|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أريد أن أستقبل حياتي الزوجية بقلب نقي أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة اقترب زواجها، وكانتْ قديمًا تكلِّم شابًّا، وتخاف أن يكونَ ذلك سببًا في تعاستها، وتسأل: كيف أستقبل حياتي الزوجية الجديدة بقلبٍ نقي؟ ♦ التفاصيل: أنا فتاة في العشرينيات مِن عمري، مشكلتي أنَّ زواجي بعد 3 أشهر، وكان لي قديمًا خطأٌ فادحٌ، وهو: الكلامُ مع الرجال عبر الشات، وكنتُ أكلِّم شابًّا بصورةٍ مستمرةٍ. دام التواصُل بيني وبينه 3 سنوات، وكان التواصُل بيننا كتابيًّا، ولم يسمعْ صوتي ولم يرني. أخبِروني كيف أنهي الماضي، وأستقبل حياتي الزوجية الجديدة بقلبٍ نقيٍّ تقيٍّ؟ أريد أن يُبارك اللهُ لي في القادم مِن أيامي بعدما جنيتُ على نفسي، فكيف تَتَيَسَّر حياتي مع زوجي وعائلته، بعدما هَدَمْتُ بيدي أسباب التوفيق؟ وهل أخبر أهلي بما حدث أو لا؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فبداية أودُّ أن أذكرَ لك بعض الآيات والأحاديث المتعلِّقة بالتوبة؛ فالله جل جلاله يقول: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾ [مريم: 60]؛ تخاطب هذه الآية العبد المذنب، وتلك هي شروطُ التوبة التي إذا وُجِدَتْ كانتْ سببًا في القبول، أَلَا وهي: الإقلاعُ عن الذنب، والإتيانُ بالعمل، وعمل الحسنات التي تُذهب السيئات وتمحوها، ويُضاف لذلك شرطُ العَزْم على عدم العودة إلى الذنب. وإليك هذا الحديث العظيم الذي يُبهج قلوبَ التائبين؛ قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لو لم تُذنبوا لَذَهَبَ الله بكم، ولَجَاء بقومٍ غيركم يُذنبون فيستغفرون الله فيَغفر الله لهم)). ومعنى الحديث أنَّ الله سبحانه وتعالى قد وَقَعَ في سابق علمِه أنه لا بد مِن وُقُوع الذنوب، حتى تظهرَ آثار مغفرته ورحمته سبحانه، واسمُه التواب الغفور؛ فهل يبقى مع هذا يأسٌ أو قنوط من رحمة ربي؟ اعلمي أنَّ ما يَحدُث للتائب من الذنب مِن انكسارٍ وندمٍ ومحاسبة نفس وألم، لَهُو أعظم عند الله مِن حسنة المطيع. فالمؤمنُ يرى الذنب كأنه جبلٌ سيقع عليه، ويستمر معه الشعورُ بالذنب، حتى يخشى على نفسه وما قد يُواجهه في مستقبل أمره كما حدث معك. ولكن يجب أيضًا أنْ يتوازَن لديك الشعور، فكما أنك تخافين مِن العواقب، فلا بد مِن أن ترجي رحمة الله، التي يُعينك عليها معرفة أن مِن أسمائه التواب والعفو والغفور، ومِن أسمائه جل جلاله الرحيم، فلا يحملهم فوق طاقتهم، بل يُعاملهم بلُطفِه ورحمته وكرمه. فأحسني الظن بربك، واعلمي أنه لا تزر وازرة وِزْر أخرى، والله يقابل توبة عبده بالصفح والعفو وليس بأن يَحْرِمَه التوفيق كما قلتِ، وحرمان التوفيق والبركة إنما يكون لمرتكبِ الذنب المستهين به غير التائب. وعن سؤالك فيما يتعلق بإخبار أهلك بالأمر الذي حصل، فأنا أرى أنه لا مصلحةَ مِن ذلك، فالله قد ستَر عليك فلا تفضحي نفسك، وثقي بأنَّ إخبار أهلك سيزيد مِن هَمِّك، كما أنه لا داعي له. أنت قد تبتِ ولعلك صدقتِ مع الله، فامسحي الماضي، وابدئي حياةً جديدةً ملؤُها الطاعة، والحمدُ لله أن الأمرَ توقَّف عند هذا الحد، فاحمدي الله على لطفه، وأنْ يَسَّرَ لك التوبة، وأَيْقَظَ لك الضمير، وأكثري مِن الحسنات، والْزَمي الاستغفار، وذلك يكفي بإذن الله. ثبَّتَك الله على ما يُحبُّ ويرضى
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |