|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهلي تخلوا عني أ. رضا الجنيدي السؤال: ♦ الملخص: شاب عزب، انفصل والده، فصحب أمه، وقد ساعد أخاه وأخته في زواجهما بأموال كثيرة، لكنه لما احتاج أباه وأخاه في حياته، لم يجد منهما سوى الإهمال، وأقاربه كذلك آذوه بالسحر، ويسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا أكبر إخوتي، أبلغ من العمر الثامنة والثلاثين، غير متزوج، انفصل والداي منذ ما يقرب من عشرين عامًا بعد الزواج الثاني لوالدي، فصاحبت والدتي بعد انتهاء دراستي الجامعية، حتى مرضها ووفاتها منذ عشرة أعوام، ساعدت أخي الأصغر في زواجه، من خلال مساعدته في إقامة البيت الذي نشأنا فيه، وأقرضته مالًا كثيرًا، وساعدت أختي أيضًا في زواجها، وقد ساعدهما والدي أيضًا، إلا أنه تحاشى مساعدتي في زواجي؛ لرغبته في الحج، وقد حج مرة واعتمر مرتين، كما قام بالضغط معهما لبيع شقة والدتي الصغيرة؛ لمساعدتهم في حياتهم؛ فأصبحت بلا مأوى، ومع الاضطرابات الاقتصادية أصبحت تائهًا، أحاول تجميع الفُتات من أجل أن أستقر يومًا ما، أنا أعمل في محافظة بعيدة عنهم، كما حدثت بيني وبين أخي خصومة بعد استغلاله لي كثيرًا، واستكبر أن يصالحني، وأبي لا يهتم بي، حتى إنه لا يطمئن عليَّ في أي ظرف، وتعرضت للأذى بالأعمال والسحر من قِبل أقاربي، فأصبحت في حالة نفسية وجسدية، وذهنية ومرضية سيئة، أقيم في سكن العمل، وأعمل، ولا ألجأ إلا لله بالصلاة والدعاء؛ عسى أن يفك كربي، ولا أستطيع التوقف عن العمل؛ لأنه مصدر رزقي الوحيد، يؤلمني فقط أنني لا أستطيع التواصل مع أبي بأكثر من المكالمات الهاتفية، وزيارته على فترات طويلة، أما عن البقية، فقد تعرضت لكثير من الأذى والاستغلال منهم، ولم يردُّوا إليَّ الأموال التي أقرضتها إياهم، وعوضًا عن ذلك؛ تسببوا لي في الأذى والسحر، فهل عليَّ من وزر في كل هذا؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: أسأل الله الوهاب أن يهبك من لدنه رحمة ورزقًا وسعادة في الدنيا والآخرة، وأن ينعم عليك بزوجة صالحة تسعدك وتسعدها، ويأخذ بعضكم بيد بعض إلى الجنة بإذن الله عز وجل. بارك الله فيك، وجزاك خيرًا، وأجزل لك المثوبة والعطاء على ما قمت به من بر بوالدتك رحمها الله، وعطاء كبير لأختك وأخيك هداهما الله، وأبشِرْ حتى وإن ضاقت عليك دروب الحياة لبعض الوقت، فالله عز وجل يجازي الإحسان بإحسان من لدنه؛ يقول عز وجل: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]. وأسأل الله أن يرزقك بر والدك، ويرزقه برك، ويؤلف بين قلبيكما. أنت تقول: إن والدك ساعد أختك وأخاك في زواجهما، وكونه لم يساعدك وأنت بهذا العطاء الذي تذكره، فهذا يحتاج إلى وقفة للتفكير في الموقف بموضوعية وحيادية. تُرى هل كان لديك مشروع زواج بالفعل واقترحته على والدك، ولم يساعدك؟ هل علاقتك بوالدك تتميز بالبر والإحسان، وحسن التعامل، وحسن الاهتمام من ناحيتك؛ مما يجعله يرقُّ لك ويسعى لمساعدتك، أم أنك تتعامل معه بجفاء وعدم إحسان وخاصة بعد طلاق والدتك منه؟ كل هذه الأمور يجب أن تضعها في حسبانك وأنت تفكر في موقف والدك منك، فحين نرى الصورة كاملة قد يتغير حكمنا على الأمور، ونصبح أكثر عدلًا وإنصافًا. ومهما كانت نتيجة التفكير في موقف والدك، فاحرص كل الحرص على التودد له، ولا تجعل صلتك به مجرد صلة هاتفية، وزيارات متباعدة؛ فالله عز وجل يقول: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [البقرة: 83]. والإحسان بالوالدين في هذه الآية يدل على الإحسان لهم في كل حال، ليس كونهم محسنين إليك أو بارين بك فقط، بل يتوجب الإحسان لهم في كل حال وفي كل وقت، وحرف الباء هنا جاء دليلًا على الملاصقة والملازمة، وكأن إحسانك لهم دائم ومتصل ولا يتوقف أبدًا، فاحرص على الإحسان لوالدك حق الإحسان، واصبر على ما قد يؤلمك منه، وبإذن الله مع الوقت يلين ويساعدك قدر استطاعته، وحتى إن لم يفعل، فاتق الله أنت فيه وأحسن إليه، وستجد جزاءك عند الله عز وجل. احرص كذلك على بناء الجسور التي تهدمت بينك وبين أخيك وأختك، وابدأ بأختك؛ لأنه من الواضح أن العلاقة بينك وبينها ليست بنفس درجة الجفاء بين وبين أخيك، وحاول أن تجعلها هي همزة الوصل بينك وبينه، وكن أنت من يبدأ بالخير. أعلمُ أننا أحيانًا يؤلمنا - بل ويمزق قلوبنا - ردود أفعال أقرب الناس وسوء معاملاتهم لنا، خاصة وقت الاختلافات، فقد نرى منهم وجهًا لم نتوقعه قط، ولكن يكفيك أنك تسعى لذلك ابتغاء مرضات الله عز وجل، وردًّا لكيد الشيطان، ومحاولة للمِّ الشمل من جديد، وثِقْ أن ما تفعله ستجد ثمرته ذات يوم بإذن الله عز وجل. أسأل الله أن يؤلف بين قلبك وقلب إخوتك، وأن يصلح بينكم، ويبعد عنكم نزغات الشياطين. أما أقاربك الآخرون الذين تقول: إنهم آذَوك بالسحر، فأنصحك ألا تسيء الظن فيهم وتتهمهم اتهامات ليس عليها دليل واضح، وإن كنت ترى في وجودك بين هؤلاء الأقارب إيذاء حقيقيًّا لك، يمكنك الاكتفاء بالتواصل الهاتفي بهم، والاطمئنان عليهم من حين لآخر، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك حتى تهدأ نفسك، وتعيد ترتيب أفكارك من جديد، وتعيد ترتيب علاقاتك بهم؛ وذلك عملًا بقول الله عز وجل: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16]. أخيرًا إليك بعض الإرشادات من القرآن والسنة التي تساعدك بإذن الله على الخروج من حالة ضيق ذات اليد التي تعاني منها. احرص على صلة رحمك؛ فصلة الرحم سبب في زيادة الرزق بإذن الله عز وجل؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له فِي رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ))؛ [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ]. أكْثِرْ من الاستغفار؛ فالاستغفار سبب لزيادة الرزق بإذن الله؛ يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]. ادعُ الله قبل النوم بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يرشد الصحابة إلى الدعاء به قبل النوم: ((اللهم رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء؛ اقضِ عنا الدين، وأغننا من الفقر))؛ [رواه مسلم]. أسأل الله أن ييسر أمرك، ويفرج كربك، ويرزقك من حيث لا تحتسب، ويبارك لك فيما رزقك.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |