|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الزواج والمظهر أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: سائلة ترى لدى البعض تناقضات بسبب الابتعاد عن هدي الشرع في معايير الزواج، خاصة وأن كثيرًا من الشباب يَتَمَسَّكون بالجمال والمظهر في المقام الأول، ويتركون المعايير السامية. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرى المجتمع مِن حولي متناقضًا؛ فمثلًا هذا رجل ذكي يتزوج امرأة غير ذكية، أو قد نرى زوجة في قمة الاحترام والخلق تتزوج رجلًا على عكس سلوكها، وقد يَضَع الرجلُ الجمالَ وحُسْنَ المَظْهَر مِن بين مواصفات زوجة المستقبل، وعند البحث والتفتيش عن الفتاة يطلب الكلُّ أن تكونَ الفتاة من عائلةٍ محترمة وذات أخلاقٍ ودينٍ، ولكن في القرار الأخير قد تذوب هذه الصفات السامية عند الجمال. يرغب كثير من الناسُ في الجمال في المقام الأول، وابتعدوا معايير ومقاييس الزواج عن هدي الشرع، فإن كنتُ غير جميلةٍ فلن أتزوج، مع أن ذلك ليس بيدي. الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فمَن قال لك: إن المرأة غير الجميلة لا تتزوج؟ انظري حولك؛ هل كل النساء المتزوجات جميلات؟ ينبغي حين نُصاب بالهم وتَضيق أنفسنا مِن أمرٍ ما - أن ننتبه لذلك؛ فلا نتحدَّث بلغة التسخُّط والاعتراض، ولنعلم أنَّ لنا ربًّا حكيمًا، يفعل ما يشاء قبل كل شيء، فلا يُسأل عن ذلك، ولا يُعاتب جل جلاله. وأما تعليقك بقولك: إن الصفات السامية تذوب أمام الجمال؛ فأنا لستُ معك في ذلك، بل الذي أراه يحدث هو العكس، فمثلًا تجدين الرجلَ ربما يتزوج المرأة الجميلة، فلا يلبث أن يُطلِّقها؛ وذلك لأن صفاتها لم تكتملْ، بل لأنها تفتقد لب وجوهر الصفات. فكيف يكون البقاءُ للجمال؟ بل البقاء للأخلاق والدين. الجمال مطلبٌ طبيعيٌّ، لكنه ليس سبب السعادة والاستقرار في الحياة الزوجية، فالرجلُ كما يرغب في الزوجة الجميلة، فإنه كذلك يتوق للمرأة صاحبة الخلُق والدين، يتوق للمربية العاقلة الحكيمة، للزوجة التي تعرف كيف تتعامل مع زوجها، خصوصًا في الأزمات، فأي جمال سينفع إن كانت المرأةُ غير مُقدِّرة للحياة الزوجية، لحوحًا أو مهملة، أو غير ذلك؟ هل ستَحْلو الحياة بمجرد الجمال الظاهري بعيدًا عن الدين والأخلاق؟ وتعليقًا على ما أشرتِ إليه أنَّ الزوجة الجميلة تَتَزَوَّج بمَنْ هو ليس أهلًا، وغير الذكية تتزوج الذكي والعكس، فهذا نوعٌ مِن الاعتراض والنظرة الظاهرية للأمور، والله جل جلاله يقول: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ﴾ [القصص: 68]. وقال تعالى: ﴿ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ﴾ [محمد: 4]، وهذا قد يُحدث نوعًا من التوازن أو التنوع في المجتمع، ويكفي أنها أقدار يُقدِّرها العليم الخبير. وإن كنت تقصدين نفسك بذلك، فالمطلوبُ هو الدعاء، وسؤال الله الخيرة؛ فقد يكون الزواجُ خيرًا، وقد يكون البقاءُ دونه خيرًا، والله أعلمُ وأحكم. اطلبي ما شئتِ مِن الله، واسأليه الرزق والتوفيق، واسأليه الخير على كل حالٍ، وأن يرزقك الرضا؛ فتلك أعظمُ نعمة بعد الإسلام. شرَح الله صدرك، ويَسَّر أمرَك، ورزقك مِن حيث لا تحتسبين
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |