قوة الإسلام.. في عقيدته الواضحة

[ابوالوليد المسلم]

قوة الإسلام.. في عقيدته الواضحة

من أجمل القصص التي يمكن لنا أن نسمعها في هذا العصر، قصص الداخلين في رحاب الإسلام، الذين تركوا أهلهم وأموالهم وعاداتهم ودينهم من أجل التوحيد وعبادة الفرد الحميد.

(الدعوة) التقت رجالاً ولدوا من جديد ليحدثونا عن حياتهم قبل وبعد الإسلام وكيف استطاع الإيمان الدخول إلى قلوبهم والاستقرار فيها؟

انطباع إيجابي
بداية يقول الآسيوي (راوول) الذي غير اسمه بعد الإسلام إلى أمير:
«رأيت أحد أصدقائي ذات مرة وقد تغيرت نظرته للحياة فعاد إيجابياً متفائلاً كما يتميز بذلك سكان المملكة فظننته تأثر بالطبائع، فلما سألته ممازحاً: كيف ورثت الأخلاق؟ أجاب بأنها أمور لا تورث، بل هو دين يبدل حياة الناس للأفضل، فلم أصدق عيش المسلمين بإيجابية وأمان وراحة نفسية كما رأيت في بلاد الحرمين، بل ظننت تلك النفسية متوارثة عبر الأجيال»، ولقد استغربت هذه الكلمات من صديقي فبدأت أشك في ديني الذي أنا عليه وحاولت التعرف على الإسلام فاتجهت إلى مكتب دعوة الجاليات في جدة في حي السلامة فكتب الله لي الهداية ودخلت في دين الله.
وأضاف: إسلامي كان بسبب النظرة الإيجابية التي اعترت زميلي لكني الآن لم أصبح ذا نظرة إيجابية فقط بل ممتازة، وكذلك العائلة التي عملت لديها سائقاً كانت سبباً آخر، وذلك لأخلاقهم العالية معي وحسن تعاملهم ورحمتهم بي ورأفتهم عليّ.
الإسلام بعيد عن الخرافات
ابتسامة عريضة تعلو وجهه المنير وهو يسير بين المسلمين الجدد أثارت فضولي فسألته عن السبب فكانت إجابته: لقد ولدت من جديد.
(فكتور هورس) الذي غير اسمه بعد الإسلام إلى إسماعيل أشار إلى أن سبب اختياره لاسم إسماعيل أنه سمع بقصته عليه السلام وما تحمله من معان نبيلة وإيجابية؛ حيث كان مخلصاً في طاعة أبيه، متمنياً أن يكون مثله في طاعة ربه وإخلاصه في هذه الطاعة.
وعما جذبه للإسلام يقول: إنه دين العقل والنقل وأكثر ما جذبني للإسلام أنه دين يبعد عن الخرافات والتشتت ويساير العقل إضافة إلى حرصه على العدل والمنطق.
وعن وصف شعوره بعد إسلامه بيَّن أنه في غاية السعادة لأنه غير دينه إلى دين الحق والهدى والنور.
التأمل في عظمة الجبال
«أنا دائم التأمل في الطبيعة والكون وأذهلني شكل الجبال وضخامتها» بهذه الكلمات علل (بيرمين أدريان) الذي غير اسمه بعد الإسلام إلى خالد سبب إسلامه.
وقال: أرى دائماً الخلق وأتأمل قدرة الصانع فلا يمكن للعقل تصديق أن العالم مادة، وقد رأيت في بلدي تلك الشلالات الضخمة المنحدرة من أعالي سفوح الجبال حتى جال في خاطري ذات مرة الرغبة في معرفة من أثر في الكون أو كان له يد أو بصمة وراء هذا الصنيع.
وأوضح أنه عند قدومه إلى السعودية ورأى عبادة الناس، لم يفهم لمن كانت توجه، فغالب العالم يعبدون أشياء لا تأثير لها في الكون.
وذكر أنه ما أن علم أن المسلمين يعبدون رباً هو خالق الكون حتى بكى ودخل في الإسلام وكأنه وجد ضالته التي بحث عنها منذ زمن، وأبدى خالد سعادته بهذا الدين العظيم قائلاً: هل يخاف من كان الله معه؟!

نظام الكون الدقيق
(إري إذي) غير اسمه بعد الإسلام إلى إلياس يبدأ كلامه بعبارة: من تمعن الكون تفهم أن ترتيبه ونظامه لم يأت سدى.
ويقول: قرأت عن نظام الكون والملكوت ودوران الشمس والقمر على الأرض وحركة الأفلاك وخلق الإنسان والنظام الدقيق في جسمه إضافة إلى عجائب المخلوقات فرأيتها خلقاً عجيباً محكماً.
وتابع برؤية فلسفية قوله: كنت أسمع في ديانتي السابقة أن الكون يديره عدد من الآلهة فتعجبت: لماذا لم نسمع أي تضارب بينهم؟! وكيف هذا النسيج الخلقي قسموه دون أن يتعدى أحدهم أو يزيغ على الآخر رغم أن الكون في ترتيبه يدل على أن الإدارة واحدة فلا يعيش جسد أو كون واحد إلا برأس واحد يسير أموره؟!
وأكَّد إلياس قناعته بأن الله ألهمه معرفة الحقيقة الواضحة التي يقتنع بها العقل والمنطق قبل الكلام، فقد قرأ في أحد الكتب أن الخالق واحد وأن المسلمين هم من يسيرون على هذه القاعدة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً.
وقال: بدأت التعرف على الإسلام لأكتشف أنني مسلم بالفطرة كما أن غيري ممن لا يدينون بالإسلام هم أساساً مسلمون بالفطرة إلا أن ما ينقصنا هو النطق بالشهادة فقط.
وأوضح إلياس أنه نطق الشهادة ودخل الإسلام الذي لا حيلة للناس في التخلف عنه أو إنكار شمسه التي لا تحجب.
نظام المسلمين.. أبهرني
قصة دخول (روينفانيرو) الإسلام يرويها فيقول: شاهدت هدوءاً غريباً حل على جماعة من الناس وكأنهم واقفون عسكرياً فالجمع الكبير من الناس يتحركون كما نتحرك، وإذا بهم توقفوا فجأة وعم هدوء في المكان فنظرت فإذا هم واقفون كالعسكر لا حركة أو كلام رغم عدم وجود قائد لهم.
ويواصل: استغربت المنظر وسألت عن السبب فأخبرت أن هذه إحدى شعائر الإسلام ويسمونها الصلاة، فكانت هذه نقطة تحول في حياتي وقررت حينها أن أعتنق هذا الدين الذي يدعو في أصله إلى النظام.
مختتماً كلامه بقوله: شعرت بإحساس غريب أمام المنظر ما دفعني إلى الإسلام، وأنا اليوم سعيد وأشعر أني تطهرت من جديد.
نداء في المنام
أما عن مادفن الذي هداه الله للإسلام وأصبح اسمه خالدا، فيحدثنا عن قصة إسلامه التي ارتبطت بيوم الجمعة فيقول: في يوم من أيام الله وتحديداً في عيد المسلمين صباح الجمعة ولدت من جديد، وأنا قد دعيت إلى الإسلام مرات كثيرة فلم استجب، لكن قصتي غريبة فأنا لم أتأثر بدعوة ولا بفعل أو كتاب معين بيد أنني لا أستطيع أن أنسى تلك الحادثة التي حصلت لي في إحدى الليالي الغامضة وفيها تغير مجرى حياتي، أعني ليلة الخميس ثم صبيحة الجمعة فعندما نمت تلك الليلة سمعت صوتاً غريباً يناديني ويأمرني أن أذهب إلى المسجد وأنا أعلم أن المسجد مكان المسلمين، فاستيقظت خائفاً وجلاً وانتظرت طلوع الشمس ولم أتردد في السؤال عن مكان دعوة الجاليات، فاتجهت لذلك المركز لأعرف ماهية هذا الدين، وما أن وصلت إلى هناك حتى أخبرت أن الإسلام منهج حياة، وشرح لي هناك بعض محاسنه فدخلت مباشرة إلى هذا الدين الإسلامي العظيم.
ويواصل خالد حديثه فيقول: مضى على دخولي هذا الدين عدة أشهر وأنا أحس بالسعادة؛ فلله الحمد على ما أنعم الله به علي.
أنقذني الله وهداني
في مكتب دعوة الجاليات في حي السلامة عشنا لحظة إسلام (أنار جوي) الذي نطق الشهادة أمامنا واختار أن يكون اسمه محمد اقتداء بخير الأنام رسول الله [، فيقول عن قصته: لم أكترث أبداً عندما سمعت عن الإسلام لمرات عديدة وقلت: ما الذي يميز هذا الدين، ولكنني بعد أن أطرقت سمعي وأنصت جيداً وعلمت أنه يمتاز بعقيدة رب واحد هو المسيّر للكون طارت روحي إلى الإسلام ووددت أن أصبح أحد أبنائه والدعاة إليه.
ويقول محمد: من أكثر ما كان يدهشني قبل اعتناقي لهذا الدين العظيم الذي ما زالت معجزاته تتوالى حتي يومنا هذا، حرص أبناء هذا الدين، من دون ملل، على دعوة غير المسلمين إلى دينهم حتى إن تكرارهم علي جعلني أظن للحظة أنهم على صواب، غير أني لم أعطهم أي اعتبار، وربما لم يصدقني الناس عندما يعلمون أن إعجابي بالإسلام بدأ منذ محاولتي التعرف على رب المخلوقات، فكتب الله الهداية لي؛ فله الحمد والمنَّة الذي أنقذني من النار.


اعداد: منصور خريش