|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أحب ابن عمتي وهو خاطب الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة أحبَّها ابنُ عمتها وتقدَّم إليها مدة خمس سنوات، لكنها كانت ترفضه، ثم إنها تعلَّقت به، ولكنه كان قد خطب فتاة أخرى، وتسأل: هل عليها إثمٌ إن هي أخبرتْه بحبِّها له؟ ♦ التفاصيل: قبل خمس سنوات تقدم إليَّ ابن عمتي، وأعرب عن حبه وإعجابه الشديد بي، ولكني لم أُكِنَّ أي مشاعر، سيما أن في عائلتنا مرضًا وراثيًّا؛ فرفضته، ورفضه والداي رغم حبهما الشديد له؛ فصُدِم ابن عمتي، وعاود الطلب مرة أخرى، وقال بأنه على استعداد لأن ينتظرني طوال العمر، ولكني رفضته، وقد تقدم لي كثيرٌ من الشباب، رفضت بعضهم بأسباب والبعض الآخر بلا أسباب، وفي كل سنة كان ابن عمتي يطلبني من والدي، ويقسم أنه يريدني ولا يريد غيري، وأنه ينتظر موافقتي، بالرغم من أن أخاه الأصغر تزوج، وقد أخبره والداي بأنه لا نصيب له فيَّ، ونصحوه بأن يبحث عن نصيبه، أما أنا، فقد بدأت أفكر في أمره، وبدأ يأخذ حيزًا من تفكيري، وبدأت أتعلق به، وأصبح لا يغادر مخيلتي، ولكن المرض الوراثي يظل عائقًا، ثم إنني انشغلت بحياتي وحاولت أن أتناساه، الآن تقدم لخِطبتي شاب مواصفاته رائعة، ووافقت مبدئيًّا، لكني لا أزال أفكر في ابن عمتي، ولا أتخيل نفسي في حياة مع أحد غيره، فما كان مني إلا أن صارحت أمي بمشاعري تجاه ابن عمتي، وبحثنا عن حلٍّ للمرض الوراثي، فقيل لنا بأنه بإمكاننا إتمام حمل سليم عن طريق برنامج متابعة خاص بالأمراض الوراثية، ففرحت وفرِحت أمي؛ لأنها ترى فيه سمات الرجل الصالح، ولما سألنا عن ابن عمتي، اتضح أنه خطب فتاة قبل أسبوع وتمت الرؤية الشرعية فقط، في أول الأمر حمدت الله على ما قدَّره، وقلتُ: ربما الخيرة في هذا الخطيب الذي تقدم لي الآن، بيد أنني تعبت كثيرًا، وجفاني النوم، وقلت شهيتي، وفي كل يوم أبكي، ويحترق قلبي من فرط حبي لابن عمتي، وألوم نفسي، حتى أصبحت كالمريضة، ولم أستطع تقبل الخطيب الحالي، وليس في قلبي له مشاعر، وأخشى أن أظلمه، سؤالي: هل أُخبر ابن عمتي بموافقتي عليه الآن بعد خمس سنين من محاولاته ورفضي؟ وهل إذا أخبرته برغبتي في الزواج منه، وقرر فسخ الخطوبة من خطيبته سأكون آثمة؛ لأنني أفسدت خطبته من هذه الفتاة؟ وما الحل الأفضل؟ أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فيبدو من ملامح مشكلتكِ الملخص الآتي: 1- ابن عمتكِ يحبكِ كثيرًا، وأظهر ذلك بشكل واضح، ولا أدل على وضوحه من انتظاره لكِ، وتردده على أهلكِ لخطبتكِ على مدى خمس سنوات. 2- وأنتِ أيضًا تحبينه منذ البداية، ولكن خوفكِ من المرض الوراثي أبعدكِ عنه. 3- فلما فقد الأمل في الزواج منكِ، خطب فتاة أخرى. 4- فلما خطبها، تحركت فيك الغَيرة والحب القديم، ونسيتِ الخوف من المرض الوراثي بتهوينات من بعض الناس. 5- والآن تسألين: هل يجوز لكِ مصارحته برغبتكِ في زواجه منكِ؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: مسألة الخوف من تأثير المرض الوراثي يُرجَع فيها للطبيب الحاذق؛ لتحديد مدى نسبة خطورته، وليس لكلام العامة. ثانيًا: مسألة التساهل بالأمراض الوراثية، وهي موجودة في عائلتكم، ومن المؤكد الآن أن بعض عائلتكم يعانون منها في أبنائهم تحتاج إلى إعادة نظر، واستشارة استشاريين موثوقين، ولا يصح أبدًا إخضاع ذلك لعاطفتكِ ولهواكِ تجاه ابن عمتكِ. ثالثًا: ما دام ابن عمتكِ خطب، فلا يجوز لكِ مصارحته بأي شيء؛ حتى لا تتسببي له أو لخطيبته بمشكلة تأثمين بها، ويدعوان عليكِ بسببها. رابعًا: إن تمت خطبته للبنت، فأنصحكِ نصيحة أبٍ مشفق أن تنسيه تمامًا، وأن توقني بأن الله لم يكتبه لكِ لحكمة يعلمها الله سبحانه، ولعله شرٌّ صرفه الله عنك؛ قال سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وقال عز وجل: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]. خامسًا: أما إعراضكِ عن خاطبكِ الذي مواصفاته رائعة، فيبدو أنه ليس إعراضًا عنه هو، ولا كرهًا له، ولكنه بسبب غيرتكِ على ابن عمتكِ من أن يأخذ بنت الناس ويترككِ. سادسًا: أنصحكِ بأن تنظري للموضوع بعقلٍ بعيدًا عن العاطفة الهوجاء، ومقتضى ذلك أنه ما دام أن ابن عمتكِ خطب غيركِ، وأيضًا تقدم لكِ شاب رائع الصفات، فلا تُضيِّعي فرصتكِ في الظلام؛ من أجل عاطفة غيرة، وحب شباب طائش. سابعًا: استخيري الله كثيرًا، وأهم شيء أثناء الاستخارة هو التجرد الكامل من كل مَيلٍ أو رغبة، وتفويض الأمر تمامًا لله سبحانه علَّام الغيوب الذي يعطي لحكمة ويمنع لحكمة. حفظكِ الله، ودلكِ على الخير، وصرفكِ عن ضده. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |