَّ عُزيراً ابن الله؟" فنزلت هذه الآية. ثم بعد أن عاب عليهم القرآن ذلك ادعوا له النبوَّة كعادتهم في ترقيع تراثهم الديني منذ ضاع أصله أثناء الأسر البابلي الذي تكرر مرتين، على يد نبوخذ نصر الكلداني في بابل بالعراق، أولاهما عام 597 ق م، والثانية عام 586 ق م، وتمت عودتهم إلى فلسطين على يد قورش الفارسي بعد سقوط مملكة الكلدانيين، وفي خضم محنهم المتوالية هذه كانوا يحاولون استرجاع تراثهم الديني كتابا وأخبارا، فتعبث بما يسترجعونه من الذاكرة أهواء الأحبار والساسة والعوام، ويعيث فيه النسيان والخرافات والأساطير والمبالغات، ثم نقل عن طريق من أسلم منهم كثير منها مما يطلق عليه المحدثون لقب "الإسرائيليات" إلى التراث الإسلامي والثقافة الشعبية وينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أو إلى بعض صحابته رضي الله عنهم، مثل ما نسب لابن عباس من أن عزيرا هو الذي مر على القرية الخاوية في قوله تعالى: ﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 259]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النقل من اهل الكتاب ويغضب منه غضبا شديدا فيما رواه جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه، من بعض أهل الكتب، فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وقال: (أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي). ثم عقب الحق تعالى بذكر فساد عقيدة النصارى فقال عز وجل: ﴿ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ﴾ التوبة 30، أي: وكما انتهى التوحيد عند اليهود إلى جعل عزير ولدا لله ثم نبيا، انتهي الأمر بالتوحيد عند النصارى إلى أن أشركوا بالله وزعموا أن المسيحَ عيسى ابنَ مريم ابنٌ لله – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -، في إشارة إلى تناقضهم مع أصل التوحيد الحق الذي بعث به الرسل والأنبياء من آدم إلى موسى وعيسى وخاتمهم محمد عليهم الصلاة والسلام، كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وقوله عز وجل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]، وقوله سبحانه: ﴿ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ﴾ [الزخرف: 45]، وإنما دخل الشرك في أتباع عيسى عليه السلام من بني إسرائيل، عندما عاث فيهم الضعف والمهانة والاضطهاد تحت حكم الوثنيين من الكلدانيين ثم الفرس ثم البيزنطيين، وبلغ بهم ذلك حد الوشاية بعيسى عليه السلام والتحريض على قتله، ثم العبث بالإنجيل من بعده حتى ضاع أصله وصار مجرد كتابات لبعض أتباعه وتلامذته الذين دأبوا على التبشير به، مدعين أن الروح القدس تعلمهم وتلهمهم في غيابه، ففتح بذلك عليهم باب من أبواب الشيطنة والتلفيق والكذب على الله فضلوا، ونقلوا إلى أتباعهم أناجيل متناقضة[6] وعقائد مضطربة، ثم تحولت عقيدة التوحيد عندهم بالتدريج إلى الغلو في عيسى عليه السلام، ثم السقوط في كفريات ادعاء بنوته لله تعالى، وتخاريف الحلول والاتحاد، ووحدة الوجود، ثم في المجمع المسكوني الهادف إلى توحيد الكنائس المسيحية المنعقد في "نيقية"[7] سنة 325 م، عمد راعيه الامبراطور الوثني قسطنطين (272 م – 337 م) إلى فرض هذا الاعتقاد على الكنيسة ورفض ما سواه، وإصدار أول قرار رسمي بتأليه المسيح وقمع من يقول ببشريته، واعتبارهم هراطقة وكفارا، فكان بذلك الأصل في عقيدة تأليه عيسى ثم تأليه أمه مريم عليها السلام، وفي عقيدة التثليت ذات الجذور الوثنية وما كان الإمبراطور الوثني يؤمن به، وما ساد في الشرق من قبل ونقل إلى التراث اليوناني، لذلك سفه الحق تعالى دعواهم هذه بقوله:﴿ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ ﴾ [التوبة: 30] أي مجرد قول لا يعضده برهانٌ، وادعاء تافه لا مصداقية له، ولفظ أجوف لا معنى له لدى العقلاء، ﴿ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ﴾ [التوبة: 30]، والفعل: "يُضَاهِئُونَ" [التوبة: 30]، من: ضَهِيَ يضهى، قال ابن فارس في مقاييس اللغة: "الضاد والهاء والياء أصل صحيح يدل على مشابهة شيء لشيء"، وضاهاه أي شابهه وشاكله، وقد يهمز فيقال: ضاهأه، أي شابهه وشاكله، والمضاهاة والمضاهأة: المشابهة والمشاكلة، أي أن اليهود والنصارى بأقوالهم في عزير وعيسى مجرد مقلدين لمن سبقهم من قبل إلى تلك الأقوال، في إشارة إلى الديانات الهندية قبلهم، إذ يجسدون معبوداتهم في زعمائهم ثم في تماثيل يصنعونها لهم، وفي بعضها أن بوذا ابن لله - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -، وأنه هو المخلِّص للبشرية من مآسيها وآلامها، وأنه يتحمَّل عن البشر خطاياهم، وما كان في اليونان من تجسيد لمعبوداتهم في النجوم والكواكب، وما كان يذهب إليه مشركو العرب من الزعم أن اللات والعزى ومناة الثالثة بنات الله، قال الحسن: "شَبَّهَ كُفْرَهُمْ بِكُفْرِ الَّذِينَ مَضَوْا مِنَ الْأُمَمِ الْكَافِرَةِ كَمَا قَالَ فِي مُشْرِكِي الْعَرَبِ: ﴿ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾"، ولذلك عقب الحق تعالى عليهم إذ اختاروا الضلالة على الهدى بالدعاء عليهم: ﴿ قاتَلَهُمُ اللَّهُ ﴾ [التوبة: 30]، أي لعنهم ودمرهم ما أضلهم وأشنع حالهم ﴿ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [التوبة: 30]، أي: عجبا لهم كيف يصرفون عن الحق إلى الباطل وقد قامت الأدلة على باطل ما يؤمنون به. ثم بالتفات بياني دقيق إلى مصدر هذا الفساد في عقيدة أهل الكتاب يهودا ونصارى قال تعالى: ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ﴾ [التوبة: 31]، والأحبار جمع حبر وهو العالم مطلقا، ومنه حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ الْأُوَلَ فَهُوَ حَبْر) أي فهو عالم [8]، أطلق قرآنيا على علماء بني إسرائيل، والرهبان جمع راهب يطلق لقبا لرجال الدين النصارى، والأرباب جمع "رب" وهو مالك الشيء والمتصرف فيه والحاكم المتحكم فيه، قال السُّدى: "الأحبارُ من اليهود، والرهبان من النصارى؛ فإن الأحبار هم علماء اليهود كما قال تعالى: ﴿ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ﴾ [المائدة: 63]، والرُّهبان: عبَّاد النصارى، والقسيسون: علماؤهم، كما قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا ﴾ [المائدة: 82]"، والقرآن في هذه الآية الكريمة يعيب على اليهود والنصارى اتخاذهم من رجال دينهم أربابا وآلهة، تقوم مقام الله في وضع الأحكام والتشريعات والنظم والقيم ﴿ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 31]، أي من دون الرجوع إلى شرع الله المنزل على الرسل ﴿ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ﴾ [التوبة: 31]، اتخذوه كذلك ربا لهم يقوم مقام الله في العطاء والأخذ والمغفرة والتطهير والتطهر، والتدبير والتقدير، أي أنهم خصوا الخلق من الأحبار والرهبان والرسل بصفات الخالق فكفروا، سواء اعتقدوا ذلك أو عملوا بمقتضاه، يؤكد هذا المعنى ما رواه التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ: (مَا هَذَا يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ) وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ "بَرَاءَةٌ": ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ﴾ [التوبة: 31]، ثُمَّ قَالَ: (أَمَا إنهم لم يكونوا يعبد ونهم وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ)، وما فهمه وأجاب به حذيفة رضي الله عنه عندما سئل عن قوله تعالى: ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 31]، "هَلْ عبدوهم؟"، فَقَالَ: "لَا، وَلَكِنْ أَحَلُّوا لَهُمُ الْحَرَامَ فَاسْتَحَلُّوهُ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمُ الْحَلَالَ فَحَرَّمُوهُ". يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |