الصبر على الوالدين والبر بهما - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119853 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-07-2023, 10:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي الصبر على الوالدين والبر بهما

الصبر على الوالدين والبر بهما
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

الملخص:
شاب يشكو والده الذي يعنفه بالكلام منذ صغره، تحت قناع النصح، ويشكو والدته التي ترى نفسها على صواب دائمًا، ولا يدري كيف يرضي الله عز وجل فيهما، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا شابٌّ من الجزائر أبلغ من العمر الثالثة والعشرين، ولأني لا زلتُ طالبًا فلا أملك القدرة على الكراء؛ لذا أنا لا زلتُ أعيش مع أهلي، مشكلتي تكمن في أبي؛ فهو – منذ نعومة أظفاري ورغم عدم ضربه لي كثيرًا – دائمًا يجرحني ويعنفني بالكلام، واشتد الأمر في سنوات المراهقة، وكنت أردُّ عليه الكلمة بالكلمة، لكني كنت ألتزم الصمت لأجل والدتي، وهذا ما عقَّد الأمور أكثر، فحتى الآن وأنا في هذه السن لا يزال يعنفني بالكلام مختبئًا تحت قناع النصيحة، ولكني واثق من أن الأمر ليس كما يُبديه؛ لأن النصح لا يكون بهذه الطريقة، وفي كثير من الأحيان يمارس دور الضحية بإتقان، حتى إنني أرتاب في نفسي أحيانًا، وإذا ما طلبتُ منه شيئًا، أكون قد فتحت على نفسي أبواب جهنم، وقد حدث أن تركتُ المنزل أسبوعًا، ثم عدتُ تحت ضغط العائلة سيما جدتي لأمي التي أُقيم عندها، ولم أكلِّمْهُ بعدها لمدة سنة كاملة وشهرين، وقد زاد الطين بلةً أن أمي أصبحت مثله تمامًا؛ فهي دائمًا على حقٍّ والكل عاقٌّ، وما يجعل أمري شاقًّا أن الأمر آخِذٌ مني مأخَذَهُ منذ الصغر، أما أختي التي تصغُرني بثلاث سنوات، فهي تتدبر أمورها أفضل مني؛ مما يجعلني أُلقي باللائمة على نفسي في كل شيء، أصبح الأمر لا يُطاق؛ فأنا أبذل قصارى جهدي كيلا أواجه أيًّا منهم، لكن الحجر المنزلي حبسني في البيت، أنا لا أبرئ نفسي؛ فأنا لست ملاكًا، لكني أيضًا لست شيطانًا، وكل ما قصصتُهُ هو واقعي الذي أحيا فيه، لا أريد أن تتفلت مني رحمة الله بسبب تصرف طائش لا قيمةَ له، فأرجو إرشادكم لِما يُرضي الله عز وجل، وجزاكم الله خيرًا.





الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمثل مشكلتك لها عادةً أسباب عديدة؛ بعضها من الابن، وبعضها من الأب، فإن لم يوجد أسباب مقنعة لا من الابن ولا من الأب، فهنا يُبحث عن احتمال وجود سبب خارجي.

أما الأسباب التي من الابن، فهي عادة شيءٌ من العقوق أو التقصير في البر والأخلاق مع الوالدين، أو أحدهما، وهذه بحدِّ ذاتها تجعل الوالدين أو أحدهما ينظر بعين النقص للابن أو البنت؛ ومن ثَمَّ كثرة المشاكل والاختلافات والانتقاص، وفي مثل ذلك قد يكون ما يحصل للابن عقوبة مُعجَّلة بسبب العقوق.

أما إن كانت الأسباب من كلا الأبوين أو أحدهما بدون أي تقصير من الابن أو البنت، فهنا قد يكون لها أحد الأسباب الآتية:
1- إما مجرد ابتلاء وامتحان للابن، ولرفع درجاته، وتكفير سيئاته.

2- أو خَلَل في تربية الأبوين أو أحدهما؛ كأن يكونان تربَّيا تربية قديمة على الشدة والغلظة والجفاء مع الأبناء.

3- أو يكون هذا التعامل بسبب تحريض من الغير.

4- وهنا احتمال أخير، وهو ضعيف، ولكنه موجود في بعض الحالات، خاصة مع عدم وجود أسباب مقنعة، وخاصة أيضًا إذا حصل التغير فجأة؛ ألَا وهو وجود احتمال سبب خارجي؛ مثل: السحر والمس والحسد، وقد سبق أن عُرِضت عليَّ حالات مشابهة ثبت وجود هذه الأسباب فيها.

وأيًّا كان السبب يبقى السؤال الكبير: ما العلاج لمثل هذه الحالة؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه: الحل بإذن الله في الآتي:
أولًا: لا تزكِّ نفسك وتلقِ باللائمة كلها على والديك، بل ابدأ بمحاسبة نفسك على تقصيرك وتفريطك في برهما، وفي حسن التعامل معهما، ثم غيِّر من تعاملك كليًّا دون أن تنتظر نتيجة فورية؛ فهذه الأمور تحتاج لنَفَسٍ طويل؛ لأن لدى والديك تراكماتٍ قديمة وحديثة عنك يصعب اجْتِثاثُها في مدة قصيرة.

ثانيًا: أثناء تغييرك لتعاملك معهما، فلا يكن هدفك الأول تغيرهما أيضًا، بل ليكن هدفك الأول والأعظم رضا الله سبحانه عنك، ورضاهما يأتي تبعًا بعد زمن.

ثالثًا: أكْثِرْ من سبب عظيم جدًّا، بل هو أعظم سبب؛ وهو الدعاء بسؤال الله سبحانه إعانتَك على برهما، وإعانتهما على الإحسان إليك؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

رابعًا: أكْثِرْ من الاستغفار؛ فهو علاج عظيم القدر والأثر؛ لقوله عز وجل: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]؛ فجعل الله الاستغفار سببًا للرزق وتفريجِ الكرب؛ ولأن الإنسان قد يُبتلَى من أقرب أقاربه بسبب ذنوبه وهو لا يشعر؛ قال عز وجل: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].

خامسًا: وأكثِرْ من الاسترجاع؛ فهو مشروع عند المصائب، وله أثر بالغ في تفريج الكرب؛ قالت أم سلمة رضي الله عنها: ((سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبدٍ تُصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، وأخْلِفْ لي خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرًا منها...))؛ [رواه مسلم].

سادسًا: وإن كان السبب من والديك أو أحدهما بدون تقصير منك، فعليك مع الصبر والاسترجاع، والدعاء والاستغفار - بالآتي:
1- مناصحتهما من قِبل عقلاء العائلة، وحبذا أن يسألهما الناصح عن سبب تصرفاتهما معك؛ لأنه إذا عُرف السبب، سهُل العلاج بإذن الله.

2- الاستمرار في البر والإحسان إليهما، حتى ولو أساؤوا؛ لأن البر بهما واجبٌ تُؤجر عليه أجرًا عظيمًا، وليس مكافأة؛ قال سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23].

3- ونظرًا لاحتمال ضعيف من وجود سبب خارجي، فترقون أنفسكم بالرقية الشرعية، خاصة إن كان التغير مفاجئًا وحادًّا، وبدون أسباب واضحة ومقنعة.

سابعًا: وأخيرًا لا تنسَ أمورًا تُعينك على الصبر والتحمل والبر؛ وهي: تذكُّرُ أن ما حصل قدر كتبه الله، وفيه خير لك من رفع الدرجات وتكفير الخطايا، وتذكُّرُ حقوق والديك العظيمة عليك، وأن الله سبحانه أمر ببرِّهما ولو كانا مشركَيْنِ، ويأمران ابنهما بالشرك: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15].

حفظك الله وفرَّج كربتك.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.36 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.28%)]