|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ظاهرة تسرب التلاميذ من الدراسة نايف عبوش تُثير ظاهرة انقطاع بعض التلاميذ عن المدرسة، وترك الدراسة كليًّا أو جزئيًّا قبل إتمامها - سواء كان ذلك الانقطاع لأسباب ذاتية مرتبطة بالتلميذ نفسه، أو لأسباب موضوعية مرتبطة بمحيطه - قلقَ المهتمِّين بالتربية والأسرة والمجتمع، لِما لهذه الظاهرة المقلقة من تداعيات سلبية، ليس على المتسرِّبين وحدهم فحسب؛ بل على المجتمع ككل. وتجدر الإشارة إلى أن من بين أسباب التسرُّب المدرسي، المنهجَ الدراسي، لا سيَّما إذا كان مكتظًّا بالمواد المقررة، أو مُتَّسِمًا بصعوبة التلقِّي، بحيث لا يُراعي مستوى فَهم الطالب، ولا يأخذ ميوله، واستعداده للتعلُّم بنظر الاعتبار، بالإضافة إلى طرائق التدريس الممِلَّة التي تنقصها الوسائل التعليمية التي تجذب الطلاب للتعلُّم، في حين قد يكون المعلم قليلَ الخبرة في تعامله مع الطلاب، وشديدًا في تعامُله معهم. وفيما يتعلَّق بالطالب ذاته، فقد يكون محدود الفهم، وليس لديه الاستعداد الفطري للتعلُّم، ممَّا يُولِّد لديه شعورًا بصعوبة التعلُّم، وعدم جدوى الاستمرار في الدراسة. وبقدر تعلُّق الأمر بالأسباب الخارجية لظاهرة التسرُّب، فلا ريب أن الأمن والاستقرار المجتمعي، والنسق الثقافي، والاجتماعي، والقِيَمي السائد، يقوم بدور كبير في تشجيع ظاهرة التسرُّب؛ فالبيئة الأسرية المتعلمة، والمجتمع المتعلم، يكون تأثيره في الغالب إيجابيًّا في التصاق الطالب بالمدرسة، وتشجيعه على مواصلة مشواره الدراسي حتى الشوط الأخير، والعكس بالعكس أيضًا. ولعل تداعيات التكنولوجيا بما أفرزته من وسائل ترفيه جذَّابة؛ كالإنترنت، والفضائيات، والهواتف الذكية، بما تتيحه من مغريات تجذب الطلاب، وتشدُّهم إليها، حيث يجد الطالب فيها من التسلية والمتعة وتَمْضِيَةِ الفراغ، ما يجعله يُفضِّلها على الدراسة التي هي في نظره مجرد عناء وتعبٍ وإرهاق، ليس إلا، فتصبح عنده أفضل من مواصلة الدراسة، الأمر الذي يسوِّغ له عندئذٍ تركَ المدرسة. ويقينًا؛ فإن لظاهرة التسرُّب المدرسي تداعياتها السلبية؛ حيث إن أغلبية الطلبة المتسرِّبين، عادة ما يبقون دون عملٍ، في بطالة سافرة، ويلجؤون إلى التدخين، فيصبحون مع مرور الوقت عالةً على أُسَرهم، وعبئًا على مجتمعهم؛ حيث يتكوَّن لدى الطالب المتسرِّب عندئذٍ شعور بالانطواء واللامبالاة، ويتملَّكه إحساس بالنقص، والضياع، وعدم الانتماء، نتيجة الفشل في الدراسة؛ ولذلك يلجأ إلى الانغماس في العالم الافتراضي ليجد فيه ضالَّته، هروبًا من واقعه الحقيقي، وقد يتبنَّى من خلال هذا الانغماس اللا مسؤول قيمًا سلبية ضارة، من خلال إدمان مشاهدته الفضائيات، ومواقع التواصُل الاجتماعي التي تعرض أفلامًا هابطة، وذلك نتيجة عزلته وضَعف تواصله، وابتعاده عن التواصُل المباشر بواقع القيم الاجتماعية والأخلاقية، ولذلك يتطلب الأمر الانتباه الجدي للحدِّ من هذه الظاهرة، وذلك بتعاون الأسرة والمدرسة والمجتمع، وكافة الجهات المعنية بالتربية؛ فتسرب التلاميذ، بالإضافة إلى التداعيات السلبية المذكورة، إنما هو في حقيقته هدرٌ للطاقات الشبابية الواعدة التي يمكن الحفاظ عليها، لاستثمارها في الوقت المناسب، بعد أن يتم تأهيلها علميًّا بالاستمرار بالدراسة، وصيانتها من الهدر بالتسرُّب.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |