|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أحببت ابن عمي لكنه تقدم لخطبة أختي الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة كانت على علاقة بابن عمٍّ لها، وأحبته، ثم أنهت العلاقة وتابت إلى الله، وكانت تنتظر تقدُّمَهُ إليها، لكنه تقدم لأختها التي كانت على علم بعلاقتهما، فطلبت أختها إليها أن تطلعها على الرسائل بينهما، ففعلت؛ فرفضته أختها، وتسأل: هل هي ظالمة لأختها ولابن عمها؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كنت على علاقة مع ابن عمي، وكانت علاقتنا لا تجاوِز الأحاديث والضحك، لكنها تطورت وأحببته كثيرًا وتعلق به قلبي، وفي النهاية طلبتُ منه أن ننهيَ ذلك الأمر، وقد احترم رأيي، وبقي حبي له داخل قلبي، وكنت على أمل أن يخطبني، وبعد سنة تقدم لأختي الصغرى، فوقع عليَّ الأمر كالصاعقة، ومرِضت لكثرة بكائي، وقد كانت أختي على علمٍ بما بيننا، لكنها لم تكن تعلم حبي له، وقد سألتني إذا ما كانت علاقتنا حقيقة أم عابرة، فقلت لها بأنها عابرة لأنه لم يتقدم لي، وبدأت تسائلني عن كلامنا كيف كان، وأطلعتها على محادثاتنا؛ فرفضته؛ لأنها - كما تقول - رأت في رسائلنا كثيرًا من الاهتمام، وقد حاولت إثنائها عن ذلك، وإقناعها بأن ما بيننا مجرد أحاديث ليس فيها شعور من طرفي، لكنها لم تتقبل ذلك، وبعد أن رفضته تواصل معها، وأخبرها بأنه لا يزال يريدها، ويطلب منها التفكير في الأمر، وحاول أن يقنعها بأن الماضي خطأ ندم عليه، ورغم أن أختي وجدت فيه المواصفات التي كانت تتمناها، فإنها لم تستطع تقبل الماضي؛ ما زادها ألمًا إلى ألمها، وأنا من ناحيتي أصابني تأنيبُ ضمير شديد، لأنه ليس شخصًا سيئًا، وحاولت إقناع أختي بذلك، وبأنه صادق في رغبته بالزواج منها، وذكرت لها محاسنه التي أعرفها، وأخذت أتجاهل حبي له من أجل أختي، لكن ذلك لم يزحزح أختي عن رفضه قِيد أُنملة، وهنا بدأ عذاب الضمير؛ فأنا أشعر أنني السبب في ذلك، وأنه ما كان يجب أن أُطلعها على رسائلي معه، ورغم أنني تبتُ من ذنب العلاقة واستغفرت الله لي ولهما، ودعوت الله كثيرًا أن يجمعهما إن كان في ذلك خير لهما، وتصدقت عنهما - فإن الشعور بالذنب يلاحقني ويتعبني، حتى إنني لا أستطيع التركيز في حياتي، رغم أن أختي أخبرتني بأنها سامحتني وشكرتني لأنني أطلعتها على الحقيقة، لكنها ما زالت حزينة على فرصة الزواج هذه، سؤالي: هل ما فعلته يعتبر ظلمًا في حق ابن عمي؛ إذ ضاعت فرصة زواجه؟ وإن يكن ظلمًا، فهل يكفي ما فعلته ليتوب الله عليَّ؟ مع العلم بأنني لا أستطيع التواصل معه مطلقًا بعد الذي جرى، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:فيتضح من سردكِ لمشكلتكِ أنكِ صُعقتِ جدًّا من تقدم ولد عمِّكِ لأختكِ، بينما كُنتِ تحبينه وتتمنينه زوجًا لكِ، ثم ذكرتِ تفاصيل ما دار بينكِ وبينه لأختكِ، ولا شكَّ أنكِ أخطأتِ في ذلك، ونتج عن ذلك رفضها له، ويحق لها ذلك؛ فهي لا تريد جرح مشاعركِ، ولا الاقتران بمن تعلق سابقًا بأختكِ، ولا بمن أحببتِهِ، وتخشى من تَبِعَاتِ ذلك المستقبلية. وأخشى أنكِ إنما تعمدتِ ذكر التفاصيل لتنصرف عنه، فيرجع إليكِ، ثم تسألين عن كفَّارة ما فعلتِهِ، فأقول: أمامكِ أعظمُ كفارةٍ؛ وهي كثرة الاستغفار، ثم الصدقة، ثم الدعاء لهما، ومن تاب، تاب الله عليه، وأبدل سيئاته حسنات؛ قال سبحانه: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]، واعلمي يقينًا أن ابن عمكِ لم يكتبه الله زوجًا لكِ؛ ولذا لم يتقدم لكِ، وإذا علمتِ بذلك، فلِمَ السخط من قدر كتبه الله؟ وتذكري قوله سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وقوله سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]. المهم أني أنصحكِ ألَّا تعلقي قلبكِ بالسراب، فرجلٌ لم يحبَّكِ، ولم يتقدم لخطبتكِ، فمن رجاحة العقل ألَّا تعلقي قلبكِ به أبدًا، وأن تنسيه تمامًا. حفظكما الله، ورزق كلًّا منكما زوجًا صالحًا، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |