|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ترغيب القرآن عطاءات العلم تمهيد: الترغيب ما يُشوِّق إلى الاستجابة وقَبول الحق والثبات عليه[1]، فهو وعد يصحبه إغراء بمتعة آجلة مؤكَّدة مقابل القيام بعمل صالح ابتغاء مرضاة الله[2][3][4]، ومن أنواع الترغيب في القرآن، الترغيب في تقوى الله وطاعته[5][6][7]، الترغيب في الاستغفار[8][9][10][11]، الترغيب في صلة الأرحام[12][13][14][15][16]، الترغيب في الكلمة الطيبة والقول الحسن[17][18]، الترغيب في عمل الخير والأعمال الحسنة[19][20]، الترغيب في التسامح والعفو[21][22][23][24][25]، الترغيب في الصبر[26][27]، الترغيب في الإنفاق[28][29]، الترغيب في التوبة[30][31][32]، الترغيب في الجنة[33][34][35][36]. التعريف الإفرادي: الترغيب لغة: يرجع أصل كلمة الترغيب إلى الفعل الثلاثي (رغب)، ورَغِبَ ورغَّب في الشيء إذا جَعَله يحرص عليه[37][38][39][40]. الترغيب اصطلاحا: ما يُشوِّق إلى الاستجابة وقَبول الحق والثبات عليه[41]، فهو وعد يصحبه إغراء بمتعة آجلة مؤكَّدة مقابل القيام بعمل صالح ابتغاء مرضاة الله[42][43][44]. القرآن لغةً: مصدر قرأ يقرأ قراءةً أو قرآناً[45]، واتفق العلماء أن لفظ القرآن اسم وليس فعل ولا حرف، وشأنه شأن الأسماء في العربية، إما أن يكون جامداً أو مشتقاً[46]. القرآن اصطلاحاً: هو "كلام الله المعجز[47]، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته"[48]. أنواع الترغيب في القرآن: 1- الترغيب في تقوى الله وطاعته: تقوى الله من صفات المؤمنين، وتقوى الله درجات ومنازل يرتقيها المؤمنون، لذا كان من المناسب لها أسلوب الترغيب في حث المؤمنين على الصعود والارتقاء في منازلها، ومثال ذلك من الآيات القرآنية قوله تعالى: ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا2 وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ﴾[49]، فمن يراقب الله تعالى ويقف عند حدوده يجعل له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً ويرزقه تبارك وتعالى من حيث لا يحتسب ولا يخطر على باله، وفي الآية إيماء إلى أن التقوى ملاك الأمر عند الله، وبها نيطت السعادة في الدارين، قال البغوي في تفسير الآية، إن هذه الآية نزلت في عوف بن مالك الأشجعي، حيث أسر المشركون ابناً له يسمى مالكاً، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له اتق الله واصبر وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ففعل الرجل ذلك، فبينما هو في بيته، إذ آتاه ابنه وقد غفل عنه العدو، فأصاب إبلاً وجاء به إلى أبيه. كذلك تقوى الله سبب في تيسير الأمور وتسهيلها والتوفيق لكل خير، قال تعالى: ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾[50]، والتقوى أيضاً سبب في مضاعفة الأجر ومحو الذنوب، قال تعالى: ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [51]، كما أن التقوى سبب في حفظ الله له ولأولاده إذا غاب عنه المرء، قال تعالى: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا ﴾[52][53][54][55]. 2- الترغيب في الاستغفار: قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون ﴾[56]، قال الصابوني في تفسيره، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان فيهم أمانان، نبي الله والاستغفار، أما النبي فقد مضى، وأما الاستغفار فهو باق إلى يوم القيامة، فالاستغفار مفتاح لكل أبواب الخير وسبب عظيم لدفع عقاب الله وغضبه، وهذا نبي الله نوح يخاطب قومه، ويعظهم ويأمرهم بالاستغفار ثم يبين لهم ما للاستغفار عند الله من الثواب، قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴾[57]، وقد خطب عمر بن الخطاب ذات يوم خطبة الاستسقاء، فلم يزد بعد حمد الله والثناء والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، على الاستغفار، حتى على المنبر، فقيل له في ذلك، فقال أما سمعتم الله يقول: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴾[58][59][60][61][62]. 3- الترغيب في صلة الأرحام: صلة الأرحام مفتاح لرضوان الله والجنة، وقد وصف الله تعالى من جملة عباده الذين يدخلون الجنة ولهم عقبى الدار، الواصلين للرحم، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ﴾[63]، قال السيوطي في تفسيره عن قتادة قال: ذُكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول: اتقوا الله وصلوا الأرحام، فانه أبقى لكم في الدنيا، وخير لكم في الآخرة، وكان عبد الله بن عمر يقول: إن الحلم ليس من ظلم ثم حلم، حتى إذا هيجه قوم اهتاج، ولكن الحليم من قدر ثم عفا، وان الوصول ليس من وصل ثم وصل، فتلك مجازاة، ولكن الوصول من قطع ثم وصل وعطف على من لا يصله، وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه[64][65][66][67][68]. 4- الترغيب في الكلمة الطيبة والقول الحسن: إن الكلمة الطيبة صدقة، ولربما يتفوه المسلم بكلمة من رضوان الله، تكون سبباً في إدخاله الجنة، وتكون أفضل عند الله وأعظم أجراً من العمل الذي يتبعه منّ وأذى، قال تعالى: ﴿ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيم ﴾[69]، وقوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾[70]، فالقول الحسن الصادق المستقيم سبب في توفيق الله للعبد والحط من سيئاته وذنوبه، وقد مثل الله القول الحسن والكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، فقال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون ﴾[71][72][73]. 5- الترغيب في عمل الخير والأعمال الحسنة: قال تعالى: ﴿ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾[74]، فأجر الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، معتمداً في ذلك على النية في العمل والإخلاص لله تعالى، وقال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين ﴾[75]، ففعل الخيرات والأعمال الصالحة الحسنة مكفرات لما قد اقترف من الذنوب، جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لمعاذ بن جبل يا معاذ: اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن [76]. وقال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم ﴾ [77]، قال البغوي في تفسيره "أي ادفع السيئة بالحسنة، وذلك بأن تدفع الغضب بالصبر، والجهل بالحلم، والإساءة بالعفو، عندها ستجني من ثمارها، وذلك بأن يخضع لك عدوك ويصير كالصديق الحميم القريب [78]. 6- الترغيب في التسامح والعفو: قال تعالى: ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم ﴾[79]، فال الطبري في تفسيره، المقصود بهذه الآية أبو بكر الصديق عندما حلف على ألا ينفق على ابن خالته، مسطح بن أثاثه، لدوره في نقل الكلام في حديث الإفك، والقرآن في عموم أحواله يدعوا المسلم إلى الصفح عن المسيء، والصفح والعفو من سمات وصفات الله عز وجل، ومن اتصف بصفات الله عز وجل كان قريباً من رحمته وعفوه، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم ﴾[80]، قال القرطبي في تفسير الآية: إذا كان يوم القيامة ناد مناد أيكم أهل الفضل؟ فيقوم ناس من الناس، فيقال: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة، فيقولو إلى أين، فيقولون إلى الجنة، قالوا قبل الحساب قالوا نـعم، قالوا من أنتم؟ قالوا أهل الفضل، قالوا وما كان فضلكم؟ قالوا كنا إذا جُهل علينا حلمنا، وإذا ظُلمنا صبرنا، وإذا أسيء إلينا عفونا، قالوا ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين[81][82][83][84][85]. 7- الترغيب في الصبر: قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب ﴾[86]، ففي هذه الآية جزاء عظيم للذين يصبرون على كل ما يصيبهم فيها من ألم وحزن ونصب وتعب، قال الشوكاني أي يوفيهم الله أجرهم في مقابلة صبرهم بغير حساب، ففي الآية ترغيب على الصبر وذلك بتبيان ثواب الصابرين وأجرهم اللامحدود والذي لانهاية له، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين ﴾[87]، وفي الحديث الشريف الذي يخبرنا بأن جميع أنواع الصبر مرده الخير للإنسان المسلم فقط، قال صلى الله عليه وسلم، ما أعطي أحدا منكم عطاءً خير له وأوسع من الصبر، فالله عز وجل بعزته وجبروته وعظمته يكون مع الصابر المحتسب، وأجره على الله بالنصر والتأييد والمعونة[88][89]. 8- الترغيب في الإنفاق: قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم ﴾[90]، فالإنفاق دليل على إيمان صاحبه وتقواه، قال الشوكاني: ثم يبين المولى عز وجل بما أعد لهم من الدرجات في الجنة، بعد أن غفر لهم ما فرط منه من ذنوب ومعاصي، كما أنهم في رزق دائم مقرون بالإكرام، قال تعالى: ﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيم ﴾[91]، قال الصابوني في تفسيره: فالله جل وعلا ضرب هذا المثل لبيان مضاعفة الثواب لمن أنفق في سبيله واتقاء مرضاته، وبأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وهذا تمثيل لمضاعفة الأجر لمن أخلص في صدقته وإنفاقه[92][93]. 9- الترغيب في التوبة: قال تعالى: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ﴾[94]، قال الشوكاني الاسراف هو الإفراط، وفي الآية الكريمة الاسراف هو الإفراط في المعاصي والاستكثار منها، فيخبر الله تعالى عباده بعدم اليأس والقنوط من رحمة الله ومغفرته، وذلك لدفع وساوس الشيطان التي ترد على فكر المذنب فينحرف وراءه ويهلك، ثم لما نهاهم الله عز وجل عن القنوط واليأس بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ﴾[95]، وهذه الآية هي أرجى آية في كتاب الله سبحانه لاشتمالها على أعظم بشارة، فان الله أضاف العباد إلى نفسه أولاً لقصد تشريفهم وتبشيرهم، ثم وصفهم بالإسراف في المعاصي والإكثار من الذنوب، ثم عقب ذلك بالنهي عن القنوط من الرحمة بأنه يغفر الذنوب جميعاً، دون أدنى شك من ذلك، سواء للمذنبين أو المسرفين، لذلك نجد أن روح الدعوة وقوامها ولبها ولبابها هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن لم يكن ذلك لجاء من الله الغضب وعمنا منه العقاب، ولكي لا ينزلق عدد كبير من الناس إلى الإسراف في ارتكاب المعاصي والذنوب[96][97][98]. 10- الترغيب في الجنة: لقد كانت الدعوة الإسلامية تعزز في نفوس المسلمين محبة الجنة والشوق إليها، لأن حبها يجعل المسلم يتفانى من أجلها فتسهل عنده الصعاب، ويهون من أجلها المشاق، وقد ورد في الحديث الشريف عن ما أعده الله في الجنة، حيث سمع عمير الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يتكلم عن الجنة يوم بدر، وما أعده الله للمجاهد في سبيله، فألقى تمرات كن في يده يأكل منها ويقول، لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه أنها حياة طويلة، ثم قاتل حتى قتل. قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم ﴾[99]، قال الصابوني في تفسيره، جناتٍ وارفة الظلال، تجري من تحت أشجارها الأنهار لابثين فيها أبداً، لا يزول عنهم نعيمها ولا يبيد، ولهم فيها منازل يطيب العيش فيها في جنات الخلد والإقامة، قصور من اللؤلؤ والياقوت الأحمر والزبرجد، وشيء من رضوان الله أكبر من ذلك كله، وتحدثنا السيرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يتسارعون في التضحية بأنفسهم فضلاً عن أموالهم في سبيل الله، قال ابن هشام، أن عمرو بن الجموح كان رجلاً أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربع مثل الأسود، يشهدون مع رسول الله المشاهد، فلما كان يوم أحد أردوا حبسه وقالوا له: إن الله عز وجل قد عذرك، فأتى عمرو رسول الله فقال، إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فو الله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله: أما أنت فقد عذرك الله، فلا جهاد عليك، وقال لبنيه: ما عليكم أن لا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة، فخرج معه فقتل يوم أحد، فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شهيد في ساحة المعركة، فقال أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة[100][101][102][103]. [1] زيدان عبد الكريم، أصول الدعوة، الناشر: مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، مصر، 1395ه – 1975م، ص 670. [2] علوش أحمد، الدعوة الاسلامية أصولها ووسائلها، الناشر: دار الكتب اللبناني، بيروت، لبنان، 1987م، ص 257. [3]النحلاوي عبد الرحمن، أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، الناشر: دار الفكر، الطبعة الخامسة والعشرون، 1428هـ-2007م، ص 287. [4] موقع السبيل، https://2h.ae/TArA. [5] حيدر كيلان خليل، الترغيب والترهيب في القرآن الكريم وأهميتهما في الدعوة إلى الله، مجلة كلية العلوم الإسلامية، المجلد السابع، العدد الثالث عشر، 1434هـ-2013م، ص 7. [6] الجزائري جابر بن موسى بن عبد القادر، نداءات الرحمن لأهل الإيمان، الطبعة الثالثة، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، 1421هـ-2001م، ص 132. [7] العثيمين محمد بن صالح، فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام، تحقيق وتعليق: صبحي بن محمد رمضان، أم إسراء بنت عرفة بيومي، الجزء السادس، الطبعة الأولى، الناشر: المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع، 1427هـ - 2006م، ص 453. [8] حيدر كيلان خليل، الترغيب والترهيب في القرآن الكريم وأهميتهما في الدعوة إلى الله، مجلة كلية العلوم الإسلامية، المجلد السابع، العدد الثالث عشر، 1434هـ-2013م، ص 8. [9] القاهري أبو محمد حسن بن علي، فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب للإمام المنذري، تحقيق وتخريج: محمد إسحاق محمد آل إبراهيم، الجزء السابع، الطبعة الأولى، الناشر: مكتبة دار السلام، الرياض، المملكة العربية السعودية، 1439هـ - 2018م، ص 534.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |