|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تقدم لخطبتي شخص وأحب آخر أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: فتاة أحبَّت شخصًا لكنه من بلد آخر، ونظرًا لظروف جائحة كورونا، فقد حِيل بينهما وبين ما كانا يخططان له من تقدُّمِهِ لها، وتقدُّم لها شابٌّ آخر مواصفاته ممتازة، وهي في حيرة من أمرها، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحببتُ شخصًا ببلدٍ آخرَ، وبسبب أزمة الكورونا فقد والده وعمله، وفي الوقت نفسه تقدم إليَّ شخص ممتاز أخلاقيًّا وماديًّا، وليس لأهلي اعتراض عليه، أما الشخص الذي أُحبُّه، فهو في الوقت الحالي لا يستطيع أن يأتي البلد الذي أنا فيه كما كنا مخطِّطَيْنِ؛ فهو لا يستطيع أن يترك أهله لأن أباه قد تُوفيَ منذ أسبوعين، وقد أخبرني بأنه لا يمكن أن يمنعني الموافقة على الخاطب الآخر؛ بسبب وضعه الحالي، أنا في حيرة وتردد؛ فهو إنسان جيد من الناحيتين المادية والأخلاقية، بيد أنه يمر بظروف صعبة بسبب الأزمة، وأيضًا الشخص الذي تقدم لي من نفس بلدي، ومواصفاته ممتازة، وأهلي يباركون الأمر، وقد استخرت الله عز وجل، لكنني خائفة ومتوترة ولا أستطيع أخْذَ قرارٍ، أرجو النصيحة منكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فأنتِ على علاقة حبٍّ بشابٍّ ذي خُلُقٍ ودين - على حد قولكِ - ولكنه لا يستطيع أن يتقدم للزواج منكِ بعد أن فقد مصدر رزقه، وتُوفيَ والده قريبًا، وقد علم أن هناك رجلًا آخر سوف يتقدم للزواج منكِ، ولم يعترض لأن ظروفه السيئة تُقيِّد يديه، وفي نفس الوقت الخاطب الذي يطرق بابكِ رجلٌ ذو خلق ودين، وحاله ميسور، وأنتِ مترددة. في البداية لا أعرف كيف يكون الرجل ذا خُلُقٍ ودين - كما تقولين - ثم يسمح لنفسه أن يكون على علاقة حبٍّ وتواصل مع فتاة، دون أن يعرف أهلها وبعيدًا عن الإطار الشرعي؟ هل هذا صاحب خلق ودين فعلًا؟ كيف؟ هل يرضاها لأخته؟ ذكرتُ لكِ هذا في البداية؛ عسى أن تفكري في الأمر جيدًا، وتُقيِّمي هذا الشخص بشكل موضوعي بعيدًا عن العواطف الخدَّاعة. ثانيًا: إن ذلك الحب الذي تتحدثين عنه علاقةٌ تمَّت في الظلام، بعيدًا عن أعين الأهل والمجتمع، فأهلكِ لا يعرفون شيئًا عنها، ولا أظنُّهم يرضَونها، وأنتِ كذلك لا تستطيعين أن تخرجي إلى المجتمع من حولكِ، وتقولين: أنا أحب فلانًا هذا، واتفقنا على أن يتقدم لي، ولكن الوقت المناسب لم يحِنْ بعدُ. ضعي نفسكِ مكانَ أمِّكِ، فهل تقبلين أن تقع ابنتكِ في علاقة حبٍّ مع شابٍّ بعيدًا عن أعين الأسرة، وعن الإطار الشرعي، وبعيدًا عن الأعراف؟ لا أظنك تقبلين، إذًا؛ فهذه خيانة لثقة أهلكِ فيكِ، وينبغي أن تتوبي منها، وأن تتوقفي فورًا عن التواصل مع هذا الشاب. ثالثًا: كنت أظن الأمر محسومًا، ولا يحتاج لاستشارةٍ، بعدما أخبركِ أنه لا يعترض على قراركِ بقبول الخاطب، أظن أنه لو كان يحبُّكِ ومتمسكًا بكِ، لتقدَّمَ إليكِ بشكل فوري، حتى ولو جاء إليكم بمفرده، وشرح ظروفه لأسرتكِ، وطلب مهلة من الوقت، وخاصة أن والده تُوفِّي منذ أسابيع قليلة. ولكن قد يكون بالفعل يحبكِ، ولكنه لا يستطيع التقدم للزواج منكِ، بعدما فقد وظيفته، ولم يعد له مصدرَ رزقٍ، وهذه معضلة أخرى، فهل تنتظرين حتى يجد عملًا آخر؟ وإلى متى؟ الخلاصة: إن هذا الرجل غيرُ مستعدٍّ للزواج منكِ الآن، ولا نعرف متى يمكنه ذلك، وقد لا يتمكن من هذا في المستقبل، فهل ننتظر على أملٍ، وربما وهم لا نعرف متى يتحقق؟ لا أظن أن هناك عاقلًا سوف ينصحكِ بهذا. إن المرأة التي يُتوفَّى عنها زوجها وهي محبةٌ له ربما تزوجت من بعده، وأحبَّت زوجها الثاني أكثر من الأول وأخلصت له، وليس في ذلك عيبًا أو شذوذًا، فما بالكِ وأنتِ لستِ زوجته، والعلاقة بينكما لم تصل لحب الزوجة لزوجها، فلا تظني أنكِ لن تستطيعي نسيانه والزواج بغيره، بل ربما - وهذا هو الغالب - أنكِ بعد الزواج سوف تكتشفين أن هذه العلاقة كانت مراهقة وسذاجة منكِ، وأن حبَّكِ لزوجِكِ هو الحب الحقيقي، وخاصةً أنه في الإطار الذي يُرضي الله عنكِ. إنكِ لم تجلسي بعدُ مع الخاطب الجديد بقلبٍ مفتوح، وعقلٍ واعٍ، ونفسٍ صافية، العلاقة السابقة انتهت يومَ أن قال لكِ صاحبها: إنه لا يمانع من ارتباطكِ بغيره، وأن الظروف قد قهرتْهُ. اجلسي مع الخاطب الجديد، وانظري لصفاته الحسنة، وخاصة أنكِ تقولين: إنه ذو خلق ودين، وهذه أهم الصفات التي وصَّى بها النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم من ترضَون دينه وخلقه، فزوِّجوه))، واستخيري الله في قبول الخطبة، وأكثري من الدعاء والتضرع لله؛ فقلوب العباد بين يديه يُقلِّبها كيفما شاء، عسى الله أن يشفى قلبكِ ويهديكِ للصواب. يسر الله لكِ أمركِ، ووفقكِ لِما فيه الخير والسداد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |