|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من فضل بناء المساجد: بناء المساجد سبب من أسباب دخول الجنة د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني في الصحيحين عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكُمْ أَكْثَرْتُمْ، وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا - قَالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ - بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الجَنَّةِ»[1]. معاني المفردات: عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ: أي في عثمان رضي الله عنه، وذلك أن بعضهم أنكر عليه عند تغييره بناء المسجد، وجعله بالحجارة المنقوشة. حينَ بَنى مَسْجِدَ الرَّسُولِ: أي حين أراد أن يوسِّعَهُ، ويشيِّدهُ. أَكْثَرْتُمْ: أي أكثرتم الكلام في الإنكار على فعلي. وذلك لما أَرَادَ عثمانُ رضي الله عنه بِنَاءَ الْمَسْجِدِ، كَرِهَ النَّاسُ ذَلِكَ، وَأَحَبُّوا أَنْ يَدَعَهُ عَلَى هَيْئَتِهِ[2] في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل الذي كره الصحابة رضي الله عنهم من عثمان بناءه بالحجارة المنقوشة لا مجرد توسيعه، ولم يبن عثمان المسجد إنشاءً، وإنما وسَّعه وشيده[3]. يبتغي: أي يريد. روى الترمذي وصححه عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الجَنَّةِ»[4]. معاني المفردات: مَنْ بَنَى للهِ: أي يريد به الإخلاص في الفعل. بَنَى اللهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الجَنَّةِ: ليس المراد به في المقدار، وإنما المراد بني له بيتا، يدل عليه أن أجر الأعمال يضاعف، قال الله عز وجل: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ [الأنعام:160]. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ»[5] [6]. روى ابن ماجه وصححه الألباني عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ»[7]. معاني المفردات: كمَفْحَصِ قطاةٍ: أي بيت القطاة الذي تضع بيضها فيه، والقطاة طائر يشبه الحَمامَ. وحمل أكثر العلماء ذلك على المبالغة؛ لأن المكان الذي تفحص القطاةُ عنه لتضعَ فيه بيضها، وترقد عليه لا يكفي مقداره للصلاة فيه. وقيل: بل هو على ظاهره، والمعنى أن يزيد في مسجد قدرا يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر، أو يشترك جماعة في بناء مسجد فتقع حصة كل واحد منهم ذلك القدرُ[8]. ما يستفاد من الأحاديث: • فضيلة بناء المساجد، والمعاونة في بنائها. • الثواب مترتب على الإخلاص في العمل، فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية لله لم يؤجر عليه. • من كتب اسمه على مسجد بناه كان بعيدا عن الإخلاص. [1] متفق عليه: رواه البخاري (662)، ومسلم (669). [2] صحيح: رواه مسلم (533)، عن محمود بن لبيد رضي الله عنه. [3] انظر: فتح الباري، لابن حجر (1/ 544). [4] صحيح: رواه الترمذي (318)، وابن ماجه (736)، وصححه الألباني. [5] صحيح: رواه البخاري (1410)، عن أبي هريرة رضي الله عنه. [6] انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي (1/ 161). [7] صحيح: رواه ابن ماجه (738)، وأحمد (2157)، وصححه الألباني. [8] انظر: فتح الباري، لابن حجر (1/ 545).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |