|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عنصرية أمي الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشكو تعامُل أمِّها معها، فأمُّها تراها سببًا لكل شيء سيئ يحدث في البيت، ما دمَّرها نفسيًّا، وجعلها تفكِّر في الانتحار، وتسأل: كيف تعامل أمها؟ لا أعرف كيف أتعامل مع أمي؛ فهي شخصية حساسة وسلبية ودائمة الانتقاد لي، وترى ذلك من باب التربية، وأنها بهذا الشكل تفعل الصواب، أسلوبها هكذا مع الجميع، لم أعد أستطيع تحمُّلَ ذلك، في البداية كنت أرد عليها، والآن أصبحت أسمع كلامها ولا أقول شيئًا، كرهت نفسي، وكرهت أمي؛ فهي تعاملني بعنصرية، وتعاقبني على أفعال أختي الصغرى، ولا تعطيني الفرصة لأبرزَ موقفي، دائمًا أنا المخطئة والعصبية والنكدية، سواء تكلمت أم لا، أحاول إسعادها بأي وسيلة، لكن لا شيء يعجبها، أنا على وشك أن أتخرج في الجامعة، ولكني دُمِّرتُ نفسيًّا، ليس لديَّ أصدقاء، لا أحد كي أتكلم معه، حاولت إلهاء نفسي بالكورسات وحلقات الذكر والقرآن، لكن بلا فائدة، سئمت الحياة، أصبحت أتمنى الموت كل دقيقة، فكرت في الانتحار مرات عديدة، ولكني أخاف عقاب الله، لدي مشكلة في عدم الانتظام في الصلاة، وأمي تقول لي: أنتِ كافرة، وأنتِ شيطانة، وتسمح لأختي الصغرى بأن تسبني وتضربني، مع أن فارق السن بيننا تسع سنين، ترى أنني سبب جميع المشاكل التي تحدث، دلوني كيف أتعامل معها دون أن أكون عاقة لها؟ فأنا أحبها وأحب أختي أيضًا، ولكن كلامها ونظراتها تجعلني أبتعد في ألمٍ، أتمنى أن أبكي في حِضنها، وأضحك معها، وأتكلم معها، لكنها تردُّني دائمًا، مهما حاولت من إصلاح نفسي، أنا لا أبرِّئ نفسي، فقد صدر مني ما يغضبها، لكن ليس إلى هذا الحد، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فيبدو للقارئ لمشكلتكِ الآتي: ١- أنتِ وأمكِ حساستان جدًّا وغضوبتان أيضًا، وكل واحدة منكما معتدة بآرائها. ٢- نتيجة لغضبكِ ولحساسيتكِ وقعتِ سابقًا مع أمكِ في أخطاء، ولأن أمكِ أيضًا حساسة جدًّا وشديدة الغضب، فقد أخذت منكِ موقفًا سلبيًّا، وعدم تقبل لاعتذاراتكِ. ٣- من طباع الحساسين أنهم يُفسرون كل تصرف من الغير تفسيرًا سلبيًّا، وربما رأوا أن الغير يحتقرهم ويتقصدهم بما يسوؤهم، وكذلك يرى الحساس أن تصرفاته هي السليمة وغيره يخطئون دائمًا، وهذا كله ينطبق عليكِ وعلى أمكِ. ٤- يبدو أن عندكِ مشكلة نفسية تُسبب لكِ الأزمات وعدم تقبل الغير لكِ، ومن مظاهر ذلك عدم وجود صداقات لكِ مع زميلات الدراسة، فهل سببها الحساسية المفرطة، أو سرعة الغضب، أو كثرة النقد للغير بما يجعلهم ينفرون من مصادقتك، أو أنكِ منطوية على نفسكِ من تأثير المشاكل بالبيت؟ ٥- ذكرتِ أنكِ مفرِّطة في الصلاة وأن أمكِ تعَيِّرُكِ بذلك. وعمومًا لعل الحل لمشكلتكِ بمشيئة الله سبحانه في الآتي: أولًا: لا بد لكل منكما من التخلص من أسباب المشاكل؛ أي التخلص من أسباب العناد والحساسية المفرطة، والغضب وسوء الظن، وذلك بالآتي: الدعاء. الاستغفار. الاسترجاع. الصدقة. مجاهدة النفس. المحاسبة على الأخطاء. تقديم التنازلات. وربما تحتاجان لطبيب نفسي لدراسة نفسيتكما. ثانيًا: من المؤكد أن لتفريطكِ في الصلاة دورًا كبيرًا في حصول المشاكل وتسلط أمكِ عليكِ، فالمحافظ على الصلاة تنهاه صلاته عن المنكرات؛ التي منها العقوق والظلم وغيرها؛ قال سبحانه: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]. وأهم من ذلك أن ترك الصلاة كفر عند جمع من العلماء للحديث الآتي: عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن بين الرجل وبين الشرك والكفر: ترك الصلاة))؛ [رواه مسلم]. فاتقي الله وتوبي فورًا من تساهلكِ بالصلاة، وحافظي عليها في أوقاتها بأركانها وواجباتها، وشروطها وسننها، وخشوعها. ثالثًا: قولكِ أنكِ التحقتِ بحلقات قرآن ولم تستفيدي مردودٌ عليكِ؛ إذ كيف تريدين الاستفادة منها، وأنتِ مفرطة في الركن الثاني من أركان الإسلام وهو الصلاة؟ ثم إن هذا القرآن كلام الله سبحانه، من أتاه بصدق نفعه الله به؛ قال سبحانه: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82]، وقال عز وجل: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]. رابعًا: اعلمي وفقكِ الله أن بر الوالدين واجب عظيم لا يزول ولا يضعف بسبب أخطائهما، بل هو أعظم حق بعد حقوق الله سبحانه؛ كما قال عز وجل: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]. فاجتهدي في بر والديكِ؛ فهو سبب عظيم للبركة والخير في الدنيا والآخرة. خامسًا: يبدو أنكِ تعاملين أمكِ وكذلك زميلاتكِ بشيء من الجفاء والجدية الزائدة، وتفتقدين فن الاحتواء والتلطف، ولعل هذا سر نفرة أمكِ وزميلاتكِ منكِ، فلا بد من التخلص من هذه السلبيات. حفظكِ الله وشفاكما ورزقكِ بر والديك. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |