|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أتخلص من كرهي لأهلي؟ أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة تعيش وحيدةً في غُرفتها ولا يسأل عنها أهلُها، تكره أهلها ولا تثق بنفسها، وتسأل: كيف أتخلص من كرهي لأهلي؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة لا أملك مِن الدنيا رفيقًا ولا صديقًا ولا أهلًا، فليس هناك مَن يهتمُّ لأمري، وكأنني أعيش على هامش الحياة! غرفتي هي بيتي، وأعيش وحيدة؛ وحيدةً في الطعام والشراب، وحيدةً في الاهتمام، وحيدة في التفكير، وحيدة في كل شيء، لا يَطْرُق أحدٌ عليَّ بابي، ولا يسألني أحدٌ عن احتياجاتي. لديَّ صداقاتٌ عبر الإنترنت، لكنها ليستْ صداقات أرواحٍ، بل صداقات وهمية، وكأنني أتحدث مع آلات. أما إخوتي فيرمونني بوابلٍ مِن الكلمات الجارحة، التي تقتلني وتُسبِّب لي تلك الحالة البائسة التي أعيش فيها، وَوَصَلَتْ حالتي الآن إلى أنني لا أثق بنفسي! أخطأتُ أيام مُراهقتي، فما كان مِن أبي إلا أنْ عاقبَني بالحذاء والضرب، والإهانة والذُّل، صِرْتُ أتمنى الموت كلّ لحظة على أنْ أعيشَ معهم! وإذا لم أتمناه لي فإني أتمناه لأبي وإخوتي، بل أتمنَّى أن تحدثَ لهم كارثة مِن كثرة غضبي عليهم؛ فإني أكرههم جميعًا! أخبروني هل يُمكن أن أصلحَ شيئًا مِن نفسي؟ هل يمكن أن أنسى ما حصل منهم وأسامحهم؟ وكيف أكسب أصدقاء؟ أخبروني كيف أكون سَويَّة؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فبُنيتي، لَمَسْتُ مِن كلماتك أنك فتاةٌ متميزة جدًّا، وذكية، وعاطفية، ورقيقة، ولستِ عنيفةً كما صوَّرتِ عن نفسك! لكنك ألصقتِ بنفسك صفاتٍ واقتنعتِ بأنها صفاتٌ راسخةٌ في شخصيتك، وهي ليستْ كذلك، إنما أنتِ مَن حكمتِ على نفسك بحُكم الآخرين عليك! ومع ذلك فإنَّ تصرُّفات الآخرين معك إنما هي ردودُ فِعْلٍ تُمثِّل شخصياتهم، فوالدُك حفظه الله قد يكون ذا شخصيةٍ شديدةٍ أو عنيفةٍ أو غير ذلك، وأنت تستطيعين بالاستعانة بالله أولًا، ثم بذكائك وعاطفتك الجياشة - أن تكسبي والدك ومَن حولك جميعًا، ليس لمجرد أن يجتمعَ حولك أناسٌ، وتكسبي صداقاتٍ كثيرة، لا؛ فهذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لم يكنْ له إلا خليلٌ وصديقٌ واحدٌ هو أبو بكر رضي الله عنه، أما بقية الناس فكلٌّ بحسب قُربه منه. وأنت كذلك لا تَحرصي على الكثرة بقَدْر حرصك على الإيجابية، وذلك يعني: أن تنتقي صداقاتك انتقاءً يُبْنَى عليه نَفْعٌ أُخْرَويٌّ؛ بحيث تكون صداقتُك ليستْ لمجرد التعارُف فقط، وإنما مِن أجل الارتقاء بنفسك في كلِّ شيء. وأولُ الأمور وأهمُّها: تحسين علاقتك بخالقك، فإذا لم تَجِدي مَن يُعينك على ذلك، أو وجدتِ صُحبةً لكنها صُحبة يغلب عليها التأثيرُ السيئُ عليك - فلا تستمري، حتى لو أدى ذلك لعدم تكوين علاقات؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29]. إذًا فليستْ كلُّ صداقة محمودة، ولا أُنكر دورَ الصداقة في تحقيق الاستقرار النفسي، وذلك حين يُوفّق الشخص في إيجاد الصديق الحميم المعين له على كل خيرٍ، والذي يهتم لهمِّك ويفرَح بفرَحك، ولكن لا توفيقَ إلا بالله؛ لذلك اسأليه سبحانه أن يَرْزُقك الصُّحبة الطيبة الصالحة. ثم إنه لا بد مِن الصبر والتحمل، وذلك حين نرى الأمور تَجْري عكسَ ما نُريد، فذلك ابتلاءٌ يَمْتَحِنُ الله به صبرَ وإيمان عباده، فلا تُدَقِّقي يا بنية، ولا تغضبي مِن موقفٍ بسيطٍ، فإنك إن فعلتِ ذلك فلن تجدي لك صديقًا حيث سينفر الكل؛ لأنَّ الناس لا يَحْتَمِلُون الشخصية الحَسَّاسة. أنتِ لن تُحاسَبي إلا على عملٍ تعمدْتِ فعله مع علمك بحُرمته، إما إن كان هناك شيءٌ فوق طاقتك وقدرتك فلعل الله لا يُحاسبك، ولكن اجتهدي في التغيير؛ سواء أكان ذلك بالدعاء، أو ببَذْلِ حُسن الخُلُق مع مَن حولك؛ فذلك يكفي لأنْ تشعري بالراحة والاستقرار والثقة والأمان، واعلمي أنَّ مَن كان الله معه كان كلُّ شيءٍ معه، وقد قيل: مَن وَجَدَ الله فماذا فَقَد؟ فاحفظي الله يحفظك. أوصيك بالإقبال على الله طاعةً وذِكْرًا وشُكرًا، فتلك مُقومات السعادة والثقة والطمأنينة، فسارعي لترَيْ بنفسك كيف سيَتَغَيَّر حالك. وفقك اللهُ لأحسن الأعمال والأخلاق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |