|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي كثير الكذب أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة، تمقت الكذب وأهله، زوجها يكذب كثيرًا حتى في الأمور التافهة، وهي تستصغر ذلك منه، ولا تدري كيف تتعامل معه، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم. أنا متزوجة منذ نحو سبع سنوات، زوجي إنسان طيب ومتسامح جدًّا، وكما أن لدينا ميزات، فإن لدينا عيوبًا، لكن ثمة صفة فيه أكرهها بشدة، وتضايقني كثيرًا، وتؤثر على أمور كثيرة؛ ألا وهي الكذب، حتى ولو كان في سفاسف الأمور، أحيانًا أسمعه يكذب في أثناء كلامه مع شخص ما؛ إما مبالغة في وصف ما حدث، أو تظاهرًا بمعرفة شيء، أو أي سبب آخر، وكثيرًا ما يقع في مواقف تظهره صغيرًا بسبب كذبه؛ ما جعلني لا أصدق أي معلومة يقولها، وهذا شيء في طبيعتي؛ فأنا أتغاضى عن أي شيء إلا الكذب حتى في صداقاتي، فكيف إذا كان المعْنِيُّ بالمشكلة هو زوجي؟ لا أستطيع أن أتعامل معه، لدي منه طفلان ولا أريده أن يظهر أمامهم بهذه الصورة، أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، الحمد لله الذي امتن على عباده بالنعم التي تصلحهم وتعينهم على ذكره وشكره وحسن عبادته، والحمد لله أنه عندما قدَّر البلاء على العباد جعله في حدود طاقة العبد؛ فهو العليم الحكيم سبحانه؛ أما بعدُ: فالكذب ممقوت عمومًا، وفي الرجال خاصة، فهو يزري بصاحبه أسريًّا ومجتمعيًّا، وهو مما عمَّ به البلاء في زمننا، فكثير من الناس غير أسوياء، إذا تعامل معهم الصادقون بصراحة ووضوح نبذوهم وتسلطوا عليهم. هي معادلة صعبة حقًّا، ربما المرأة لا تستشعر ذلك كثيرًا؛ لأن الناس في حياتها معروفون محددون بمجرد أن تختبر نفسيتهم، تعلم كيف تتعامل معهم قربًا وبعدًا، وصدقًا ومداراة، أما الرجل فيتوافد عليه في اليوم الواحد أغرابٌ، لا يعلم كيف يعاملهم، أيصدق أم يكون من المحتالين. في العموم الكذب على نوعين: كذب متعمَّد مخطَّط له، يُراد به إلحاق الضرر بالناس أو هلكتهم، وهذا ممقوت لا يؤتمن صاحبه، فقد يصل إلى حالة النفاق، ولا أظن زوجكِ منهم، فهو لا يقضي عمره للتخطيط كيف يهلك الناس أو يسلبهم أموالهم. هناك كذب لا يسمى كذبًا؛ وهو المداراة، وهي مرخوصة للمسلم في بعض الأحيان تخلصًا من شر الناس؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ((جاء مخرمة بن نوفل، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم به، قال: بئس أخو العشيرة، فلما دخل عليه بشَّ به، قالت: فلما خرج من عند رسول الله، كلمته في ذلك - أي: سألته: كيف تذمه ثم ترحب به؟ - فقال صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة، أعهدتِني فحَّاشًا، إن شر الناس من يُتقى شرُّه)). فقيسي حال زوجكِ وترفقي به؛ لعل الله يتوب عليه بسببكِ، وفي العموم أسباب هذا النوع من الكذب يكون عدم ثقة في النفس، والخوف من مواجهة الناس، ومحاولة لإعلاء نفسه في عين الآخرين. وبناء على هذا؛ فالعلاج غالبه يعتمد عليكِ، ابدئي - حسبة لله - بما يلي: أكثري مدحه والثناء عليه سرًّا وجهرًا بما هو فيه، كأن تثني على مظهره أو اهتماماته، بحسب علمكِ به، وهذه أهم خطوة في علاجه. تقوية الوازع الديني عنده بأن الناس لن يرضوا في كل حال، وأن رضا الله هو بوابة كسب الناس الذين تكذب لأجلهم، وأنه قدوة وأب، ولن يحترمه أولاده عندما يلحظون هذه العادة فيه. كوني حريصة أنه إذا وعد الأولاد بشيءٍ، فلا بد من الوفاء به دون تأخر أو نقصان؛ لأن هذا أول درس هَيبةٍ وصدقٍ يتعلمه الطفل، وعلينا بداية ألَّا نَعِدَ بما لا نستطيعه. أكثري من الدعاء له بقلب صادق، وقللي من مراقبته، واشغلي نفسكِ بغيره، ومع الوقت هو سينضج وسوف يتخلى عن هذه العادة. تعاملي معه على أنه ضحية ضغوط معينة، وقع تحتها صغيرًا، فقللته في نظر نفسه، وأن ذلك سيزول بالتدريج. أعانكِ الله، وأصلح حالكم وبالكم، وأقامكم على ما يحب، اصبري وربكِ كريم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |