ابنة زوجي تغيرت علي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 136815 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5549 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8183 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-10-2023, 10:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي ابنة زوجي تغيرت علي

ابنة زوجي تغيرت علي
أ. منى مصطفى

السؤال:
الملخص:
امرأة تزوجت رجلًا مطلقًا، وكانت ابنته ذات سبعة شهور، ربَّتها وعلَّمتها دون تفرقة بينها وبين أبنائها، ولما كبرت الفتاة واتصلت بأمها الحقيقية، أساءت إليها، وتغيرت عليها، بزعم أنه لا حق لها من البر، وهي تسأل: ما الرأي؟

التفاصيل:
تزوجت رجلًا مطلِّقًا، وكانت لديه طفلة ذات سبعة شهور، والحمد لله أحسنت تربيتها، وكنت أُفضِّلها على ولديَّ، ولم أفرق بينها وبين ولديَّ قطُّ، لم تكن أمها تسأل عنها، أنا من ربَّت وعلَّمت، ولما أن كبرت ابنتي، بدأت تذهب إلى والدتها، وتعود بحال غير الذي ذهبت به، وكنت لا أبالي بذلك، الآن هي في الثانوية العامة، وقد تغيرت تمامًا، ولم تعد تحترمني، وترفع صوتها فوق صوتي، حتى إنها لم تعد تخرج معي، وتقول: "إنكِ لستِ أمي الحقيقية؛ كي أبرَّكِ، وأنا لن أُحاسَب عليكِ"، نزلت الحسرة في قلبي، وبهدوء أعصاب حاورتها، لكنها أسمعتني كلامًا سالت على إثره دموعي أمامها؛ فاتَّهمتني بضعف شخصيتي، لا أدري لمَ تغيرت عليَّ، فأنا لم أذكر والدتها بسوء لا أمامها ولا من ورائها، أنا في حسرة وقهر، فلمَ تغيرت عليَّ؟ وهل لا حقَّ لي عليها من البر كما ذكرت؟ وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بُعث رحمة للعالمين؛ أما بعد:
فيا أختي الغالية، أثابكِ الله على ما قدَّمتِ، وجعل جزاءكِ عليه الجنة؛ فهو الكريم الحنَّان، المنان الودود، الغفور الرحيم.

كم أسعدني ولمس قلبي قولكِ عنها: (ابنتي)، رغم ما آلت إليه العلاقة بينكما، وهذا من حلمكِ وسعة صدركِ.

دعيني إذًا أتحدث بقولي: ابنتكِ!

ابنتكِ - يا عزيزتي - تمر بمرحلة عمرية معروفة بالتمرد وإثبات الذات، فتأكدي أنها مع أمها أسوأ من ذلك بكثير، ولا أشك أنها تنصب نفسها قاضيًا يحكم على أمها التي ولدتها بالتنكُّر والجحود، وأنها ألقت بها لأبيها لتعيش حياتها ... وغير ذلك من الاتهامات التي لا أول لها ولا آخر.

نخرج من هذا بأن الفتاة في مرحلة عمرية خطيرة، تحتاج أن تثبت للعالم كله أنها حرة، وذات رأي، وذات شخصية، وأنه ليس لأحد التحكم فيها، أو أن يأسرها بجميل قدَّمه لها.

وهذا طبيعي جدًّا بين الأم والبنت، وبين الذَّكَر والأب، وهي مرحلة تبدأ من البلوغ، وتطول أو تقصر بحسب نضج الإنسان، وقد تمتد للعشرين، فلا تحزني؛ فلو أنكِ ولدتِها وربيتِها كان سيحدث الأمر نفسه.

فاصبري وأتمِّي جميلكِ، ولا تكثري معها النقاش، وقدمي لها النصيحة دون إلزام، ذيِّلي دائمًا كلامكِ بجملة: هذا رأيي، وما يريحكِ فعله، فافعليه.

لتشعر أنها حرة، فإن كانت ذا فطرة سوية فبمجرد أن تشعر بحريتها، ستعود إليكِ مختارة، تناقشكِ وتأخذ برأيكِ غالبًا، وإن كانت رعناء واقعة تحت تأثير صحبة فاسدة – مثلًا - سيرد رأسها حائط الصدمات، وعندها ستأتي تقبِّل رأسكِ، وتعترف لكِ بالأمومة والمحبة.

فلا تحزني وقري عينًا، واحتسبي تربيتكِ لها من أعمال البر، ومن أعمال طاعة الزوج وحسن عشرته، وهذا باب أوسع للأجر.

نعم، أنا معكِ أن التنكُّرَ يخلق غُصَّة بالحلق، وانكسارًا بالقلب، ولكن والله إن كان عملكِ لله خالصًا، فسيبدل الله حزنكِ فرحًا، وانكساركِ جبرًا، فهو القوي العدل المتين الذي ميزانه بالذرة، كيف يضيع عنده إحسانكِ إليها وإلى والدها بتربيتها، بل وإلى أمها، بأن كنتِ خيرَ بديل لها، ثم انتبهي يا حبيبة: ألم تواجهكِ آلاف من حالات العقوق بين الأم وبناتها؟ فهذا ليس مرتبطًا بأنكِ الأم الوالدة أم الأم المربية، بل هو بلاء يقع فيه الشاب، ثم يتوب الله عليه إن علم في قلبه خيرًا، أو يعاقبه به في الدنيا والآخرة.

ارضي بما قدمتِ، وافرحي بأن الله رزقكِ نفسًا سمحة أعطت دون مقابل، وأحبت دون مصلحة، وسَلِي الله من فضله.

أما أنها لا تحترمكِ وترفع صوتها عليكِ، فهذا أبدًا لا يليق، فأنتِ لكِ عليها أكثر من حقٍّ، الأمومة والسن والرحم ... فاتخذي لعلاج ذلك خطوات؛ أولها تقليل الاحتكاك معها، ثم نصحها بحسمٍ بأنكِ ستقطعين صلتكِ بها تمامًا، إن لم تحترمكِ، والخطوة الأخيرة أن تشركي أمها وأباها في الأمر، ولا أرجو ذلك في العموم، إلا إذا استنفدنا كل السبل السلمية بينكِ وبينها.

على هامش الحياة عمومًا:
لا تضعي أملًا في أحد، سَلِي الله أن يغنيكِ، ويملأ قلبكِ به، فالعشم منجم الألم والخيبة، والشباب في زمننا متخبط يربيه اليوتيوب أكثر من والديه، فاتخذي سبيلًا بين الرفق والحزم، وأكثري من الدعاء لهم جميعًا؛ الولدين والفتاة.

واعلمي أن كسبكِ لود للفتاة أعظم من خسارتها؛ فهي ابنتكِ، ولكنها تمر بمرحلة انفعال وثورة في المشاعر السلبية والإيجابية، فاصبري كما صبرتِ سابقًا، وأجركِ على الله وحده.

أما عن سؤالكِ: أليس لي عليها حق البر؟
بلا شك، لكِ كل الحق، وهي ستعي ذلك لاحقًا، وستقدمكِ على أمها، عندما تنضج ستضع كل واحد في الميزان، وتعلم جيدًا من هو أولى ببرها، وسترين منها كل الخير بإذن الله.

كيف لا يكون بركِ واجبًا عليها، في حين أن بر الجار لمجرد أنه جار واجب وأصل مشرع من الله سبحانه؛ ألم يُروى عن حبيب الله صلى الله عليه وسلم: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه))، فكيف بكِ أنتِ، وأنتِ الأم التي ربَّت؟ وكيف بكِ أنتِ، وأنتِ التي اهتمت واعتنت وأطعمت وسقت وعلمت؟

عليكما التزام وصية المصطفى: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا))؛ فهي صغيرتكِ فارحميها، وأنتِ أمها فلتوقركِ.

فأكملي مشواركِ مبتغية الفضل من الله وحده، وستجدين كل الخير بحول الله، بارك الله عافيتكِ وولدكِ وثبتكِ على الحق والخير.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.11 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]