|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أختي تتنمر علي الشيخ محمد بن إبراهيم السبر السؤال: ♦ الملخص: سائلة تشكو تنمُّر أختها عليها، وسوء معاملتها لها، وانحياز أهل بيتها - حتى الأب - لأختها، وتشعر بالغربة في بيتها، والاحتقار من قِبَلِ أهلها، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: أنا شابة أبلغ من العمر السادسة والعشرين، أشعر بأنني أغرق وأدعو الله: يا مغيث، أغثني، أرغب في ترك بيتي، بل بلدي بأكملها، فأنا أشعر شعورًا حادًّا بالغربة، وأنني لا أنتمي لهذا المكان. مشكلتي تكمُن في أختي التي تبلغ الثانية والعشرين من عمرها، فهي مدة عام ونصف تتنمَّر عليَّ، كما استمرت ست سنوات تتنمر على أختي الصغرى، فهي لا تكلمنا كأننا غير موجودين، وهي تُظهِر نفسها أمام الجميع على أنها ملاك، بينما هي في الخفاء تهزأ بنا وتتنمر علينا، وأبي يحبها كثيرًا، ويُميزها علينا في التعامل والحديث، والمزح والحب، ولا يصدِّقنا عندما نشكوها إليه، حتى إنني عندما أتحرك في أنحاء المنزل، أحرص على الإمساك بهاتفي لتصويرها أو تسجيل صوتها؛ لكي يكون دليلًا عليها، وفي كل مرة تتعدى عليَّ، أتشاجر معها، ويرتفع صوتي، وأفضح أفعالها ليسمعها الجميع، وأدعو عليها؛ لذا فإن الجميع يعتقد أنني أنا المشكلة، ويقولون عني أنني مجنونة، وأبي أخبرني بأن مكوثي في غرفتي أفضلُ؛ لأني إذا خرجت، فأنا أجلب الشر، ثم إنني أخيرًا استسلمتُ وأصبحتُ أفضِّلُ الجلوس في غرفتي وحدي، ففيها لن يضايقني أحدٌ، جلسنا معها ثلاث مرات لطلب التصالح، وفي كل مرة أُخبِرُها بتصرفاتها التي تضايقني، وبرغم ذلك فهي لا تتوقف، بل تزيد وتبتكر طرقًا أخرى، وما يحزنني أكثر أن أهل بيتي ينضمون إليها؛ فأختي الكبرى وزوجة أبي يدافعون عنها، بالرغم أنني - والله - لم أضرَّها في شيء، إنما هي فقط تسيء الظنَّ، ومن ثَمَّ تحقد وتتنمر، حتى إن طفلًا صغيرًا عمره عشر سنوات صار يحذو حَذوهم، ويقلِّدهم في معاملتي باحتقار، وهم لا يفعلون شيئًا سوى الابتسام له، وأبي يرفض أن يتدخل في الأمر. أرجو منكم المساعدة، وأن ترشدوني إلى حلٍّ؛ لأني أشعر بالرفض الشديد والإهمال من قِبَلِ عائلتي؛ لذا أدعو الله أن يَمنحني القوة والحكمة والشجاعة لحل مشكلاتي، بيدَ أنني لا أرغب بالعيش معهم بعد الآن؛ لأني أعيش في قلق دائم من التنمر، وأدعو الله أن يوفقني للزواج؛ لأسكن في منزل مليء بالحب والاحترام والتفاهم، أنا أريد أن أكون سعيدةً داخل المنزل وخارجه، وأن أشعر بالحب في قلبي، وألَّا أفكرَ في مَن يرفضني. الجواب: بسم الله، والعون من الله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فالحلَّ بارك الله فيكِ يبدأ أولًا بالاستعانة بالله تعالى، وترك الأفكار الشيطانية التي تصوِّرُ لكِ مشكلةَ التنمر أو تضخمها لكِ. ثانيًا: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فهل حاولتِ تغيير نفسكِ؟ هل جلستِ بينكِ وبين نفسكِ؟ هل سألتِ نفسكِ: هل أنتِ مخطئة في طريقة تعاملكِ معهم أو لا؟ أو في تصرفاتكِ؟ أو في ردَّات فعلكِ؟ بنتي، قد يكون الخلل منكِ أنتِ، وأنتِ تتصورين العكس، لِمَ لا؟ حاولي أن تحبي أهلكِ جميعًا، وتعامليهم بحبٍّ وودٍّ ورحمة، على الأقل عامليهم كما تحبين أن يعاملوك. ثقي بأن الله لن يضيع أجركِ، ولن يخذلكِ، ولكن لا تلتفتي لتنمرهم - إن وُجد - وعامليهم بحبٍّ وحسنِ ظنٍّ لأجل الله، وابتغاء الأجر منه. ودائمًا اجعلي لكِ قاعدة في حياتكِ: قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 9]. بُنَيَّتي، ابدئي بنفسكِ، وثقي بأن الله سيغير لكِ كلَّ شيء للأفضل للأجمل للأروع. أعيدي ترميمَ أو بناءَ علاقة صداقة مع محيطك، والتواصل الدائم معهم بحسب كلٍّ شخص، ولا بد من ترك باب الحوار والاحتواء مفتوحًا دائمًا؛ لكي يشعر الجميع بالأمان والراحة، وأيضًا لتصحيح بعض التوهمات لدى الأطراف. أنتِ تستطيعين فرض احترامكِ ومحبتكِ بما تبذلين وتقدمين. من الجيد مشاورة طرف عاقل رشيد في الأسرة أو مختص؛ ليضيءَ لكِ شيئًا في خبايا ما تعتقدين أنه مشكلة صعبة؛ فالانكفاء ليس حلًّا. أسأل الله الكريم أن يؤلفَ بين قلوبكم جميعًا، ويصلح ذات بينكم، ويهديكم سبيل الرشاد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |