|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا أتعامل بوصفي إنسانا طبيعيا الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتى في الرابعة عشرة من عمره يذكر أنه لا يستطيع التعامل بصورة طبيعية في المجتمع؛ بسبب الخوف والحرج، وضعف الثقة بالنفس، ويسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم. أنا في الرابعة عشرة من عمري، لديَّ مشاكل نفسية كثيرة؛ منها: أنني لا أتصرف تصرفًا سليمًا، ولا أستطيع أن أتعامل مع الأشياء الطبيعية في المجتمع، بسبب الخوف والحرج، وكأن لديَّ عشر سنوات، وما فهمت الحياة إلا منذ سنتين، لكن وقعت مشاكل كثيرة جعلتني خائفًا من أي أحد يصيح في وجهي، أو يحرجني، حتى إن الناس تستغرب لشدة رد فعلي عند الصياح أو حدوث أمر مفاجئ، وأبي دائم الانتقاد لي على هذا الانفعال، أُسبِّب مشاكل كثيرة، وفي الوقت ذاته أنا عنيد، فإذا أمرني أحدهم - كوالدي مثلًا - بالتصرف جيدًا، لا أطيع كلامهم، وأقول لنفسي أني أعرف كيف أتصرف في حياتي جيدًا. اهتديت وأصبحت أحافظ على الصلاة في وقتها، ولا أؤخر الصلاة، وصبحوأصبحت وصرت الآن الجميع في عائلتي ينتقدني عندما أدعوهم لعدم تأخير الصلاة، عدا أبي؛ لأني لا أدعوه للصلاة؛ خوفًا منه، وأقول في نفسي: إن عائلتي يستوعبون النصح بعسرٍ، فكيف بأبي؟ أشعر أنني قد فقدت ثقتي بنفسي، وأنني قد أعود لتأخير الصلاة مرة أخرى، وأمي أكدت لي أنه لا شيء بي، غير أنني أفتقد التركيز، وليس عندي ثقافة الاعتذار، أحيانًا أفكر في الانتحار، وأحيانًا أرى مصيري نار جهنم في الآخرة؛ لأني لم أفعل شيئًا صحيحًا في حياتي، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: أولًا: يبدو من وصفك لحالتك أنك تعاني من آثار صدمات نفسية من تعاملات سابقة معك، قد تكون من البيت، أو المدرسة، أو الأصدقاء، ونتيجة لها تفتقد الثقة بنفسك، وتتضايق كثيرًا من رفع الصوت عليك؛ ولذا فمشكلتك تحتاج لعرضك على مستشار أو طبيب نفسي لإعادة جسور الثقة إليك. ثانيًا: ولكن قبله وأهم منه عليك بالعلاجات الشرعية المهمة جدًّا جدًّا؛ وهي: أ- الدعاء. ب- الاستغفار. ج- الاسترجاع. د- مجاهدة نفسك على التخلص من كل ما تعاني منه. ه- تقوية ثقتك بالله سبحانه وتوكلك عليه. ثالثًا: أما تفكيرك في العودة إلى تأخير الصلاة، فهي حيلة شيطانية لوقوعك في معصية الله سبحانه، بالتدرج إلى التأخير، ثم الترك للصلاة الذي عدَّه النبي صلى الله عليه وسلم كفرًا؛ كما في الحديث الآتي: عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن بين الرجل وبين الشرك والكفر تركَ الصلاة))؛ [رواه مسلم]. فاحذر واستعذ بالله من شر هذه الخاطرة الإبليسية. رابعًا: وكذلك تفكيرك في الانتحار تفكير في كبيرة من الكبائر، الوقوع فيها يُردِي صاحبه في جهنم التي آلامهما أشد من آلام الدنيا كلها؛ قال الله سبحانه عنها: ﴿ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81]. وقال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ((نَارُكُمْ جُزْءٌ مِن سَبْعِينَ جُزْءًا مِن نَارِ جَهَنَّمَ، قيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قالَ: فُضِّلَتْ عليهنَّ بتِسْعَةٍ وسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا))؛ [رواه البخاري]. خامسًا: خذ هذه الفائدة المهمة لك؛ قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في جواب له عن حكم الانتحار: "الانتحار منكر عظيم، وكبيرة من كبائر الذنوب، لا يجوز للمسلم أن ينتحر، يقول الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((من قتل نفسه بشيء عُذِّب به يوم القيامة))، فالواجب على المؤمن التصبر والتحمل، إذا حصلت له نكبة ومشقة في دنياه ألَّا يعجل في قتل نفسه، بل يحذر ذلك، ويتقي الله، ويتصبر ويأخذ بالأسباب: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2]. سادسًا: أما تفكيرك أنك لم تفعل شيئًا صحيحًا، وأن مصيرك سيكون نار جهنم، فهذا كله نابع من احتقارك الزائد لنفسك، ثم إن المسلم إذا مات على الإسلام، فإن مصيره جنة عرضها السماوات والأرض، وذنوبه وتقصيره هي تحت مشيئة الله سبحانه، إن شاء عذبه بها، ثم أدخله الجنة بما في قلبه من التوحيد، وإن شاء سبحانه عفا عنه وأدخله الجنة ابتداء، فلا يخلد في النار إلا من مات على الكفر؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]. والخلاصة أن هذه الخواطر هي من الشيطان لصرفك عن الاستمرار في الخير، فحذارِ ثم حذارِ من الاستجابة لها. سابعًا: واعلم - حفظك الله - أن طاعة الله سبحانه وخاصة الصلاة والاستغفار هي مفتاح كل خير ورزق؛ قال سبحانه: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]، والتفريط في الطاعات والذكر والصلاة مفتاح كل شر وضيق؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 124 - 126]. حفظك الله، وثبتك على طاعته، وجمع لك بين الأجر والعافية. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |