|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() محاضرات منتدى تراث الرمضاني الثالث – العدل وأثره في إصلاح المجتمع الحلقة الأولى إن ديننا الحنيف يتصف بوصفين عظيمين، أولهما أنه عادل في أحكامه، ومحسن في تشريعاته، وكامل في مقاصده، من هنا كان الحديث عن القيم الإسلامية وبناء هذه القيم في نفوس الأفراد والمجتمعات مهما؛ لأن القيم تؤدي وظيفتين، وظيفة دافعة ومُحركة وباعثة للإيمان، ووظيفة أو مهمة أخرى أنها تردع وتمنع من الانحراف عن الصراط؛ فأنت في سيرك إلى الله -تعالى- تحتاج إلى مُحرك وباعث ودافع، وتحتاج إلى رادع مانع، هكذا السير سواء كان في السير الحسي في أمور الدنيا، أم حتى في الأمور الدينية الأخروية. فأنت تحتاج في الطريق إلى باعث إيماني وباعث معنوي، وتحتاج إلى موانع وتحذيرات ورادع، ولهذا القيم تؤدي الوظيفتين في الأفراد وفي المجتمعات، تؤدي جانب التحريك والانبعاث والدافعية، وأيضا تكون رادعا ومانعا من الانحراف أو الوقوع في الخلل؛ لهذا فالمجتمعات التي تعيش بلا قيم، تعيش في فوضى. أمور كلية ومعان جامعة وهذه القيم هي أمور كلية ومعان جامعة؛ فإن الدين حقيقة من أوله إلى آخره يستند إلى هذه القيم؛ لهذا أسس العهد المكي على قيم ثابتة، وأول تلك القيم هي قيمة العبودية والإيمان بالله -تبارك وتعالى-، ثم جاءت قيم أخرى كالصدق، والأمانة، والعفة؛ ولهذا لما سأل هرقل أبا سفيان: بماذا جاء هذا النبي؟ قال: لقد جاء بالصدق والصلاة والعفة، إذًا أبو سفيان وهو عربي فصيح لم يجد بدًا أن يختصر ما جاء به النبي -[- إلا بذكر هذه القيم. الإسلام عقيدة وشريعة مقاصد رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم الواجب على الدعاة قيمة العدل مفهوم العدل قيمةً الأمر بالعدل أمر مطلق المطالبة بالحقوق حقيقة العدل ثمرة العدل ميزة العدل في شريعتنا لا يبذله للآخر، وهنا قاعدة مهمة، العلماء قالوا وقد استقرؤوا نصوص القرآن والسنة، قالوا: من لم يحقق العدل في نفسه، لا يتمكن من تحقيق العدل مع غيره. أصول لتحقيق العدل قيمةً الأصل الأول لتحقيق العدل الأصل الثاني: العدل مع النفس الأصل الثالث: العدل في الواجبات العينية هذه الثلاثة هي منطلقات مهمة، وتأصيلات شرعية في بناء العدل بمعناه الشرعي المنضبط؛ لهذا تجد أن العدل اليوم يُنتقص لانتقاص هذه الأصول، ولأنه عدل مبني على الاستئثار وليس على الإيثار، ولأن العدل يحتاج إلى بذل ومجاهدة كما سيظهر. شمول العدل وكماله لهذا يقول الله -تبارك وتعالى- على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - {وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ}، تأمل هذه الجملة القرآنية! الله -تعالى- يُخبر عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول للمشركين والكفار: إن عندنا أصلا وقيمة وأمرا، وهو أننا إذا تصرفنا معكم بالأقوال والأعمال والأحكام والتصورات والمنازعات وفي كل شيء، أُمرنا أن نعدل بينكم، العدل ليس خاصا لنا، وإنما هو عدل شامل، نحن حتى إذا حكمنا مع الكفار أو حكمنا بينهم فالأصل أننا نعدل عدلا تاما بينهم، فالعدل لا يجوز أن يتخلف، فمثلما نهى عن الظلم، نهي عن جميعه، وعن كل وسيلة موصلة إليه، وعن كل ما يعين عليه، فذلك العدل واجب وجوبا شموليا بهذا المعنى. وهذا معنى {وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ}. هذه حقيقة قرآنية وحقيقة شرعية. إذًا هو عدل عام. أمتنا أمة عدل عندما نحقق قيمة العدل بمعناه الشرعي المنضبط، سينظر إلينا غيرنا نظرة خاصة، أننا أمة عدل، وأن ديننا قائم على القسط والعدل، وليس على الظلم والجور، وهذا من أسباب تأليف قلوبهم على الإسلام، فيدخلون في دين الله أفواجا، وذلك لما نظروا إلى قيمة العدل وإلى واجب العدل، وإلى الأمر بالعدل في شريعتنا أنه شامل عام، وأنه مترجم في واقعنا الإسلامي ترجمة عملية، ومن ينظر في السيرة النبوية وسيرة الخلفاء وسيرة الأئمة الأعلام للقرون الخيرية يرى العدل بشكله الواضح.اعداد: الشيخ: فَتْحي بِن عَبدِ الله المَوْصِليِّ
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() محاضرات منتدى تراث الرمضاني الثالث – العدل وأثره في إصلاح المجتمع الحلقة الثانى ما زلنا في استعراض محاضرات منتدى تراث الرمضاني، وكنا بدأنا في عرض محاضرة الشيخ فتحي الموصلي التي كانت بعنوان: (العدل وأثره في إصلاح المجتمع)، وقد بين الشيخ أنَّ العدل من القيم العظيمة التي نحتاج إلى تحقيقها بوصفها قيمة إسلامية بمعناها الشرعي والمجتمعي، ثم بين الشيخ مفهوم العدل وحقيقته وثمرته، كما ذكر أصولا عدة لتحقيق العدل، منها: تحقيق العدل في باب التوحيد، والعدل مع النفس، والعدل في الواجبات العينية، ثم بين شمول العدل وكماله. أولا: العدل مقترن بالتوحيد من يتأمل في نصوص القرآن والسنة يلحظ أن العدل جاء مقترنا بالتوحيد، {قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ}. القيام لله أي إفراده بالعبادة وشهادة بالعدل في الأخبار َفي الأحوال. ثانيا: العدل مقترن بالعلم ثالثا: العدل مقترن بالصدق رابعًا: العدل اقترن بالإحسان خامسا: العدل جاء مقترنا بالأمانة والامتثال والطاعة. العدل السلفي وأعني به العدل القرآني السني الأثري، الذي كان على نهج السلف في الفهم الشرعي الدقيق، ولا أريد أن أذكر السلفية لمجرد الانتساب والتفاخر، إنما ذكرتها لبيان المعنى الصحيح الشرعي الشامل الذي سار عليه علماء السلف في مفهوم العدل، وعدل مقترن بهذه الخصال الخمس: عدل مع التوحيد، وعدل مع العلم، َوعدل مع الصدق، وعدل مع الإحسان، ثم عدل مع حفظ الأمانة وبذل الطاعة. هذا العدل هو الكامل الشامل الذي لو سُئلنا: كيف كان العدل عند السلف؟ قلنا: هذا هو هداهم، سواء في القيام بواجباتهم أم بالقيام ببذل الحقوق لغيرهم، أم في معاملة المخالفين لهم. تعامل القرآن مع المخالفين ومن لم يحقق هذه القيم: التوحيد، والعلم، والصدق، والإحسان، ويحفظ الأمانات ويبذل الطاعة لمستحقيها ولأهلها، لا يتمكن من تحقيق العدل؛ فالشريعة لا تقبل عدلا من غير صدق، ولا تقبل عدلا من غير علم، ولا تقبل عدلا من غير إحسان؛ لأنها شريعة في كل جوانبها وأجزائها هي شريعة قيم، وشريعة حضارة، وعمل؛ من هنا نحتاج إلى أن يتأصل عندنا العدل بهذه المعاني الدقيقة والمفاهيم الجليلة. وقفة مهمة حقيقة مهمة لهذا أدرك أهل الولايات والمماليك قديما وحديثا أن بقاء سلطانهم وثبات ملكهم في إقامة العدل، وهذا لأهمية العدل، ولكن هذه الخصيصة هي من حظ الدنيا لا من حظ الآخرة، لا يكفي في الآخرة أنك تأتي عادلا، لابد أن يكون مع عدلك الإيمان والإسلام. ولا يكفي أن تكون في الآخرة عادلا، لابد حتى تنال الفردوس أن تكون محسنا. فالعدل من أسباب دوام الدنيا، وهذا التمكين لا يكون في الدول فقط بل هو تمكين في كل ولاية، والمؤسسات، والجمعيات، والمراكز، ومركز التحفيظ، حتى يدوم لابد من إجراء أعمالهم الإدارية وتصرفاتهم اليومية على العدل، سواء بين المدرسين أم بين المتعلمين. لماذا تأخرت الأمة؟ التربية على هذا المعنى إذا كان هذا هو المعنى الشامل للعدل، فتطبيق العدل في واقعنا اليوم لا يكون فقط في المحاكم والخصومات والنطق بكلمة الحق، إنما العدل أيضًا يكون في التعامل مع أهل الشرائع، والعدل مع الكفار، والعدل مع أهل البدع، والعدل مع المخالفين، والعدل مع العاملين في واقع الدعوة؛ فعندما نبخس حقوقهم ونخرجهم من دائرة السُّنة بزلة أو لخطأ، هذا محض الظلم. اعداد: الشيخ: فَتْحي بِن عَبدِ الله المَوْصِليِّ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |