|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أريد طلاق زوجتي الثانية أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: رجل أُصيبت امرأته بمرض الربو، فتزوج بامرأة أخرى بموافقة زوجته الأولى، لكنه في الأسابيع الأولى من زواجه لم يستطع أن يتأقلم مع زوجته الثانية ويريد طلاقها، ويسأل: هل هذا مناسبٌ أو لا؟ ♦ التفاصيل: أنا متزوج منذ ثلاثة وعشرين سنة، والحمد لله زواجي ناجح، وزوجتي تحمل كثيرًا من الصفات الإيجابية، وهي امرأة صبور، وليست بيننا أي مشاكل بحمد الله، بيد أن زوجتي أُصيبت بمرض الربو، وكان شديدَ الوطأة علينا، ورغم ما بذلنا من الأسباب، فإن التحسن إلى الآن نسبيٌّ، ويُعيق أحيانًا مشاركتها الفراش، ومنذ ثلاث سنوات خطرت لي فكرة الزواج بأخرى، وتفهَّمت زوجتي هذا الأمر نسبيًّا، وساعدتني في البحث، وقد كان من مواصفاتي في الزوجة الثانية الاستقامةُ والهدوء، وطرَقنا بعض البيوت التي اشترط أهلها شروطًا مبالغًا فيها، ثم اهتديت نهايةً إلى امرأة مطلقة ولديها بنت، لكن لم يُعرَفْ عنها التدين والاستقامة، فوافقتُ على أمل أن أستطيع تغييرها، فهي لم تكن تحمل المواصفات التي أريدها، بل كانت تحمل كثيرًا من الصفات التي أكرَهها، فهي تحب المظاهر، والخروج للأسواق كثيرًا، وليس لها هدف في الحياة، وتسمع الأغاني، وتقضي كل وقتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وغير ذلك من الأمور التي جعلت قلبي ينفر منها، مع العلم أنه لم يمضِ كثيرُ وقتٍ على الزواج، فزواجنا لا يزال في أسبوعه الثالث، وقد رأيت أن الحياة ستكون صعبة، وسأواجه كثيرًا من المشاكل التي ستفقدني الاستقرار الأُسري، ورأيت أنَّ تركَها الآن سيكون أفضلَ، وقررت أن أتكيَّف مع ظروف زوجتي الأولى، وأتفرغ للعمل والعبادة، أشيروا عليَّ: هل هذا مناسبٌ أو لا؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أخي الكريم، ونشكرك على الثقة بهذا الموقع، واسمح لي أن تكون الإجابة على شكل نقاط: أولًا: على المسلم أن يسعى لحماية نفسه، وصَوْنِها عن الحرام عن طريق إشباع غرائزه بالحلال؛ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في شأن النكاح: ((فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفَرْجِ ...))؛ [متفق عليه]. ثانيًا: على المسلم الاجتهاد في الاختيار قدر المستطاع، والحرص على الاستخارة دائمًا. ثالثًا: حتى لو فعل الإنسان كل ما بوسعه، فإن ما قدَّر اللهُ سبحانه واقعٌ لا محالة. رابعًا: عدم حصول الإنسان على ما كان يطمح إليه ينبغي ألَّا يُصيبَه بالإحباط وخَيبةِ الأمل، فلا يدري أين تكون الخَيْرَةُ. خامسًا: وهنا مكمن النفور والله أعلم؛ أَلَا وهو المقارنة؛ فإن الصورة الذهنية التي تشكَّلت في زواجك الأول لا زالت تُلِحُّ عليك. سادسًا: لكل إنسان طبيعته وطريقته في الحياة، والتعايش معه والتركيز على صفاته الجميلة، وغض الطرف عن القبيح يصنع المودة والوئام. سابعًا: ما دامت الزوجة الأولى موجودة ولها يومُها، والحياة بينهما بالمناصفة، فلماذا لا نجعل تقصير هذه يُجبَر بكمال تلك؟ ثامنًا: ما تفضَّلْتَ بذكره في السؤال من الرغبة في الاكتفاء بالزوجة الأولى إنما هو ناشئ عن الصدمة من التجرِبةِ، وهو ردة فعل لا أكثر. تاسعًا: الصدمات وردود الأفعال المصاحبة في الغالب تكون وقتيَّةً، ولا تلبث أن تعود الرغبة الأولى والداعي الأول للتفكير في التعدد من جديد، وقد يستمر البحث عن الصورة الكاملة والمستقرة في الذهن. عاشرًا: زوجتك الأولى لم تصل إلى هذه المكانة في قلبك إلا بعد عِشْرَةِ السنين التي صنعت بفضل الله هذا التناغمَ والتجانس، فلماذا الاستعجال من الأسابيع الأولى؟ أحد عشر: إن كان الداعي إلى الاستعجال في الطلاق هو الخوف من عدم استقرار هذه الحياة الزوجية بعد قدوم الأطفال، فلا مانع من تأخير موضوع الحمل، ولكن لمدة لا تطول. ثاني عشر: أما بالنسبة لاهتمامها بالمظاهر وكثرة الخروج إلى الأسواق، فلا زلتم في أول الطريق، وبيدك التقليل من خروجها شيئًا فشيئًا، ودون تصادم حتى تعتادَ هي على ما تريد أنت. ثالث عشر: التغيير دائمًا يكون بالمصابرة والمجاهدة، ولا سيما وقد بدأت هذه الحياة، فإن الصبر على تقويم السلوك أولى من المسارعة إلى الهدم. رابع عشر: كما أنك تهتم بصناعة هدفٍ ذي قيمة عالية في الحياة، فهي ترى أن قيمة الحياة تكون بالسعي وراء المتَع العابرة، وحتى تتغير هذه القناعات لا بد من غرس مفاهيم جديدة، وهذا من أبسط حقوقها عليك. خامس عشر: لا تنهزم سريعًا في هذه المحاولة الجديدة؛ فإن الانهزام قد يصبح عادةً لك في المستقبل كلما مَرَرْتَ بأزْمَةٍ. سادس عشر: لا تُظهِر مشاعر الرفض لها أبدًا؛ فتُوغِرَ صدرها وصدور أهلها عليك، فما تأنَفُ منه أنت لرجاحة عقلك قد يعدُّه البعض كبرياء وتعاليًا. سائلًا الله لكما التوفيق والسعادة والحياة الهانئة، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |