|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فرصة أخيرة للزواج أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: امرأة لا تنجب، طلقها زوجها الأول بعد أن تزوَّج عليها، والآن تقدم إليها رجل متزوج، غير محمود الأخلاق، وهي لا تريد أن تجعل زوجته تعيش نفس الآلام التي عايشتها، وتسأل: هل تتزوج به؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا امرأة مستقلة من الناحية المادية، وقد تطلقت بعد زواج دام لسبع سنوات؛ بسبب ظلم زوجي لي؛ فأنا امرأة لا أنجب، وقد جرَّبت كل مسببات الحمل، ولكن لم يكتبه الله لي؛ فقرر زوجي الزواج لأنه يتيم، وليس ثمة من أهله إلا أخت واحدة، ويريد "السند والعزوة" على حدِّ قوله، وفعلًا تزوج وأنجب ولدًا وبنتين، فبدأ تدريجيًّا في إهمالي، حاولت جذبه إليَّ، ولكن لا حياة لمن تنادي، تنازلت وصبرت ورضيت بالأمر الواقع، ولكن زوجي لم يعجبه الوضع، فأبغضني، وصار يفتعل معي المشاكل، ثم طلقني، رضيت بأمر الله، ثم استجمعت قواي بفضل الله، الآن تقدم لي ابن جيراننا الذي كان قد تقدم لي قبل ثلاثين سنة، وكان أبي قد رفضه وقتها بحجة إكمال دراستي، مرت السنوات والآن هو متزوج وله بنات وبنين، وقد عاد مرة أخرى لخطبتي بعد طلاقي، أنا أرغب في بداية حياة جديدة، لكن لا أريد أن أبنيَ حياتي على حياة امرأة أخرى، لا أريد لها أن تتألم كما تألمت عندما تزوج زوجي، أيضًا أهلي لا يمدحونه لي، بل عابوا عليه أنه مدخن وعُرف عنه كثرة الكذب، وأنه أصغر مني بنحو سنتين، أنا في حيرة من أمري، وليس أمامي فرص كثيرة للزواج، فماذا أفعل: هل أقبل به رغم عيوبه أو أرفضه لعل الله يرزقني بأفضلَ منه؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع. الأرزاق بيد الله سبحانه، والتوفيق من عنده وحده لا شريكَ له، وعلى المسلم سؤال الله التوفيق والسعادة، والإلحاح على الله سبحانه في طلب ذلك، وأن يسلكَ طريق المؤمنين، وأن يأخذ بأسباب الفلاح، ثم عليه الرضا بما يقسم الله له، وقد يبتلي الله الإنسان في هذه الحياة الدنيا بابتلاءات عديدة؛ يقول الله جَلَّ في عُلاه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]، المهم ألَّا تستسلمي، وألَّا تشعري بالضعف والانكسار، فالله يعطي الدنيا من يُحب ومن لا يُحب، والعبرة بِقَدر الإنسان عند الله ومدى قربه منه، وماذا أعدَّ لدارِ القرار؛ يقول الله سبحانه: ﴿ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 30]. أيتها الفاضلة، حينما يتخذ الإنسان القرار مُقَدِّمًا فيه التنازلات، فسوف يتعرَّض للضغوطات النفسية والصراع بداخله، وربما لن يستطيع الإكمال في هذه العلاقة، وتحمُّل القرار الذي تَم اتخاذه؛ لذا أنصحكِ أن تنظري لنفسكِ بإنصاف قبل اتخاذ القرار، مع التأمل في هذه العلاقة، هل ستكون فيها عوامل السعادة والاستقرار المقصودة من الزواج، أو أنها سوف تكون زيادة في الآلام؟ مع ملاحظة أن من يدخل الحياة الزوجية بنظرة انتقاصٍ، فلن يستطيع التفاعل مع شريكِ الحياة بالشكل المطلوب، وقد يخسر المودة والرحمة في هذه العلاقة. أما بالنسبة لكونكِ تَدخُلين في حياة امرأة أخرى، فلستِ أنتِ من سعى لذلك، وهو من تقدَّم لخِطبتكِ، ولم تفعلي أمرًا مخالفًا للشرع، ولكِ عليه حقوق شرعية كالتي للأُولى، المهم أن يتأكد لكِ أنه سيقوم بحقوقكِ، وقادر على إدارة بيتين بمسؤولياتهما، وإذا قررتِ الزواج منه، فأعِينِيه على العدل، ولا تكوني سببًا في ظُلمه للزوجة الأُولى. سائلًا الله لكِ التوفيق والحياة السعيدة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |