|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التحذير من قراءة القرآن للدنيا الشيخ عبدالعزيز السلمان قال محمد بن الحسين الآجري - رحمه الله تعالى -: فأما من قرأ القرآن للدنيا، فإن من أخلاقه أن يكون حافظًا لحروف القرآن مضيعًا لحدوده، متعظمًا في نفسه متكبرًا على غيره، قد اتخذ القرآن بضاعةً يتأكل به الأغنياء، ويستقضي به الحوائج، يعظم أبناء الدنيا، ويحقر الفقراء. إن علم الغني رفق به طمعًا في دنياه، وإن علم الفقير زجره وعنَّفه؛ لأنه لا دنيا له يطمع فيها. يستخدم به الفقراء، ويتيه به على الأغنياء إن كان حسن الصوت أحب أن يقرأ للملوك ويصلي بهم طمعًا في دنياهم. وإن سأله الفقراء الصلاة بهم ثقل ذلك عليه لقلة الدنيا في أيديهم، وإنما طلبه الدنيا حيث كانت ربض عندها. يفخر على الناس بالقرآن ويحتج على من دونه في الحفظ بفضل ما معه من القراءات، فتراه تائهًا متكبرًا كثير الكلام، يعيب كل من لم يحفظ كحفظه. ومن علم أنه يحفظ كحفظه طلب عيبه، متكبرًا في جلسته، متعاظمًا في تعليمه لغيره، ليس للخشوع في قلبه موضع، كثير الضحك والخوض فيما لا يعنيه، يشتغل عمن يأخذ عليه بحديث من جالسه. هو إلى استماع حديث جليسه أصغى منه إلى استماع من يجب عليه أن يستمع له، يوري أنه لم يستمع حافظًا، فهو إلى كلام الناس أشهى منه إلى كلام الله عز وجل، لا يخشع عند استماع القرآن، ولا يبكي ولا يحزن، ولا يأخذ نفسه بالفكر فيما يتلى عليه وقد ندب إلى ذلك. راغب في الدنيا وما قرب منها لها، يغضب ويرضى إن قصر رجل في حقه، قال أهل القرآن: لا يقصر في حقوقهم وأهل القرآن تقضى حوائجهم. يستقضي من الناس حق نفسه ولا يستقضي من نفسه ما لله عليها، يغضب على غيره ولا يغضب على نفسه لله. لا يبالي من أين اكتسب من حرام أو من حلال، قد عظُمت الدنيا في قلبه إن فاته شيء منها لا يحل له أخذُه، حزِن على فوته. لا يتأدب بآداب القرآن ولا يزجر نفسه عن الوعد والوعيد، لاهٍ غافل عما يتلو أو يتلى عليه. هِمَّتُه حفظ الحروف إن أخطأ في حرف ساءه ذلك؛ لئلا ينقص جاهه عند المخلوقين، فتنقص رتبته عندهم. فتراه محزونًا مغمومًا بذلك، وما قد ضيَّعه فيما بينه وبين الله مما أمر الله به في القرآن أو نهى عنه، غير مكترث به. أخلاقه في كثير من أموره أخلاق الجهال الذين لا يعلمون لا يأخذ نفسه بالعمل بما أوجب الله عليه في القرآن إذا سمع الله عز وجل قال: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]. فكان من الواجب عليه أن يلزم نفسه طلب العلم، لمعرفة ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فينتهي عنه إلى أن قال رحمه الله تعالى: فأما العاقل إذا تلى القرآن استعرض القرآن، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح منه. فما حذَّره منه مولاه حذره، وما خوَّفه به من عقابه خافه، وما رغبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه. فمن كانت هذه صفته أو ما قارب هذه الصفة، فقد تلاه حق تلاوته، ورعاه حقَّ رعايته، وكان له القرآن شاهدًا وشفيعًا وأنيسًا وحرزًا. ومن كان هذا وصفه نفع نفسه، ونفع أهله وعاد على والديه وعلى ولده كل خير في الدنيا والآخرة؛ انتهى كلامه باختصار وتصرف يسير. طوبى لمن أرضى الإله مسارعًا ![]() إلى سبل تهديه للرحلة الأخرى ![]() وقام وصلى في الدياجي ودمعه ![]() على خده تجري بمقلته العبرا ![]() وأخلص لله العظيم قيامه ![]() وراقبه سرًّا وراقبه جهرَا ![]() وأحيا ليالي عمره بقيامه ![]() إلى ربه في الليل وامتثل الأمرا ![]() فذاك بحمد الله في طيب عيشة ![]() يفوز بها صومًا ويحظى بها فطرا ![]() اللهم قابِل سيئاتنا بإحسانك، واستُر خطيئتنا بغفرانك، وأذْهب ظلمة ظلمنا بنور رضوانك، واقهر عدوَّنا بعز سلطانك، فما تعوَّدنا منك إلا الجميل، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |